تعريف العدالة لغة واصطلاحاً

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 20 مايو, 2022 1:49
تعريف العدالة لغة واصطلاحاً


تعريف العدالة لغة واصطلاحاً وكذلك ما هو العدل، كما سنقوم بذكر الأسس التي تقوم عليها العدالة، وكذلك سنتحدث عن مفهوم العدل في الإسلام، كما سنوضح العدل بين الزوجات، وكذلك سنقدم أهمية العدل، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

تعريف العدالة لغة واصطلاحاً

1- مفهوم العدالة لغة:
العدالة هي مصدر عَدُل بالضم، ويقال عدل عدالة وعدولة، فهو عدل، أي رضا ومقنع في الشهادة، وفي تعريف العدل الذي يأتي بمعنى ضد الجور والظلم والقهر، فهو مصدر عدل في الأمر فهو عادل، وتعديل الشيء تقويمه، يقال عدله تعديلًا فاعتدل، أي: قومته فاستقام، وكل مثقف معتدل، وتعديل الشاهد نسبته إلى العدالة.
2- مفهوم العدالة اصطلاحًا:
تعريف الإمام الخطيب البغدادي: إن العدالة التي يجب أن يتمتع فيها كل من يقوم بمقام الشاهد على حدث ما أو ناقل له، والتي من المفترض أن يتصف فيها الشاهد محققًا بذلك الغاية من وجوده وشهادته، وتحقيقًا لغرض العدالة الأسمى، هي العدالة التي تشير إلى استقامة دين المرء، وسلامة نفسه من الضلال والفسق والفجور واتباعه طريق الرشاد والصلاح وما أمر الله تعالى به حتى يكون الإنسان سليم القلب والهوى، وكل ما يخالف صدق الجوارح هو ما ذهب الإسلام إلى فرض الابتعاد عنه.

ما هو العدل

يعبّر مفهوم العدل عن الإنصاف، وتلقّي معاملة متساوية بين جميع الناس والابتعاد عن الانحياز والظّلم والعنصرية، ولتحقيقه يتحتّم على المجتمع وضع قوانين وتشريعات اجتماعية وجنائية من أجل المُحافظة على تطبيق مفهوم العدالة بين الناس؛ حيث يُحاول المجتمع من خلال هذه القوانين الاجتماعيّة تطبيق الإنصاف بين أفراد المجتمع في عدّة مجالات، ومنها الصحّة، والعمل، والتعليم العام المجّاني بغضّ النظر عن الجنس والعرق، بالإضافة إلى القدرة على حماية الأفراد في المَجالات السياسيّة، والاقتصادية، والاجتماعية، ومنح فرصٍ مُتساوية للجميع.

الأسس التي تقوم عليها العدالة

تقوم أسس العدالة على مفاهيم الاستقرار الاجتماعي، والترابط، والكرامة، والمساواة، حيث أشار عالم الأخلاق جون راولز إلى أنّ العدالة تتوقف على مدى استقرار المجتمع، وبالتالي ينعكس ذلك على معاملة الفرد معاملة عادلة ومنصفة، وفي حال حدوث الاضطرابات الاجتماعية والنزاعات والحروب فإنّ أفراد المجتمع سيتعرضون إلى المعاملة الظالمة وغير المتكافئة، ورغم كلّ هذا إلّا أنّ البشر متساوون في كلّ شيءٍ، فجميعهم يمتلكون الكرامة الإنسانية ذاتها، وبفضل هذه الكرامة يستحق الجميع المعاملة العادلة.

