تأثير التغيرات المناخية على الزراعة

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 21 يناير, 2022 3:15
تأثير التغيرات المناخية على الزراعة


تأثير التغيرات المناخية على الزراعة نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات المميزة مثل تأثير المناخ على المحاصيل الزراعية في مصر و تأثير المناخ على التربة والختام تغير المناخ وحقوق الطفل.

تأثير التغيرات المناخية على الزراعة

-تغير المناخ والزراعة هما عمليتان مترابطتان، فكلاهما يحدث على النطاق العالمي. حيث يؤثر تغير المناخ على الزراعة بعدة طرق منها: التغيرات في معدلات الحرارة، هطول الأمطار، التقلبات المناخية الشديدة (مثل: موجات الحر)؛ التغيرات في الآفات والأمراض؛ التغيرات في غاز ثنائي أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي وتركيزات طبقة الأوزون القريبة من سطح الأرض؛ التغيرات في الجودة الغذائية لبعض الأطعمة؛ والتغيرات في مستوى سطح البحر.
-يؤثر تغير المناخ بالفعل على الزراعة، وتظهر هذه التأثيرات بشكل متفاوت في جميع أنحاء العالم. ومن المحتمل أن يؤثر تغير المناخ في المستقبل بشكل سلبي على إنتاج المحاصيل في الدول التي تقع على خطوط عرض منخفضة، في حين أن التأثيرات في خطوط العرض الشمالية قد تكون إيجابية أو سلبية.
-ومن المحتمل أيضاً أن يُزيد تغير المناخ من خطر انعدام الأمن الغذائي لبعض الفئات الضعيفة، مثل الفقراء وحيوانات المزرعة هي مسئولة أيضاً عن إنتاج الغازات المسببة للاحتباس الحراري من غاز ثاني أكسيد الكربون ونسبة غاز الميثان الموجودة في العالم، والذي يؤدي إلى عدم خصوبة الأراضي في المستقبل ونزوح الأنواع المحلية.
-تساهم الزراعة في التغير المناخي سواء من خلال انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن النشاط البشري أو من خلال تحويل الأراضي الغير زراعية مثل الغابات إلى أراضي زراعية وبساهم التغير في استخدام الغابات كأراضي زراعية بنسبة حوالي 20 إلى 25% في الانبعاثات السنوية العالمية في عام 2010 ويمكن أن يقلل وضع مجموعة من السياسات من خطورة التأثير السلبي للمناخ على الزراعة وخطورة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة من قطاع الزراعة.

تأثير المناخ على المحاصيل الزراعية في مصر

– منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا هي من بين أكثر المناطق عرضة لتأثير تغير المناخ، ومع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، وتضاؤل هطول الأمطار، والزيادة البالغة في درجات الحرارة تصبح الأزمة أكثر وضوحا، وفقا لما خلص إليه تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. تعمقنا الشهر الماضي في مدى إمكانية تعرض مصر – بحكم جغرافيتها ومناخها واعتمادها على الزراعة – لهذه التغيرات في مناخنا. اليوم، نستعرض أمثلة على كيفية انعكاس ذلك على أرض الواقع، وتحديدا من خلال محاصيل المانجو والزيتون، والتي تعرضت لصدمات هذا العام.
-دق ناقوس الخطر: شهدت الإنتاجية في بساتين الزيتون ومزارع المانجو انخفاضا كبيرا في النصف الأول من عام 2021، وفقا لمصادر متعددة تحدثت إلى إنتربرايز. وبينما لا يزال يجري إحصاء الحجم الكامل للضرر، قال جميع المزارعين وخبراء المناخ الذين تحدثت إليهم إنتربرايز إن هذا العام كان من بين أسوأ ما شهدوه منذ عقود.
-هبط إنتاج الزيتون بحوالي 60-80% خلال موسم الحصاد هذا العام بسبب تغير المناخ، وفقا لما قاله شاكر أبو المعاطي، رئيس قسم الأرصاد الجوية بمركز البحوث الزراعية لإنتربرايز، إذ بلغ محصول الزيتون المحلي في عام 2020 نحو 497 ألف طن في العام 2019-2020 ، فيما يتراوح محصول هذا العام بين 100 و200 ألف طن حتى الآن. كان من المرجح أن يصل حجم محصول الزيتون المتوقع في موسم 2021/2020 إلى 690 ألف طن.
-يعد هذا تطورا مهما بشكل خاص بالنظر إلى مكانة مصر في سوق الزيتون العالمية: كانت مصر أكبر مصدر لزيتون المائدة في العالم خلال موسم 2019/2018، وفقا لموقع أوليف أويل تايمز. وأنتجت ما يقرب من ربع الإجمالي العالمي، طبقا لإحصاءات المجلس الدولي للزيتون.
-مصر لا تواجه انخفاض إنتاج الزيتون وحدها، فقد شهد كبار المصدرين مثل إيطاليا واليونان وكذلك البرتغال والمغرب وتونس تراجعا كبيرا في إنتاج الزيتون هذا العام، وفقا لموقع أوليف أويل تايمز.
-يواجه محصول المانجو أيضا صعوبات بسبب تغير المناخ، فقد هبط إنتاجه بنسبة 20-25% في موسم حصاد هذا العام، وفقا لما صرح به مصدر بوزارة الزراعة لإنتربرايز. قمنا كذلك بالتحدث مع عدد من المزارعين المحليين للتعرف على مدى التأثير على محاصيل المانجو وأوضح محمد آدم، وهو صاحب مزرعة لزراعة المانجو وتاجر جملة في محافظة الإسماعيلية، أن محصوله لم يشهد إثمار سوى شجرة أو شجرتين فقط هذا العام، مما يعني أن إنتاجه كان صفرا تقريبا. وفي تصريحات لإنتربرايز، قال عبد الحافظ الأحمدي، وهو مالك آخر لمزرعة مانجو في الإسماعيلية، إنه يقدر أن العوامل المرتبطة بالطقس ساهمت في تراجع الإنتاج بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي.

