المراهقة ومشاكلها

كتابة ابراهيم خليل - تاريخ الكتابة: 6 أكتوبر, 2018 10:08
المراهقة ومشاكلها


المراهقة ومشاكلها سوف نطرح عليكم فى هذه المقالة الشيقة اهم مشاكل وخصائص فترة المراهقة عند الابناء وكيفية التعامل معها بطريقة صحيحة.
مرحلة المراهقة، مرحلة طبيعية من مراحل النمو الإنساني، وكل أم وأب ومربي بحاجة إلى التعرف على هذه المرحلة؛ حتى يستطيعوا تحويلها لمرحلة مفعمة بالسعادة؛ يفهموا أبناءهم المراهقين ويتفهموا احتياجاتهم، ويكونوا الداعم والسند لهم، بعيدًا عن الحفر التي قد تعترض طريق الابن المراهق.

حقائق وتوقعات حول المراهقة


إن حقيقة كون سن المراهقة هي المرحلة التي يبني فيها المراهقون شخصيتهم المستقلة، تجعلها فترة صعبة جدًا في كل ما يتعلق بعلاقتهم مع الأهل.
ورغم أنها فترة صعبة للطرفين – حيث يعيش المراهقون فترة يعتقدون خلالها أن ذويهم لا يفهمونهم، ويشعر الأهل بأن أولادهم يتحررون من سيطرتهم – إلا أن من واجب كل ولي أمر أن يعرف أن المراهقة ستنتهي.
وعندما تنتهي فترة المراهقة، سوف تعود علاقة الأهل والابن (الابنة) المراهق/ة ستعود لسابق عهدها، وستصبح جيدة.

 مفهوم المراهقة:


ترجع كلمة “المراهقة” إلى الفعل العربي “راهق” الذي يعني الاقتراب من الشيء، فراهق الغلام فهو مراهق، أي: قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً، أي: قربت منه. والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد.
أما المراهقة في علم النفس فتعني: “الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي”، ولكنه ليس النضج نفسه؛ لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات.
وهناك فرق بين المراهقة والبلوغ، فالبلوغ يعني “بلوغ المراهق القدرة على الإنسال، أي: اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية، وقدرتها على أداء وظيفتها”، أما المراهقة فتشير إلى “التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي”. وعلى ذلك فالبلوغ ما هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة، كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة.

