اهداف اركان الاسلام

كتابة محمد الذوادي - تاريخ الكتابة: 30 ديسمبر, 2019 8:43
اهداف اركان الاسلام


نقدم لكم في هذا المقال اهم اهداف اركان الاسلام وماهو تعريف اركان الاسلام واهم شروطها .

أركان الإسلام
الحديث الشريف الذي يفصل أركان الإسلام : عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- حيث قال: سمعت رسول الله يقول: (بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزّكاةِ ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. المسلمون جميعًا يعلمون أن الاسلام له خمسة أركان بهم يكون مسلمًا حقًا، وعلى كل مسلم بالغ عاقل أن يلتزم بتلك الأركان الخمسة وألا يفوتها لما لها من مكانة كبيرة وعظيمة عند الله ولما لها من أهمية في إتمام الايمان.
ماهي اركان الاسلام
1. الشهادة (شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)
والشهادة هي أول الأركان وأهمها، فهي المفتاح الذي يدخل به الإنسان إلى دائرة الإسلام. فأما الطرف الأول منها ” لا إله إلا الله ” فمعناه أن ينطق الإنسان بلسانه و يقر في نفس الوقت بقلبه بأنه لايوجد إله يستحق العبادة إلا الله وعليه يتوكل المسلم ، وتقتضي الشهادة أيضاً أن يؤمن الإنسان أن لا خالق لهذا الكون إلا الله وحده دون شريك ولا إله ثانٍ ولا ثالث يعبد معه.
أما شهادة أن محمداً رسول الله ، فتعني أن تؤمن بأن النبي مبعوث رحمة للعالمين ، بشيراً ونذيراً إلى الخلق كافة، وتؤمن بأن شريعته ناسخة لما سبقها من الأديان. قال تعالى ” وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” (آل عمران 85)
وتقتضي أيضاً أن يأخذ الإنسان من تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما أمر به أن يؤخذ ويمتنع عمّا نهى عنه.
ومن الملاحظ أنه في كون الشهادتين ركناً واحداً إشارة واضحة إلى أن العبادة لا تتم إلا في أمرين هما: إخلاص العبادة لله وحده واتباع منهج الرسول في هذه العبادة وعدم الخروج عما سنه الرسول للأمة.
2. الصلاة (إقامةالصلاة)
والصلاة تعتبر هي الصلة بين العبد وربه، ولها مكانة عظيمة في الإسلام. ويعتبر الإسلام الصلاة هي أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله. وكذلك فإنها العلامة الفارقة بين المسلم والكافر، يدل على ذلك ما جاء في حديث جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة” (رواه مسلم)
والمسلم فرضت عليه خمس صلاوات يومية (الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء) وغيرها تطوعية. ويجب على كل مسلم أن يؤدي صلاته في وقتها المحدد لها وعلى الهيئة التي علمها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم.
3. الزكاة (ايتاء الزكاة)
وإيتاء الزكاة هو عبادة مالية فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده، طهرة لنفوسهم من البخل، ولصحائفهم من الخطايا، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها” (التوبة : 103).
وقد فرض الله على المسلمين زكاتين، زكاة الفطر وهي التي تؤدى بعد شهر رمضان، وزكاة المال وهي نسبة 2.5% من المال المدخر سنوياً والتي حال عليها الحول (أي أن على المال سنة كاملة بدون أن يتغير مقداره).
وتُدفع الزكاة للفقراء المحتاجين ويسقط هذا الفرض عن الناس المعدمين الذين لايملكون شيئاً. ولم يترك الإسلام للمسلم حرية التصرف في هذا المبلغ المستقطع بل حدّده في مسالك ثمانية يمكن للمسلم أن يختار أحدها لإنفاق الزكاة.
4. الصوم (صوم رمضان)
أما الصيام فهو صيام شهر رمضان. ويعتبر رمضان موسماً عظيماً تكثر فيه الطاعات وهو شهر مبارك تتنزل فيه الرحمة ويجدد فيه العبد عهده مع الله، ويتقرب اليه بالطاعات. ولصيام رمضان فضائل عدّة، فقد تكفل الله سبحانه وتعالى لمن صامه إيمانا واحتسابا بغفران ما مضى من ذنوبه وغيرها من الفضائل والاجر لمن صامه ايماناً بالله و احتساباً للأجر.
والمسلم يصوم عن الطعام والشراب ويمتنع عن اللغو والنميمة والمعاشرة الزوجية و كل عمل سيء من شروق الشمس (أي من صلاة الفجر) إلى غروبها (صلاة المغرب). ويقضي طوال يومه في عبادة وذكر وتلاوة للقرآن ودروس علم تعطيه زاداً إيمانياً يكفيه بقية العام.
ويسقط هذا الفرض عمن لايقوى على صومه كمرض ألمّ به يُلزمه بتناول الدّواء أو كمريض قرحة المعدة الذي لا يقوى على المعدة الفارغة من الأكل والشرب.
5. الحج (حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا)
