تصنيع الحرير

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 11 يونيو, 2022 1:30
تصنيع الحرير


تصنيع الحرير نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل أكثر الدول المصنعة لنسيج الحرير وأنواع قماش الحرير ثم الختام اكتشاف دودة القز تابعوا السطور القادمة.

تصنيع الحرير

يُصنع الحرير عادةً في مزارع لتربية يرقات القَز، حيث تقوم اليرقات الناضجة بإفراز مادة من غُدتين ضخمتين بجانب عيناها، وهذه المادة عبارة عن ألياف طويلة مستمرة على شكل خيوط، تتصل مع بعضها بواسطة صمغ سيريسين تنتجه غدتين أخريين، حيث يصل طول الخيط الذي تلف اليرقة به نفسها ما يقارب (600-900) متر. يتم وضع الشرنقات في الماء الساخن أو تعريضها لبخار ساخن ليتم قتل اليرقات بداخلها كي لاتتلف الخيوط، ثم تنتقل الخيوط المُحتوية على مادة السيريسين والتي تدعى بخيوط الحرير الخام لمرحلة الغزل، حيث تزال هذه الطبقة بالماء والصابون تاركةً خيوط الحريربشكلٍ أملسا، ناعم ولامع لايحتفظ بالتربة عليه. يتم تهجين دودة القز ببعض جينات العنكبوت للحصول على خيوط متينة وأكثر قوّة، بالإضافة لتمتعه بمرونة عالية.

أكثر الدول المصنعة لنسيج الحرير

– يتم إنتاج ألياف الحرير عن طريق يرقات حشرات معينة، والتي تنتجها لتكوين شرانقها، ينتج عدد من أنواع الحشرات المختلفة هذه الألياف على الرغم من أن حرير اليرقات العثة يستخدم بشكل عام في إنتاج المنسوجات، فالحرير الأكثر شهرة هو الذي تنتجه يرقات دودة قز التوت (بومبيكس موري)، تُربى ديدان القز هذه في الأسر بغرض إنتاج الحرير في عملية تُعرف باسم تربية دودة القز، والتي كانت جارية منذ 5000 عام.
-على الرغم من انتشار ونجاح الألياف الاصطناعية، يستمر إنتاج الحرير في الزيادة على الرغم من أنه لا يزال يمثل جزء صغير من صناعة النسيج، تعد الصين إلى حد بعيد أكبر منتج موثوق للحرير على مستوى العالم؛ حيث تنتج حوالي 54 ٪ من إجمالي كمية الحرير على مستوى العالم، ثاني أكبر منتج هو الهند، توجد صناعات أخرى أصغر لإنتاج الحرير؛ أوزبكستان والبرازيل وإيران وتايلاند وفيتنام وكوريا الشمالية ورومانيا واليابان.
– تم تطوير الحرير المستخدم في صناعة المنسوجات لأول مرة في الصين القديمة منذ أكثر من 5000 عام، تم العثور على أقدم نماذج من الحرير في مقابر في موقع العصر الحجري الحديث جياهو في مقاطعة خنان، يُعتقد أن تاريخها يعود إلى 8.500 عام، في الأصل كانت الأقمشة الحريرية حكراً على الأثرياء والأقوياء وهي مخصصة لاستخدام الأباطرة الصينيين.
-مع ذلك بمرور الوقت انتشر استخدام الحرير عبر بقية الثقافة الصينية وبدأ ينتشر إلى مناطق أخرى من آسيا من خلال التواصل الاجتماعي والتجارة، أصبح نسيج شائع في العديد من المناطق التي كان يصل إليها التجار الصينيون، وبسبب ملمسه الناعم وبريقه فقد كان الطلب عليه كبير، وكان عنصر أساسي في التجارة الدولية قبل الصناعة.
-كانت الصين لا تزال مسؤولة عن معظم تجارة الحرير، على الرغم من أن الصينيين لم يكونوا وحدهم من استفادوا من تجارة الحرير المربحة، حيث استفاد الفرس القدماء على طول طريق الحرير على سبيل المثال بشكل كبير من التجارة، مع مرور الوقت ظهرت صناعات الحرير الأخرى في تايلاند وفيتنام وبنغلاديش ودول آسيوية أخرى وكانت الإمبراطورية الرومانية رغم أنها لم تشارك في إنتاج الحرير بنفسها، تعرف وتتاجر في الحرير.
-بحلول العصور الوسطى كانت تربية دودة القز في أوروبا أكثر انتشار خلال القرن الحادي عشر، ظهرت كاتانزارو في منطقة كالابريا الإيطالية، كأهم منطقة لإنتاج الحرير في أوروبا، حيث زود الحرير من كاتانزارو كل أوروبا وأصبح عاصمة الدانتيل في العالم، أنتجت منشأة تكاثر دودة القز الكبيرة الخاصة بهم جميع الأربطة والبياضات المستخدمة في الفاتيكان واكتسبت المدينة شهرة عالمية.
-حاول الملك جيمس الأول إدخال إنتاج الحرير إلى إنجلترا، لكن المحاولات باءت بالفشل، ومع ذلك فقد تطور إنتاج الحرير في إنجلترا حول ستوكبورت وماكلسفيلد وكونجليتون في القرن الثامن عشر، حيث ظلت هذه المدن الثلاث مركز صناعة الحرير الإنجليزية حتى تم استبدال رمي الحرير بغزل نفايات الحرير، على الرغم من عدم نجاح محاولاته لبدء تربية دودة القز في إنجلترا.
-فقد أدخل الملك جيمس إنتاج الحرير إلى بريطانيا وأمريكا الشمالية في عام 1619، اعتمد الهزازات في هذه الممارسة منذ القرن التاسع عشر، أصبحت مانشستر في ولاية كونيتيكت الأولى في تصنيع الحرير في الولايات المتحدة، كما أصبح الأخان تشيني أول من قام بتربية ديدان القز على نطاق صناعي، وأصبحت مصانعهم الآن منطقة تاريخية؛ حيث يمكن للزوار استكشاف التاريخ الرائع لمرفق الإنتاج. انطلقت مناطق إنتاج أصغر أخرى بالقرب من نورثهامبتون وماساتشوستس وويليامزبرج المجاورة، بحلول عام 1911 أصبحت شركة سكينر فابريكس في مدينة هوليوك أكبر شركة لتصنيع الساتان الحريري في العالم، كما أصبح لديها أكبر مصنع حرير في العالم، أصبحت مدينة باترسون مركز ثاني لإنتاج الحرير في القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة، واكتسبت لقب (مدينة الحرير). أوقفت الحرب العالمية الثانية تجارة الحرير من آسيا وارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ، خلال هذا الوقت تم البحث عن بدائل للحرير، مما أدى إلى تطوير وزيادة استخدام الأقمشة الاصطناعية الشبيهة بالحرير مثل النايلون وما بعده من الأقمشة شبه الاصطناعية مثل اللايوسل، تحاكي هذه الأقمشة العديد من الخصائص المفيدة للحرير الطبيعي ويصعب أحياناً التمييز بينها.

