تعريف الشعر العربي

كتابة talal - تاريخ الكتابة: 8 أغسطس, 2018 12:36
تعريف الشعر العربي


تعريف الشعر العربي ومكونات الشعر العربي وخصائص الشعر العربي كل ذلك في هذه السطور التالية.

يعرف الشعر العربي على أنه كل شعر تم كتابته باللغة العربية، وهو من الفنون التي برع فيها العرب في التاريخ الأدبي، ويتم وصفه بأنه الكلام الموزون والمقفى، ويعود إلى العصور القديمة وبقي ممتداً إلى وقتنا الحاضر، ويتم من خلاله وصف حياة العرب وحالتهم وثقافاتهم وتاريخهم، ويشترط في الشعر العربي التزامه بالوزن والقافية.
ويعد الوزن شرطاً أساسياً من شروط صحة الشعر، وهذا الشرط ينطبق على جميع الأنواع الخاصة بالشعر؛ سواء الشعر القديم أو الحديث أو المعاصر، عدا قصيدة النثر فهي تصح بدون الالتزام به.

شعر عربي

الشعر العربي وله تعريفات عدة وتختلف تبعا لزمانها وقديما فقد عرّف الشعر بـ ( منظوم القول غلب عليه؛ لشرفه بالوزن والقافية، وإن كان كل علم شعراً)، (ابن منظور: لسان العرب)، و عرّف أيضا بـ (هو: النظم الموزون، وحده ما تركّب تركباً متعاضداً، وكان مقفى موزوناً، مقصوداً به ذلك. فما خلا من هذه القيود أو بعضها فلا يسمى (شعراً) ولا يُسمَّى قائله (شاعراً)، ولهذا ما ورد في الكتاب أو السنة موزوناً، فليس بشعر لعدم القصد والتقفية، وكذلك ما يجري على ألسنة الناس من غير قصد؛ لأنه مأخوذ من (شعرت) إذا فطنت وعلمت، وسمي شاعراً؛ لفطنته وعلمه به، فإذا لم يقصده، فكأنه لم يشعر به”، وعلى هذا فإن الشعر يشترط فيه أربعة أركان، المعنى والوزن والقافية والقصد)(الفيومي)، وقال الجرجاني (إن الشعر علمٌ من علوم العرب يشترك فيه الطبعُ والرّواية والذكاء).
وعرّفه الشريف الجرجاني (في اللغة: العلم، وفي الاصطلاح كلام مقفًى موزون على سبيل القصد، والقيد الأخير يخرج نحو قوله تعالى: “الذي أنقض ظهرك، ورفعنا لك ذكرك” فإنه كلام مقفًى موزون، لكن ليس بشعر، لأن الإتيان به موزوناً ليس على سبيل القصد، والشعر في اصطلاح المنطقيين: قياسٌ مؤلف من المخيلات، والغرض منه انفعال النفس بالترغيب والتنفير، كقولهم: الخمر ياقوتة سيالة، والعسل مرة مهوعة.)(كتاب التعريفات) فالوزن شرط لازم في جميع أنواع الشعر، القديم،وقيل في فضله (فيه الحق والصدق والحكمة وفصل الخطاب، وأنه مجنى ثمر العقول والألباب، ومجتمع فرق الآداب، والذي قيد على الناس المعاني الشريفة، وأفادهم الفوائد الجليلة، وترسل بين الماضي والغابر، ينقل مكارم الأخلاق إلى الولد من الوالد، ويؤدي ودائع الشرف عن الغائب إلى الشاهد، حتى ترى به آثار الماضيين مخلدة في الباقين، وعقول الأولين مردودة في الآخرين، وترى لكل من رام الادب وابتغى الشرف وطلب محاسن القول و الفعل منارا مرفوعا، وعلما منصوبا، وهاديا مرشدا، ومعلما مسددا، وتجد فيه للنائي عن طلب المآثر والزاهد في اكتساب المحامد داعِياً ومُحَرِّضاً، وَلاعِثاً وَمُحَضِّضاً، وَمُذَكِّراً وَمُعَرِّفاً، وَواعِظاً وَمُثَقِّفاً) دلائل الإعجاز، أما القافية فهي لازمة في معظم أنواع الشعر القديم وهي (هي الحرف الأخير من البيت، وقيل: هي الكلمة الأخيرة منه)(كتاب التعريفات)، لكن الشعر الحديث أخذ يقلص من دور القافية الخارجية، فاستعمل الشعر المرسل، أي الشعر دون تقفية خارجية، وإن كان قد سعى، في الواقع، إلى تعويضها بنوع من التقفية الداخلية، التي لايمكن الاستغناء عنها، بالنسبة لأي نوع من أنواع الشعر، وفي أي فترة من فترات الشعر العربي، جاهلي أو إسلامي أو أموي أو عباسي أو أندلسي أو حديث.