مفهوم العدل في الإسلام

يعتبر العدل من القيم الإنسانية التي حثّ عليها الإسلام، وجعلها من أساسيات الحياة الفردية، والاجتماعية، والأسرية، والسياسية، وقد جعل الإسلام إقامة العدل هدفاً لجميع الرسالات السماوية؛ فبالعدل أرسل الله تعالى الرسل، وأنزل كتبه، كما قامت الأرض والسماوات بالعدل، وبيّن الإسلام أيضاً أن العدل لا يتأثر بالحب أو الكره، ولا بالحسب أو النسب، ولا يفرّق بين مسلم وغير مسلم، بل يُمنح لجميع المتواجدين على الأرض بغض النظر عن المال والجاه، أو ما كان بينهم من مودة أو بغض، كما حرّم الإسلام الظلم، سواء كان ظلماً للنفس أم ظلماً للآخرين، وخاصة ظلم القوي للضعيف؛ فكلما كان الشخص ضعيفاً زاد إثم ظلمه على من ظلمه.
من الجدير بالذكر أيضاً أنّ العدل مع النصارى وغير المسلمين يعد واجباً على كلّ مسلم، والتشريع الإسلامي لا يعرف الظلم؛ حيث إنّ الله تعالى حرّم الظلم حتّى على نفسه، كما في قول الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن ربه:(يا عبادي ! إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا فلا تظَّالموا).

العدل بين الزوجات

لمّا شرع الإسلام للرجل أن يتزوّج باكثر من واحدة فإنّه قد وضع ضابطًا مهمًّا جدًّا شريطة للتعدّد وهو ضابط العدل، والعدل هو عدل في كلّ شيء ما خلا القلب فليس للمرء سلطان عليه، ومن صور هذا العدل:
1- العدل في النفقة على الزوجات:
فإن أعطى الأولى فعليه أن يعطي الأخريات كما أعطاها.
2- العدل في السكن:
فبعضهم يعطي الزوجة الأخيرة بيتًا خاصًّا بها بينما تسكن الأخريات مع بعضهنّ في بيت واحد في غرف متلاصقة أو ما شابه ذلك، ولكنّ العدل يقتضي أن يكون لكلّ واحدة منهنّ بيتها المستقلّ الذي لا يرتضيه الشرعن وأن تكون البيوت في حالة واحدة ولا يكون لبعضهنّ بيت فاره بينما يكون للأخريات بيوت فيها كثير من المشكلات.
3- العدل في المبيت:
فلا يذر الرجل نساءه كالمعلقات لا يأتي إليهنّ سوى النزر اليسير بينما تحظى إحداهن بالوقت كلّه، وإنّما يقسم لكلّ واحدة منهنّ يومًا معلومًا بالتساوي كما أمر الله تعالى، لا كما يهوى هو.
4- العدل في معاملة أبنائهنّ:
وذلك كما مرّ آنفًا من حيث الرعاية والحنان والتعليم والتزويج والمكانة في نفسه وغير ذلك.

أهمية العدل

العدل هو القاعدة الراسخة التي تبنى الأرض على أساسها ويعيش كل الناس في محبة وتفاهم، من مؤمن وكافر، عربي وأعجمي، لذلك كان من حول كسرى مسرورين لقدوم المسلمين لتخليصهم من -الإله المزعوم- كسرى شيرويه، فما أن سمعوا بكلمة “العدل” حتى فتحت أبواب قلوبهم قبل أبواب حصونهم، وبعد تعريف العدل، فإن أهمية العدل تظهر في نقاط منها: إن صاحب العدل قريب من ربه -سبحانه وتعالى-: مستجابةٌ دعوته، يسعى لتحقيق تعريف العدل في كل شيء؛ فيعدل بين أولاده في العطايا، ويعدل في الرعية إن كان واليًا.
بالعدل يستتب الأمن في البلاد، ويشعر الناس بالاستقرار: وبذلك يُقضى على المشكلات الاجتماعيّة والاضطرابات التي تحدث في الدول، بسبب الظلم، فيحصل الخير والبركة.
ظهور رجحان العقل به: فقد قيل لبعضهم: مَن أرجح الملوك عقلًا، وأكملهم أدبًا وفضلًا؟ قال: “من صحب أيامه بالعدل، وتحرَّز جهده من الجور”. ”
العدل أساس الدّول والملك وبه دوامهما: فبالتزام تعريف العدل يدوم الملك، ويستقر الحاكم في حكمه، وفي بعض الحِكم: “أحقُّ الناس بدوام الملك وباتصال الولاية، أقسطهم بالعدل في الرعية، وأخفهم عنها كلًّا ومؤونة”.



465 Views