تأثير المناخ على التربة

-التربة هي جزء من مكونات النظام البيئي، و هي نتاج تفكك و تحلل الصخور و المعادن بفعل عوامل التجوية المختلفة وفقاً للمُناخ السائد، و يتأثر مُناخ التربة بمُناخ الهواء المحيط بها، إلى جانب تأثره بالمكونات المعدنية و البيولوجية للتربة، و يظهر مدى أهمية الدور الكبير الذي يلعبه المُناخ في تكوين التربة في أنه قد تتشابه التربة في الأصل الصخري في منطقتين مختلفتين في ظروفهما المُناخية فينتج عن ذلك تربة تختلف عن الأخرى اختلافاً يكاد كلياً في خصائصها الطبيعية و الكيميائية نتيجة لتأثرها بعناصر المُناخ المختلفة فترتبط زيادة المواد العضوية في التربة بزيادة هطول المطر و انخفاض درجات الحرارة، و يتوقف معدل زيادة الطين أي غرويات التربة بمعدل هطول الأمطار كما يرتبط غسل التربة من المواد المعدنية بغزارة الأمطار، و يزيد ترسيب و تراكم الأملاح على سطح التربة مع ارتفاع درجة الحرارة و قلة الأمطار، في حين بطريق غير مباشر يحدد المُناخ كثافة غطاء النبات الطبيعي و يؤثر ذلك على كمية المواد العضوية المتحللة و التي بدورها تحدد درجة خصوبة التربة، و تتحدد بذلك المحاصيل الزراعية التي يمكن أن تزرع فيها.
-و لدرجة حرارة التربة خصائص تختلف عن درجة حرارة الطبقة الهوائية القريبة من سطح الأرض، و إن كانت حرارة هذه الطبقة تؤثر على حرارة التربة بدرجة كبيرة و ذلك من خلال درجة الحرارة التي تتعدى في أهميتها معظم عناصر المُناخ الأخرى المؤثرة على حياة النبات، فيؤدي ارتفاع درجة حرارة التربة إلى سرعة حركة المياه فيها و بالتالي يسهل على النبات امتصاصه، و تحت الظروف المُناخية الواحدة نجد إن الترب خشنة القوام و المفككة ذات حرارة أعلى من الترب الطينية الثقيلة، كما إن التُرب الداكنة أكثر امتصاصاً للحرارة من التُرب الفاتحة اللون، و كذلك تؤثر درجة الحرارة المرتفعة على سرعة تحلل المواد العضوية و بالتالي سرعة بناء التربة، و ترتبط سرعة النشاط الميكروبي بحرارة التربة حيث تصل إلى أقل مستوى عند 10مْ و أقصى سرعة لها عند حرارة تتراوح بين 18– 30مْ بينما يتوقف تماماً عند درجة حرارة 40 مْ، كما تقصر الجذور و يقل تفرعها و قدرتها على امتصاص الماء و المواد الغذائية مع انخفاض حرارة التربة و ينعكس ذلك على سرعة نمو النبات، و تعتبر درجة الحرارة 5 مْ للتربة هي صفر النمو الفيزيولوجي، بينما تصل سرعة النمو إلى أقصاها في ظل درجة حرارة 20 مْ للتربة.

تغير المناخ وحقوق الطفل

-الأطفال هم الأكثر عرضة للأمراض التي ستزداد انتشاراً نتيجةً لتغير المناخ، من قبيل الملاريا وحمى الضنك. ويتحمل الأطفال دون سن الخامسة قرابة 90 في المئة من عبء الأمراض التي يمكن عزوها إلى تغير المناخ.
-إن مسببات تلوث الهواء هي نفسها ما يتسبب بتغير المناخ ويعيش حوالي مليوني طفل في مناطق تتجاوز فيها مستويات تلوث الهواء المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية – مما يجبرهم على تنفس هواء سامّ ويعرّض صحتهم وتطور أدمغتهم للخطر. ويتوفى أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخامسة سنوياً من جراء أسباب متعلقة بتلوث الهواء. وسيعاني عدد أكبر منهم من أضرار دائمة تلحق بنماء أدمغتهم ورئاتهم.
-ويظل مرض التهاب الرئة من الأمراض المعدية الرئيسية المسببة للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة، إذ يودي بحياة ما يصل إلى 2,400 طفل يومياً. وترتبط وفيات الأطفال الناجمة عن التهاب الرئة ارتباطاً قوياً بنقص التغذية، ونقص المياه المأمونة والصرف الصحي، وتلوث الهواء في داخل البيوت، ونقص إمكانية الحصول على الرعاية الصحية – وجميع هذه التحديات تتفاقم من جراء تغير المناخ.



388 Views