بحث عن مكارم الاخلاق في الاسلام

كتابة محمد الذوادي - تاريخ الكتابة: 8 يناير, 2020 10:34
بحث عن مكارم الاخلاق في الاسلام


نقدم لكم في هذا المقال بحث عن مكارم الاخلاق في الاسلام وماهو التعريف الشامل لمكارم الاخلاق أخلاق إسلامية
الأخلاق هي عنوان الشعوب، وقد حثت عليها جميع الأديان، ونادى بها المصلحون، فهي أساس الحضارة، ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم ومنها البيت المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقي: « وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت …. فـإن هُمُ ذهبت أخـلاقهم ذهــبوا ». وللأخلاق دور كبير في تغير الواقع الحالي إلى العادات الجيدة؛ لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق “. فبهذه الكلمات حدد الرسول صلى الله عليه وسلم الغاية من بعثته أنه يريد أن يتمم مكارم الأخلاق في نفوس أمته والناس أجمعين ويريد للبشرية أن تتعامل بقانون الخلق الحسن الذي ليس فوقه قانون، إن التحلي بالأخلاق الحسنة، والبعد عن أفعال الشر والآثام، يؤديان بالمسلم إلى تحقيق الكثير من الأهداف النبيلة منها سعادة النفس ورضاء الضمير وأنها ترفع من شأن صاحبها وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم وهي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.
فالأخلاق الإسلامية هي الأخلاق والأداب التي حث عليها الإسلام وذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية اقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو أكمل البشر خلقا لقول الله عنه: ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
سماحة الإسلام
حين تجد امرءًا سهلاً ميسرًا ، يتنازل عن حظ نفسه أو جزء من حقه ، ليحلّ مشكلة هو طرف فيها ، أو ليطوي صفحة طال الحديث فيها ، أو ليتألف قلبـًا يدعوه ، أو ليستطيب نفس أخيه ، وهو قبل ذلك لا يتعدى على حق أخيه، ولا يلحف في المطالبة بحقوقه ، فذلك هو الرجل السمح ، وتلك هي السماحة ، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحمة للرجل السمح : ((رحم الله رجلاً سمحـًا إذا باع ، وإذا اشترى ، وإذا اقتضى))رواه البخاري،وما هي إلا صور من المعاملات اليومية ، التي تقتضي قدرًا كبيرًا من السماحة . ويعلق ابن حجر على رواية البخاري بقوله : ” السهولة والسماحة متقاربان في المعنى والمراد بالسماحة ترك المضجرة ونحوها ، وإذا اقتضى : أي طلب قضاء حقه بسهولة وعدم إلحاف ، وإذا قضى : أي أعطى الذي عليه بسهولة بغير مطل ، وفيه الحض على السماحة في المعاملة ، واستعمال معالي الأخلاق ، وترك المشاحنة ، والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة ، وأخذ العفو منهم ” ، وأكثر ما تكون الخصومات في المعاملات المالية ، والمناظرات الخلافية ، والملاسنات الكلامية ، وقلّ أن يسلم فيها من لم يتحلّ بكرم الخلق ، وجود النفس ، وسماحة الطبع .
مكارم الأخلاق في الإسلام
دعا الله تعالى إلى مكارم الأخلاق في الإسلام فجعلها أسمى غايات الرسالة المحمدية التي حملها سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- للعالمين، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ”، وإنَّ مكارم الاخلاق في الإسلام تتمثل في كلِّ خُلُقٍ حسنٍ، دعا إليه الدين في الكتاب والسنّة أو لم يدعُ إليه بشك صريح إلّا أنّه يوافق الفطرة الإنسانية السليمة، ومن أهم مظاهر مكارم الأخلاق في الإسلام هي:
إفشاء السلام: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “واللهِ؛ لا تَدخلوا الجنَّةَ حتى تُؤمِنوا، ولا تُؤمِنوا حتى تَحابُّوا. قال: إنْ شِئتُم دلَلتُكم على ما إذا فعَلتُموهُ تَحابَبتُم، أفْشوا السَّلامَ بَينَكم” .
عدم التناجي: ففي التناجي البغض والحقد والكراهية، وكلُّ هذه الأمور وقف الإسلام في وجهها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: “إذا كانوا ثلاثةٌ، فلاَ يتَناجَى اثنانِ دونَ الثَّالثِ” .
الكلمة الطيبة: أن يتلفظ الإنسان بكلِّ ما هو خير، ويترك كلَّ كلامٍ منافٍ للأخلاق الكريمة الحسنة، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “مَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ، فليَقُلْ خَيْرًا أو ليَسكُتْ” .
عدم الحديث فيما لا يعني المرء: لقولِ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث: “إنَّ مِن حُسنِ إسلامِ المرءِ تركَه ما لا يَعنيه” .