والحج هو زيارة المسجد الحرام في مكة المكرمة وأداء فريضة الحج. فرض الله هذا الفرض على كل مسلم بالغ، قادر على تحمّل تكاليف الحج.
يقول الله تعالى : “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا “(آل عمران : 97). وقد فرضه الله الحج لتزكية النفوس ، وتربية لها على معاني العبودية والطاعة والصبر، فضلاً على أنه فرصة عظيمة لتكفير الذنوب ، فقد جاء في الحديث : “من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه ” (رواه البخاري و مسلم)
الفرق بين أركان الإسلام وأركان الإيمان
لبيان الفرق بين أركان الإسلام وأركان الإيمان، فقد سبق الحديث في الإجابة عن سؤال ما هي أركان الإسلام الخمسة؟ بأنّ أركان الإسلام خمسة: شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدًا رسول الله، وإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة وصوم رمضان وحجّ البيت من استطاع إليه سبيلا، بينما أركان الإيمان ستة: الإيمان بالله والإيمان بملائكته والإيمان بكتبه والإيمان برسله والإيمان باليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشرّه، وأداء أركان الإسلام من أعمال الجوارح، بينما أداء أركان الإيمان من أعمال القلب، وليس كلّ مسلم هو مؤمن، لقول الله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا}،فالأعراب أسندوا إلى أنفسهم الإيمان، فردّ عليهم الباري سبحانه: بأنّكم أيّها الأعراب أسلمتم، ولم تظهر عليكم علامات الإيمان، لأنّ الإيمان هو ما وقر في القلب وصدّقه العمل.
القواعد المستخلصة من حديث بني الإسلام على خمس
بين الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حقيقة الإسلام وأركانه العظيمة، إذ قال النووي “إن هذا الحديث أصل عظيم في معرفة الدين وعليه اعتماده وقد جمع أركانه”، كما أن العلماء والفقهاء قد وضحوا بعض المسائل المتعلقة بالحديث، وهي:
-المسألة الأولى: إن الدين الإسلامي لا يقتصر على هذه الأركان فحسب، بل يشمل أعمالًا كثيرة، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكرها كقواعد وأركان، فلا ثبات للإسلام دون هذه القواعد، وتأتي بقية الأعمال والخصال تتمة لها، وإذا اُنتقص منها شيء فلا يؤثر ذلك على القواعد فهي قائمة لا تتزحزح، فلا يزول الإسلام بانتقاصها ولكنه يزول بانتقاص القواعد، كقول الشهادتين.
-المسألة الثانية: الإسلام يكون بالالتزام بجميع الأركان الواردة في الحديث، فمن التزم بها أصبح مسلمًا، ومن تركها جميعها أو بعضها، أي أنكرها فهو كافر، وقد حصل خلاف بين العلماء في تارك الصلاة واعتباره كافرًا، ولكن الأمر يتعلق بترك الصلاة وغيرها من الأركان اعتقادًا أم تكاسلًا، ومن هنا يأتي الخلاف بين العلماء في المسألة.
-المسألة الثالثة: وهي بنفي الألوهية والعبادة عن الأنداد والآلهة، وفي الوقت نفسه إثباتها، أما شهادة أن محمدًا رسول الله، فهي التصديق لما أخبر وأطاع وألزم.
-المسألة الرابعة: جاء في الحديث إقامة الصلاة ولم يأتٍ أداء الصلاة، أي فعلها تامة بما فيها من شروط وأركان والتزم بأوقاتها.
-المسألة الخامسة: لم يذكر في الحديث فرض الجهاد مع أنه ذروة سنام الإسلام، وذلك لأنه يسقط على الكل إذا أداه البعض، أي أنه فرض كفاية، كما أن الجهاد لا يستمر لآخر الزمان، إذ إنه سينقطع عند نزول سيدنا عيسى عليه السلام.
-المسألة السادسة: يستنبط من الحديث قاعدة في الامتثال للدين، إذ تقدم ركائز الدين على توابعه، كالذي لا يقوم الليل حتى يتمكن من القيام لصلاة الفجر، فالأولى سنة والثانية فرض، ففي الحديث توضحت الأركان التي لها الأولوية على غيرها التي سُميت توابع.
فوائد حديث بُني الإسلام على خمس
لهذا الحديث أثر كبير وعظيم في معرفة الدين، إذ بين الأركان التي يقوم عليها الإسلام التي لا تحتاج لتفسير أو تأويل، فقد جُمعت هذه الأركان في قول بليغ موجز، وفي الحديث العديد من الفضائل والفوائد، منها:
بيان منهاج الإسلام وقواعده باختصار، فمن لم يأت بتلك الأركان ليس مسلمًا بإجماع العلماء، ولكن تركها الذي يؤدي للكفر هو الإنكار وليس من باب التكاسل أو التغاضي، إذ إن من العلماء من قال بذلك بدليل قوله تعالى:{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}، وكذلك قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.إظهار قوة الإسلام وعظمته بتشبيهه ببنيان قائم وقوي على أساسات واضحة وصريحة.



1029 Views