تعريف الصداقة في الإسلام

كتابة ساره الكلثم - تاريخ الكتابة: 7 أكتوبر, 2020 3:06
تعريف الصداقة في الإسلام


تعريف الصداقة في الإسلام، ومعايير اختيار الصديق، وخصائص الصداقة في دين الإسلام، وسمات الصديق الصالح، ومدى أهمية الصداقة في الدين الإسلامي، نتحدث عنهما بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.

تعريف الصداقة في الإسلام

يمكن تعريف مصطلح الصداقة داخل الإسلام بأنها تكون علاقة اجتماعيّة تكون ما بين فردين أو أكثر قائمة على المحبّة والمودّة المتبادلة، حيث إنّ الصداقة شيء مهمّ في الحياة؛ فأي إنسان يحتاج إلى أصدقاء يبادلونهم الأحاسيس والمشاعر بهدف التعاون وتوفير المؤانسة، بالإضافة إلى السير في الحياة باستقامة وفضيلة وتبادل الإرشاد والنصائح الإيجابيّة وترك المنكر والنهي عنه والأمر بالمعروف واتباعه، كما أنّ نجاح الصداقة الحقيقيّة واستمرارها يعتمد على الصدق، حيث اهتم الدين الإسلامي بالصداقة
وردت كلمة الصداقة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بمفاهيم ومصطلحات تترادف معها في المعنى، وهي مفهوم الخلّة أو الخلان، كما ورد مفهوم الصداقة بمعنى الصحبة والجليس الصالح في الأحاديث النبوية.

معايير اختيار الصديق

هناك أسس محددة عند اختيار الصديق وهي:
1.أن يكون الصَّديق ممن يتصف بالصدق والوفاء والإخلاص وتقديم العون والدعم الماديّ والمعنويّ لصديقه في وقت الشِّدة والأزمات فلا يترك صديقه وحيداً.
2.أن يتصف من تُصادق بالتفكير السليم والعقل الحصيف والحكمة والطباع السَّوية؛ ليكون معيناً لك على اتخاذ القرار والإرشاد إلى الخير والفلاح.
3.أن يكون من تُصادق يتصف ويُشهد له بالخُلق والدِّين والسمعة الطيبة والذِّكر الحَسن بين الناس.
4.يفضل أن يكون من تصادق مماثلاً لك في العُمر والوضع الاجتماعي والاقتصادي حتى لا تحدث أي فروقاتٍ تسبب نوعاً من الإحراج ومجاراة الآخر.
5.الغضب: يُمكن اختيار الصديق بعد معرفة موقفه عند الغضب؛ فالبعض يفقدون السيطرة على أنفسهم في حالات الغضب، وقد يسلكون بطريقة سلبيّة، ولذلك فإنّه لا يمكن اتخاذهم أصدقاء.
6.الامتحان أو الاختبار: عندما يريد الشخص اختيار صديق له يجب أن يمتحنه بمواقف معيّنة، حيث إنّ الامتحان يُبيّن مدى قدرة الصديق على المساعدة عند الحاجة.
7.الصبر: لاختيار الصديق يجب قياس مدى تحمّله وصبره؛ فإن كان يتمتع بالصبر فهو صديق جيّد.
8. الشدائد والمصائب: حيث يقول المثل المشهور “الصديق وقت الضيق” ، ولذلك فالصديق الصادق يظهر وقت المحن والشدائد، ممّا يدل على قوّة الصداقة ومتانتها.
9.السفر: يعتبر السفر من أفضل الطرق التي يُمكن فيها اختبار الصديق ومعرفته على حقيقته، ففي السفر يُرفع التصنّع والتكلّف ويكون كلّ إنسان على حقيقته.

خصائص الصداقة في دين الإسلام

تتسم الصداقة في الإسلام بالخصائص التالية وهي:
1.الصديق مرآة صديقه الصديق في الإسلام هو مرآة صديقه، فإذا كان الرجل ملتزماً بشريعة ربه، وسنة نبيه، حريصاً على التحلي بالأخلاق الحسنة في تعامله مع الناس، وجدت صديقه يشابهه في تلك الصفات والأحوال، ذلك أن ما يجمع الخلان والأصدقاء من القواسم المشتركة يجعلهما يحملان بعضهما البعض على ما يقوي صداقتها دائماً من الالتزام بالمنهج والأسلوب الواحد في الحياة.
2.الارتباط بالعقيدة والخلق القويم حيث أن الصداقة في الإسلام ترتبط بالعقيدة والخلق القويم، فلا خير في الصديق والصاحب العاصي؛ لأنه يضر المسلم ولا ينفعه، وتكون صحبته فتنةً له في دينه ودنياه، لذلك حذر النبي الكريم من جليس السوء، وحث على ملازمة الجليس الصالح.
3.الإعانة على الطاعة الصديق الصالح في الإسلام نعمةٌ من الله على عباده، ذلك أن الصديق الصالح يحث صاحبه على الخير، والالتزام بمنهج الله وشريعته، ولذلك توجب على المسلم أن ينظر ويتحرى عن الصديق الصالح الذي ينفعه في الدنيا والآخرة.
4.الحبّ في الله من أعظم أنواع الصداقة في الاسلام، وذلك بأن تكون المحبّة خالصة لله تعالى خالية من أيّ مصلحة من مصالح الدنيا، بل قائمة على الصلاح والتقوى

سمات الصديق الصالح

هناك بعض السمات التي يتسم بها الصديق الصالح وهي تكون:
1.أن يكون قريباً في العُمر والوضع الاجتماعيّ والاقتصاديّ حتى لا تحدث أيّ فروقاتٍ تسبّب نوعاً من الإحراج ومجاراة الآخر.
2.أن يتمتع بالصدق والإخلاص والوفاء وتقديم العون والدعم الماديّ والمعنويّ لصديقه في وقت الأزمات.
3.أن يتسم بالخُلق والدِّين والسمعة الطيّبة والذِّكر الحَسن بين الناس.
4. أن يتسم بسلامة التفكير وحكمة العقل وسوية الطباع؛ ليكون مُعيناً جيداً على اتخاذ القرار والإرشاد إلى الخير والفلاح.

مدى أهمية الصداقة في الدين الإسلامي

للصداقة أهمية كبيرة في الإسلام والتي يمكن معرفتها من خلال عرض النقاط التفصيلية التالية:
1.الأخوة والتعاون على البِر والتقوى بين الأصدقاء، وتحقيق معنى فعل الخير والإرشاد له.
2.التشارك بين الأصدقاء حالات الفرح والحزن وتقديم يد المساعدة إن احتاج لها في كلا الحالتين.
3.شغل وقت الفراغ بالتواجد مع الأصدقاء الصالحيين الذين لهم دور في تبديد الوحدة والقلق والضغط اليوميّ جراء العمل وغيره. الصداقة قد تثمر عن أفكار ومشاريع بين الأصدقاء تعود عليهم بالنفع وتحسين الدخل الماديّ، كما يُمكن أن يتعاون الأصدقاء فيما بينهم لتقديم خدمة أو مساعدة لصديقٍ أو زميلٍ أو جارٍ أو تقديم خدمة مجتمعية.
4.الصداقة الحقيقية سرٌ للسعادة والراحة النفسية والدعم المعنوي، فعلاقة الصديق بصديقه تخفّف عنه من الهموم والأوجاع الشيء الكثير.



730 Views