والصدق والأمانة وتحرِّي سُبل الرزق المشروعة كلُّها من مكارم الأخلاق في الإسلام والتي دعا إليه الدين وأمر بها، والله تعالى أعلم.
أحاديث تدعو إلى حسن الخلق
إنّ أساس هذا الدّين العظيم هو مكارم الأخلاق ومحاسنها، فقد روى البيهقي أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق “، وإنّ كلمة البرّ هي الجامعة لمعاني الدّين، قال عنه النّبي صلّى الله عليه وسلّم:” البرّ حسن الخلق “، رواه مسلم.
وقد اتصف النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – بما وصفه به الله سبحانه وتعالى، وأثنى عليه بحسن الخلق، فقال جلّ وعلا:” وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ “، القلم/4، ومن الأحاديث الواردة في حسن الخلق ـ وهي كثيرة ـ ما وراه الإمام مالك في الموطأ بلاغاً أن معاذ بن جبل قال:” آخر ما أوصاني به رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: أحسن خلقك للنّاس يا معاذ “، وروى الإمام أحمد وأصحاب السّنن أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” إنّ المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصّائم القائم “.
وقال صلّى الله عليه وسلّم:” إنّ من أحبّكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً “، رواه الترمذي، وقال صلّى الله عليه وسلّم:” ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق “، رواه أصحاب السّنن.
مكارم الأخلاق في الدين الإسلامي الحنيف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” وقال أيضاً “أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً ، وأبعدكم عني مجلساً الرثاون والمتشدقون”.. ومن هنا نجد أن الدين الإسلامي كان من أكثر الأديان حرصاً على أن يتبع المسلمون الأخلاق الحميدة ويعملون بأفضلها سواء بين طائفة المسلمين وبين بعضها أو بينها وبين باقي الطوائف الأخرى.
ونجد أن الإسلام حرص على تشجيع الناس على اتباع الفضيلة والقيم في تعاملاتهم اليومية، ولم يقتصر على حث الناس على العبادة والصلاة والصوم بل جعل التحلي بخلق مثل الإيثار والصبر والرفق من أشد المنجيات من العذاب ومن أكثر الأشياء التي يأخذ عليها المرء ثواباً.
فضل التحلي بمكارم الأخلاق
إن فضل اتباع الإنسان للخلق القويم عظيم للغاية فهو سبيله للحصول على الأجر في الدنيا وفي الأخرة، وهناك العديد من الأشياء التي تعود بصورة إيجابية على المرء الذي يتحلى بمكارم الأخلاق ومنها:-
أن يشعر بالعادة الداخلية والرضا عن ذاته.
الحصول على ثواب الله في الدنيا والآخرة.
أن يتقرب من الناس من حوله ويحصل على حبهم وثقتهم.
أما على العكس من ذلك حين يتخلى الإنسان عن الخلق القويم فهو في هذه الحالة يشعر بعدم الرضا عن نفسه، كما أنه سوف يتسبب في العديد من المشكلات لنفسه وللمجتمع من حوله فضلاً عن أنه سوف يكون منبوذاً وغير محبوب من الجميع.
 أهمية الاخلاق في الإسلام
الأخلاق ليست مجرد أفعال يحمد عليها الإنسان بين الناس وإنما هي عباده يتقرب بها العبد إلي لله وينال عليها الأجر والثواب من الله.
الأخلاق الإسلامية صالحه للتطبيق في كل زمان ومكان وهي تفرِض على جميع المسلمين المعاملة الحسنة والحميدة مع المسلمين وغير المسلمين على مختلف أديانهم وأفكارهم، كذلك الخلق الرحيم.
وأن سبب بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لتعليم الناس مكارم الأخلاق، معرفا لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ}.. [الجمعة : 2].
وأن الله بعث بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس ليعلمهم القرآن الكريم وتعاليمه ويزكي أنفسهم، وتزكية النفس تقصد بها تطهير القلب من الأخلاق الرديئة، والشرك بالله، والغل والحقد، والحسد، والكراهية، والافعال السيئة.
 ابدأ بإصلاح الأخلاق فإنها أول الطريق ومن أهمها:
1- مجاهدة النفس علي ترك المغريات والمفسدات.
2- إنتقاد النفس ولومها عند القيام بالأعمال السيئة.
3- الإلتزام بالطاعات.
4- قراءة سنة نبي الله عليه السلام، والتعلم منه.
5- الصبر، والقوة، والتحلي بالشجاعة وعزة النفس.
6- الإبتعاد عن المجادلة، والترفع عن السباب.
7- الرفق واللين، والصفح، ونسيان الأذى.
8- التواضع والإبتعاد عن التكبر والتلائم مع الآخرين.
9- الحفاظ على أداء فرائض الله تعالى، ومن أهمها الصلاة، حيث إنها تنهى عن الفحشاء والمنكر.
10- إفشاء السلام بين الناس.



1092 Views