مكونات الشعر

هناك العديد من المكونات التي يتضمنها الشعر العربي وهي:
-القصيدة: تعرف على أنها العديد من الأبيات الشعرية، والتي تشترك فيما بينها بالبحر، وتتفق في الحرف الأخير من كل بيت، ويتم كتابتها باللغة العربية الفصحى، ويجب أن تحتوي على ستة أبيات من الشعر كحد أدنى، وفي بعض الروايات التي رجحت صحة أن تكون سبعة أبيات على الأقل، وفي الحالات التي يتم كتابة قصيدة أقل من ذلك يطلق عليها قطعة.
-القافية: هي آخر كلمة في كل بيت شعري، وهي آخر ما ينطقه القارئ عند قراءته للبيت ويبقى معلقاً في ذهنه.
-البحر: هو الإيقاع المنظم للتفعيلات التي يتضمنها بيت الشعر، وتتميز بتكرارها في جميع الأبيات، وتم تعريفه بواسطة الشعر النبطي على أنه الطرق، أما الطاروق وهو اللحن عند أصحاب هؤلاء الشعر، ويتم إطلاقه بشكل تجاوزي على كامل البيت بالإضافة إلى البحر واللحن الخاص به.

أنواع الشعر

-الشعر العمودي: يعد هذا النوع من أهم أنواع الشعر العربي، وهو الأساس والأصل للشعر العربي، ولجميع الأنواع التي أتت بعده، وأهم ما يميزه احتواؤه على العديد من الأبيات الشعرية المكونة من شطرين؛ يطلق على الشطر الأول الصدر والشطر الثاني العجز، ويتبع هذا النوع في كتاباته لجميع القواعد التي تعود لخليل أحمد الفراه، والتي يطلق عليها علم العروض، وهو العلم الذي يعنى بوزن وقافية الأبيات الشعرية، بحيث يكتسب الجزالة ويجعله محبب للسمع، بالإضافة إلى حفاظه على الأصالة.
-الشعر الحر: يختلف هذا النوع عن غيره، في أنه يعطي حرية مطلقة للشاعر بالتعبير عن نفسيته، وكل ما يتعلق بحياته من طموحات وآماله والقضايا المتعلقة به وغيرها من الأمور المتعلقة به، ووجدت العديد من العوامل التي أدت إلى ظهوره، وأهمها الرد على المدرسة الرومانسية، والتي تهتم بشكل أساسي في هروب الشخص من الواقع الذي يعيش فيه إلى الطبيعة وإلى عالم الخيال والمثالية، ومن أهم الشعراء الذين كتبوا بهذا النوع؛ بدر شاكر السياب ونازك الملائكة.

أغراض الشعر العربي

– الهجاء وهو ذكر مساوئ المرء ونواقصه ، وقد كان لظهور هذا الفن دواعي حربية وقبلية ، ويعتبر سلاحا خطيرا لمن أتقن هذا الفن وجادت قريحته بأبيات تسقط خصومه صرعى .
– المديح وهو ذكر محاسن المرء ومثالبه .
– الفخر وهو شعر الحماسة حيث يفخر المرء بنسبه وحسبه وقبيلته ، والفخر في الحقيقة هو المديح نفسه ، ولكن الشاعر يخص نفسه وقومه .
– الرثاء وهو تجسيد البكاء والحزن على الميت في أبيات مرصعة ببليغ الكلمات المعظّمة للميت .
– الغزل وهو التغني بجمال المحبوبة والبوح بخلجات العشق والاشتياق .

فنون مستحدثة في الشعر العربي

– الموشح وهو فن شعري استحدثه الأندلسيون لما طغى تنميق الشعر والغناء في ذلك العصر ، ويتميز شعر الموشحات بسهولته وبساطته .
– الدوبيت وهو فن شعري مستحدث ومأخوذ عن الحضارة الفارسية ويتكون هذا الاسم من كلمتين ، إحداهما فارسية وهي دو بمعنى اثنين ، والأخرى بيت وهي عربية ، أي أن الدوبيت فن يقوم على نمط لا يتجاوز بيتين اثنين ، وأهم رواد هذا الفن صاحب الرباعيات عمر الخيام .
– المواليا وهو فن يدخل في الشعر العامي ويرجع تاريخه لنكبة البرامكة في عهد هارون الرشيد حيث كانت الجواري يقلن شعرا ويرددن كلمة مواليا عند نهاية كل شطر ، وأصبح محطة للغناء والألحان .
الزجل وهو أحد الفنون الشعرية الشعبية إن صح التعبير يعتمد فيه صاحبه على الارتجال والإكثار من بديع الألفاظ وغريبها .

علم العروض

وهو العلم الذي يعنى بترتيب الشعر وضبط أوزانه وبالتالي معرفة الجيد من القبيح ، ويرجع وضع هذا العلم إلى صاحبه الخليل بن أحمد الفراهيدي معلم سيبويه .

بحور الشعر العربي

بحر القصيدة الشعرية هو الوزن الذي تجري عليه وسمي بحرا لأنه يسع الأبيات بشكل لا متناهي ، مثلما لا ينفد ماء البحر مهما غرفت منه ، وتنقسم هذه البحور إلى :
بحر الطويل – بحر المديد – بحر البسيط – بحر الوافر – بحر الكامل – بحر الهزج – بحر الرجز – بحر الرمل – بحر السريع – بحر المنسرح – بحر الخفيف – بحر المضارع – بحر المقتضب – بحر المجتث – بحر المتقارب – بحر المتدارك .



786 Views