أنواع قماش الحرير

-الكريب
ويطلق عليه كريب دو تشاين ناعم وعائم ويكون عبارة عن قماش عادي ومنسوج مع اللمعان الخفيف وينتج منه نوعين هما الكريب جورجيت والكريب المغربي ، ويمتاز بالمادة خفيفة الوزن ومناسبة للغاية في صنع البلوزات وفساتين الصيف ، وملابس داخلية والقمصان الصغيرة .
-مخمل
وهو من الأقمشة الحريرية الفاخرة، ذات الوزن المتوسط ومصنع بعدد من اللفات ولحمة ناعمة بطريقة غير عادية ، ويخلق منها ستارة ناعمة للغاية تعمل لجذب الضوء، ويقدم من خلالها عدد مميز من الخدمات الحريرية .
-حرير ناعم
ويطلق عليه الساتان النقي، ويكون له قيمة عالية وله ملمس غني، وله سطح لامع وكذلك له مظهر ساحر من اللمعان ، كما أنه لا يتشبث غير نوع البوليستر الأخر الذي يجذب الكهرباء .
-الحرير الساتان
و يكون الحرير الساتان على شكل كريب، ويكون وجه من الساتان وظهره من الكريب ، ويمكن أن يستخدم على الوجهين وهو متوسط في الوزن لثقيل وله عدة لفات ولحمة وله مظهر لامع وبراق للغاية .
-الأورجانزا
وهو من الأقمشة الخفيفة الشفافة ذات الوزن الخفيف ، وله نسيج مفتوح وناعم ولامع، ورغم رقها إلا أن خيوطها ملتوية بطريقة كبيرة .
-الحرير الطبيعي
هو من أجود أنواع الحرير في العالم وله جودة عالية ويكون له نتيجة رائعة عند الملبس وهذا الفرق بين الصوف والحرير ، وقد يصنع بعدد من الطرق التي قد تكون يدوية ويستخدم في عدد كبير من خطوط الموضة ، وله استخدامات في الملابس الداخلية وعدد كبير من ربطات العنق ، وعدد من الأزياء الأخرى والأكسسورات الجميلة وهو قد يتكون من الفيبروين الذي يستخرج من الشرانق .

اكتشاف دودة القز

بعد التعرف على دورة حياة دودة القز، حان الوقت للتعرف على كيفية اكتشاف الحرير الذي ينتج من دودة القز، فمن المعروف أنّ الصين هي أول من تاجر الحرير حتى أنّ طريق تجارتها سمي بطريق الحرير، وتقول بعض الأساطير الصينية أنّ أول من اكتشف الحرير هي أمبراطورة تدعى ليزو زوجة الإمبراطور الأصفر، فحينما كانت تشرب الشاي تحت شجرة سقطت شرنقة من الحرير في شايها، وعندما التقطتها بدأت تلف الخيط على أصبعها فشعرت بالدفئ، وعندما انتهى خيط الحرير رأت يرقة بداخله فأدركت أنها مصدر الحرير، وأصبح الحرير بعدها واسع الانتشار، وكان الصينيون يحرسون معرفتهم بالحرير، إلى أن قامت أميرة صينية تزوجت من أمير خوتاني من بلاد فارس بتهريب دودة قز في شعرها خارج الصين، ويقال أنّ بعض الرهبان المسيحيين قاموا بتهريب دود القز في عصا جوفاء، خارج الصين وباعوا السر للإمبراطورية البيزنطية.



277 Views