حاجات المراهق الجديدة في هذه المرحلة


1- الحاجة إلى المكانة:
الطفل بانتقاله من الطفولة إلى المراهقة يطمح إلى أن تكون له مكانة في جماعته، أي أن يكون موضع اهتمامهم واحترامهم وتقديرهم. إنّه يتوق أن تكون له مكانة الراشدين، وأن يتخلى عن موضع كطفل لا مكان له بين الكبار.
أنّه بدأ يشعر بأنّه أصبح مماثلاً للرجال، على الآخرين أن يحترموه ويقدروه ويستمعوا إلى آرائه، ويأخذوا بأفكاره، وحتى يكون مماثلاً لهم نرى المراهق يحاول أن يقلد الكبار فيلجأ إلى التدخين مثلاً، أمّا المراهقة فنلاحظها تحب لبس الأحذية ذات الكعب العالي، وغير ذلك من الأمور التي تمارسها المرأة الراشدة.
المراهق حساس وحريص على أن لا يعامل معاملة الأطفال، أو يطالب بأعمال تختص بالصغار، لذا كان من واجب الأهلين والمربين أن يولوا هذه الناحية أهمية كبيرة، فيحرصوا على توفير المكانة اللائقة لكل مراهق أو مراهقة، فالذي يوفر له المكانة الاحترام في بيته ومدرسته ومجتمعه قلما يكون مشكلة عند الآخرين.
2- الحاجة إلى فلسفة:
ببلوغ مرحلة المراهقة تكون قدرات المراهق العقلية قد تفتحت، فانتقل من مرحلة الإدراك الحسي إلى التفكير المجرد، واتسعت معارفه النظرية وخبراته العلمية.. مما عزز ثقته بنفسه، والتي حاول أن يؤكد تكاملها بالبحث عن تبني فلسفة تحد سبيله في الحياة وتلبي ميوله وحاجاته الجديدة، لذا نراه يظهر اهتماماً جدياً بالحياة والكون، فيطرح أسئلة عن الدين والله والمثل العليا والسياسة والاجتماع والاقتصاد وغيرها.
3- الحاجة إلى التحرر والاستقلال:
والمراهق من خلال شعوره بمكانته وقيمته، يطمح إلى الحرية والاستقلال، فيتوق إلى التخلص من قيود الأهل والمعلمين، وإلى أن يكون حرّاً مسؤولاً عن نفسه وتصرفاته. إنّه يحاول الانفصال عن أخوته الصغار فيطالب بغرفة خاصة يمارس فيها شؤونه الخاصة بمعزل عن رقابة ووصاية أحد.
والمراهق حريص أيضاً على أن لا يظهر تعلقه الشديد بأسرته واعتماده عليها، ففي حين نرى الطفل لا يمانع في زيارة أهله لمدرسته، فإنّ المراهق يكره ذلك كراهية شديدة لأنّه يعتبر أن مثل هذه الزيارات دليل على الوصاية عليه.
المراهق يطمح إلى المكانة والاستقلال، وبعض الآباء والأُمّهات والمربين يهملون هذا الطموح أو لا يفهمونه، فيرتكبون بحقه أخطاء فادحة، فيصرّون على التعامل الطفولي معه، فيوبخونه من أجل أبسط الأخطاء، ثمّ يخططون له أعماله، ولا يحملونه أي لون من ألوان المسؤولية، وتكون النتيجة واقعاً سيئاً على شخصية المراهق الذي غالباً ما يميل إلى أحد الأمور التالية؛ التمرد أو الانطوائية أو الانحراف.
أنّ المراهقين الذين نفتح لهم أبواب الحياة الاستقلالية، ويحملون تدريجياً بعض المسؤوليات ويعاملون معاملة الراشدين.. هؤلاء سيقومون بأعمالهم على أحسن وجه، وسيظهرون في حياتهم قدرة على الانجاز والإبداع، بالرغم من أنهم قد يخطئون أحياناً.

خصائص مرحلة المراهقة


ما هي علامات المراهقة؟ ما هي خصائص مرحلة المراهقة؟ وبماذا تتسم هذه المرحلة؟
• التغير الجسمي وعدم الانتظام في أجزاء الجسم المختلفة.
• عنف الانفعالات والمبالغة في الردود، وعدم الثبات في السلوك ما بين سلوك الأطفال وتصرفات الكبار.
• الخجل والميل إلى العزلة والانطواء بسبب عدم الثقة بالنفس، وضعف العلاقات الاجتماعية.
• أحلام اليقظة والخيال الخصب، وكثرة الأفكار والخواطر والتصورات، وهذا يؤدي إلى صرف المراهق الكثير من الوقت عند إنجازه الأعمال الهامة وخاصة الدراسة، وهدر كثير من الطاقة فيما لا فائدة منه.
• الحب، وهو من أهم الخصائص الانفعالية لمرحلة المراهقة، فالمراهق يحب الآخرين ويحتاج إلى حبهم ويظهر هنا الميل نحو الجنس الآخر.
• الغضب والتمرد على مصادر السلطة من الأسرة والمدرسة والمجتمع ويزداد هذا السلوك في حال وجود شعور بعدم تقبل المراهق والموافقة على سلوكه وإنكاره والرغبة منه في الاستقلال.
• البحث عن الذات وتحديد الهوية والاهتمام بالمظهر الشخصي، التشبه بالشخصيات المشهورة، اتساع نطاق الاتصال الشخصي، الميل إلى انتقاء الأصدقاء.
• إثبات التميز في المستوى الفكري، ويكثر المراهق الكلام عن المدرسة والنشاطات والمواعيد والطموحات، وتتفتح الميول الأدبية والفنية والعلمية.



416 Views