تعريف العدالة عند الفقهاء

كتابة حنان الشهري - تاريخ الكتابة: 8 يونيو, 2022 4:28
تعريف العدالة عند الفقهاء


تعريف العدالة عند الفقهاء سوف نتحدث كذلك عن مظاهر العدل في الإسلام ومكانة العدل في الإسلام وأهمية العدل في الإسلام كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

تعريف العدالة عند الفقه

-العدل هو خلاف الجور، وهو القصد في الأمور، وما قام في النفوس أنه مستقيم، وهو مِن: (عَدَلَ يَعْدِلُ فهو عادل). والعدالة في الإسلام هي إعطاء الحق لأهله وافيًا غير منقوص في قليل أو كثير، وعدم نقصانه أو زيادته على حساب الغير. وهي أيضًا تحقيق التوازن بين طرفين أو أكثر.
-وحقيقة لم أجد أهم من العدالة بين قضايا الفكر الإنساني من حيث قيمته والحث عليه، ذلك لأن العدل هو الأقوى تأثيرًا في تطور الحضارات وارتقائها، والأعمق جذورًا في طبيعة النفس البشرية، وهو القيمة المركزية في جميع العلوم المعيارية، مثل الحقوق والفلسفة والدين والأخلاق، التي تنظم علاقة الفرد بالآخرين وبالمجتمع بأسره من حوله، فالعدالة هي القيمة العليا في الدين الإسلامي، وحولها تدور جميع تعاليمه وأحكامه الشرعية، وهي لديه فريضة واجبة وضرورة وليس مجرد حق من الحقوق، وفرضها معيارا للعلاقة السليمة بين الناس.
-وقد لخص الإمام ابن القيم رحمه الله هذا في عبارة واحدة، حين أكد أن الشريعة عدل كلها، وقسط كلها، ورحمة كلها، ولذا فإن أي شيء خرج من العدل إلى الظلم، ومن القسط إلى الجور، ومن الرحمة إلى ضدها، فهو ليس من الشرع وإن أدخل فيه بالتأويل.
-كما عرّف ابن منظور -صاحب لسان العرب- العدل بأنه: «ما قام في النفوس أنه مستقيم وهو ضد الجور.. وهو الحكم بالحق». ومن كمال العدالة في الإسلام أنه أمر بالعدل ونهى عن الظلم وذكر ذلك في كثير من الآيات كما في قوله تعالى: ﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا﴾.

مظاهر العدل في الإسلام

1-العدل بين العباد في الرزق: وزّع الله سبحانه وتعالى الأرزاق على النّاس، وقسّمها بينهم وِفقًا لحِكمته وعلمه وعدله، وبما يصلح به أمر الأفراد.
2-عدل الله عزّ وجلّ في الخَلق: والهيئةِ التي خلق الإنسان عليها؛ حيث عَدَل في شكله، وفي مكان وجهه ويديه، وسائر جسمه، وأحسن خِلقته وجعل كل شيءٍ فيه بقَدَر، كذلك خَلْقُ السماوات والأرض، والليل والنهار، فلا الليل يطغى على النّهار ولا النّهار يطغى على الليل، فجعل لكلٍّ منهما ساعاتٍ مُحدّدةٍ بلا إفراطٍ ولا تفريط، وإنّما الاعتدال بين هذا وذاك.
3-العدل بين العباد في الحساب: وذلك في الدّنيا والآخرة، بأخْذِ الحقوق لأصحابها فلا تضيع، وتشريع القوانين والأنظمة الخاصّة بالقضاء، والفصل في المُنازعات بين الناس بالعدل، والله يوم القيامة يُحاسب العبد، ويجعل جزاءه من جنس عمله، ولا يظلمُ شيئًا.
4-العدل في التشريع الإسلامي: نجدُ عدل الله في صلواتنا، وعدد ركعاتها، وعدله في صيامنا ثلاثين يومًا؛ فلو كان أكثر من ذلك لما تحمّلنا، وكذلك العدل في كلّ أحوالنا تحت ظلّ ديننا القويم؛ فمثلًا رخّص لنا الإسلامُ الفِطْر في رمضان عند السّفر الطّويل الشّاق، أو المرض الشّديد.

مكانة العدل في الإسلام

إن العدل في الإسلام يقف حائلاً دون المجاملة أو المحاملة؛ فلا مجاملة في الإسلام لحبيب أو قريب ولا تحامل على عدو أو غريب، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا.

أهمية العدل في الإسلام

-فالعدل في الإسلام لا يتأثَّر بحُبٍّ أو بُغْضٍ، فلا يُفَرِّقُ بين حَسَب ونَسَب، ولا بين جاهٍ ومالٍ، كما لا يُفَرِّقُ بين مسلم وغير مسلم، بل يتمتَّعُ به جميعُ المقيمين على أرضه من المسلمين وغير المسلمين، مهما كان بين هؤلاء وأولئك من مودَّة أو شنآنٍ.
-وحقيقة العدل في الإسلام، أنه ميزان الله على الأرض، به يُؤْخَذُ للضعيف حَقُّه، ويُنْصَفُ المظلومُ ممن ظلمه، ويُمَكَّن صاحب الحقِّ من الوصول إلى حَقِّه من أقرب الطرق وأيسرها، وهو واحد من القيم التي تنبثق من عقيدة الإسلام في مجتمعه؛ فلجميع الناس في مجتمع الإسلام حَقُّ العدالة وحقُّ الاطمئنان إليها.
-يقول تعالى”إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى”، ويقول أيضًا”، “وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل”. والعدل والمساواة من أعظم القِيَم النبيلة التي أمر الله تعالى بها، وسعى الرسول إلى تطبيقها في المجتمع المسلم، فلا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى.
-وبقدر ما أَمَرَ الإسلامُ بالعدل وحثَّ عليه، حَرَّمَ الظلم أشدَّ التحريم، وقاومه أشدَّ المقاومة، سواء ظُلْـم النفس أم ظُلْـم الآخرين، وبخاصة ظُلْـم الأقوياء للضعفاء، وظُلْـم الأغنياء للفقراء، وظُلْـم الحُكَّام للمحكومين، وكلَّما اشتدَّ ضعف الإنسان كان ظلمه أشدَّ إثمًا؛ ففي الحديث القدسي: “يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْـمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا.



378 Views