المثل العربي

كتابة سلمى الشمري - تاريخ الكتابة: 3 سبتمبر, 2020 9:24
المثل العربي


 المثل العربي وكل مايخص المثل العربي واهم المعلومات عن المثل العربي ونشأته كل ذلك سنتعرف عليه في هذا المقال.

ضرب المثل

ضرب المثل مِنْ أكثرِ أساليبِ التعبيرِ الشعبيةِ انتشاراً وشيوعاً، ولا تخلو منها أيَّةُ ثقافةٍ، إذْ نجدها تعكسُ مشاعرَ الشعوبِ على اختلافِ طبقاتِها وانتمائِها، وتُجسدُ أفكارَها وتصوراتِها وعاداتِها وتقاليدِها ومعتقداتِها ومعظمِ مظاهرِ حياتِها في صورةٍ حيَّةٍ وفي دلالةٍ إنسانيةٍ شاملة، فهي بذلك عُصارَةُ حِكْمَةِ الشُّعوبِ وذاكرَتِها. وتَتَّسِمُ الأمثالُ بسرعةِ انتشارِها وتداوُلِها مِنْ جيلٍ إلى آخر، وانتقالِها من لغةٍ إلى أخرى عبرَ الأزمنةِ والأمْكِنةِ، بالإضافةِ إلى إيجازِ نصِّها وجمالِ لفظِها وكثافةِ معانيها.

تعريف المثل الشعبي

لقد اعتنى العرب بالأمثال منذ القديم، فكان لكل ضرب من ضروب حياتهم مثل يستشهد به، وبلغت عناية اللغويين العرب حدا مميزا عن سواهم، إذ كان المثل بالنسبة إليهم يجسد اللغة الصافية إلى حد كبير، فأخذوا منها الشواهد وبنوا على أساسها شاهقات بنائهم اللغوي. ومن هنا فإن أول ما ينبغي على الباحث عن معنى كلمة «مثل» هو تقصيها في معاجم اللغة، ومن ثم النظر فيما جاء في كتب التراث وكتب الأمثال من تعاريف للمثل.

الفرق بين ضرب المثل والتعبير المثلي

يقول محمد توفيق أبو علي نقلا عن رودلف زلهايم: «يفترق التعبير المثلي عن المثل في أنه لا يعرض أخبارا معينة عن طريق حالة بعينها ولكنه يبرز أحوال الحياة المتكررة والعلاقات الإنسانية في صورة يمكن أن تكون جزء من جملة»
فالتعابير المثلية عبارات قائمة بذاتها تثري الكلام وتوضحه وهي تصف شخصا أو حالة معينة كقولنا «سواسية كأسنان المشط». ويمكننا القول بأن التعبير المثلي يعتمد أساسا على المجاز وهو أحد أنواع التعابير الاصطلاحية في حين أن المثل قد يخلو منه مثل قولنا «الجار قبل الدار».

الفرق بين المثل والقول المأثور

و يسمى كذلك القول السائر، ويقول عبد الحميد بن هدوقة في مقدمة مصنفه للأمثال الجزائرية إن: «القول السائر يقر شيئا واقعا مثل قولهم «رانا والموت ورانا» أو قولهم «كتبت التربة»، بينما المثل قد يتضمن ذلك وقد لا يتضمن، فعندما يتمثل الرجل الشعبي بهذا المثل: «راحت جوابي وعشور» فهو لا ينصح ولا يقرر، وإنما يصور ذهاب أمواله فيما لا غناء له فيه، كما ذهبت أموال الناس في العهد العثماني بين الجبايات والزكوات» 13 (توضيح) وبالتالي فإن الأقوال المأثورة تقر عموما واقعا معينا ولا تحوي معن ضمنيا.

الفرق بين المثل والحكمة

يقول محمد توفيق أبو علي: «والمقصود من المثل الاحتجاج ومن الحكمة التنبيه والإعلام والوعظ، فالمثل فيه الحقيقة الناتجة عن تجربة، تلك التي نعتبرها أما لجميع أنواع المعرفة، أما الحكمة فهي تحديد شرط سلوكي وقيمة أخلاقية، وقد تصدر عن رؤية حدسية دون تجريب واقعي، وهي تمتاز بطابع الإبداع الشخصي والعناية الأسلوبية المتعمدة أكثر من المثل الذي، وإن كان ذا نشأة فردية في بعض الأحيان، يطبعه الاستعمال والذيوع بطابع الجماعة. إن في المثل عمقا خاصا لا تدركه الحكمة، مع أن كليهما من جوامع الكلم، إلا أن الحكمة تفيد معنى واحدا بينما يفيد المثل معنيين: ظاهرا وباطنا، أما الظاهر فهو ما يحمله من إشارة تاريخية إلى حادث معين كان سبب ظهوره، وأما الباطن فهو ما يفيد معناه من حكمة وإرشاد وتشبيه وتصوير» 14 فالحكمة إذن تتضمن موعظة أو نصيحة أو عبرة، فمن الحكم قول الإمام علي بن أبي طالب «العلم ضالة المؤمن» أو قوله «أغنى الغنى العقل وأفقر الفقر الحمق».

سمات المثـل

المثل هو عبارة موجزة بليغة شائعة الاستعمال، يتوارثها الخلف عن السلف، تمتاز بالإيجاز وصحة المعنى وسهولة اللغة وجمال جرسها. هذه الدراسة، دراسة دلاليـة تهدف تبیین سمات المثل وهي تأتي في إطار اهتمام الباحثة وعنايته بالدراسة الدلالية للأمثال الفصحى والأمثال العامية.

من أين أتت أصول بعض الأمثال العربية

إن المثل معروف عند أكثر البلغاء، فقد قال الفارابي: إن المثل هو الذي ترضاه العامّة والخاصة على سواء بمعناه وبلفظه، واستطاعوا الوصول به لمطالبهم القصّية وغاياتهم البعيدة، أما السيوطي فقد قال بالمثل الكثير ومن مجمل ما قاله السّيوطي بأنّ المثل مجهولٌ سببه ويُجاز فيه ما يجاز بالشّعر، وفي الحديث من أيت أتت أصول بعض الأمثال العربيّة، تبين أن الأمثال ما هي إلا انعكاس لثقافة الشّعوب والأمم على اختلاف أديانهم وانتماءاتهم وطبقاتهم، فالأمثال إذًا تجسد أفكار تلك الشعوب وتقاليدهم بألفاظ انسيابة، وممن تحدث عن طريقة وضع الأمثال ابن الأثير الذي قال: أنّ العرب وضعت تلك الأمثال لحوادث مطابقة لهذا الحدث مرّت به فكان المثل كالعلامة لهذا الشيء، وقد قال المبرد: بأن المثال هو تشبيه الثاني بالأول ومن هذا مثل كانت مواعيد عرقوبٍ لها مثلا وما مواعيدها إلا أباطيل، وهذا مثال عن كل موعد باطل وغير ملتزم ومن هذه الأمثلة الكثير التي تأتي لتتحدّث عن تجربةٍ أو قصةٍ حدثت مع هذا أو ذاك. وهناك الكثير من هذه الأمثلة وسيدرج المقال بعضًا منها مع ذكر شرح بعضٍ منها ومن هذه الأمثلة ما يأتي:
-اختلطَ الحابل بالنّابل: يقال إنّ الحابل هو من يرمي الرمح في المعركة، والنّابل هو من يرمي السهم فيها، فيختلط رمية الاثنان ببعضهما البعض، ويُقال هذا المثل عند الحيرة واختلاط الآراء وعدم القدرة على التفرقة بين السيء والجيد.
-رُبّ رميةٍ من غيرِ رامٍ: قصة هذا المثال عن رجلٍ صيّادٍ حكيمٍ، قد باء بالفشل في عدة أيام، وفي أحد الأيام طلب ابنه الرماية بدلًا عنه، فأصاب فقال والده هذا المثل، وأصبح هذا مثالًا يضرب على من يُصيب أمرًا بالصّدفة.
-رجعَ بخفّيْ حُنَين: كان حنين إسكافي يملك حذاءًا يريد بيعه، واختلف مع رجل بدوي حول السعر ورفض شرائه، فذهب الرجل الأعرابي بطريقه وأراد حنين الانتقام منه، فرمى له فردة خفه في بداية الطريق وفي نهاية الطريق رمى له الفردة الأخرى، عندها ترك الأعرابي راحلته ورجع ليجمع فردتي خف حنين وفي هذه الأثناء سرق حنيين راحلته، وعاد الأعرابي بخفي حنين.

أمثال عربية مشهورة

حبل الكذب صغير
عذر أقبل من ذنب
ما كل مرة تسلم الجرة
عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة
من شب على شئ شاب عليه
إذا تفرقت الغنم قادتها العنز الجرباء
اتق شر من أحسنت إليه
رب أخ لم تلده أمك
إن غدا لناظره قريب
لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد
خير الكلام ما قل ودول
الحياء من الإيمان
الدهر يومان يوم لك ويوم عليك
في الإتحاد قوة
ما خاب من استشار
العجلة من الشيطان
رحم الله إمرء عرف قدر نفسه
لا يقذف بالحجارة إلا الشجرة المثمرة
من تدخل فيما لا يعنيه لقى ما لا يرضيه
من راقب الناس مات هما



864 Views