العمل التطوعي

كتابة somaya nabil - تاريخ الكتابة: 3 أكتوبر, 2021 12:04
العمل التطوعي


العمل التطوعي، وأنواع العمل التطوعي، وأهمية العمل التطوعي، ومميزات العمل التطوعي، والعمل التطوعي في الإسلام، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.

العمل التطوعي


التطوّع هو العمل أو الجهد الذي يُقدّم دون مقابل أو عوض مادي بدافع تحمل مسؤولية معينة وتقديم خدمة إنسانية للمجتمع أو البيئة، والمتطوع هو الشخص الذي يسخّر نفسه عن طواعية ودون إكراه لمساعدة ومؤازرة الآخرين بقصد القيام بعمل يتطلب الجهد الجماعي في موضوع معيّن. ويسعى العمل التطوعي لخلق روح إنسانية تعاونية بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة، فالتطوع هو ممارسة تتطلب ثقافةً ووعياً بما يقدم لنا وللآخرين، لأن التطوع هو منا ولأجلنا، وهو نابع عن خلق العطاء العظيم ويعتبر عملاً سامياً وجميلاً. وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال:” أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس”

أنواع العمل التطوعي

1. مجالات اقتصادية كإنشاء بنوك إسلامية، ومصانع ليعمل بها الفقراء وتكون مصدر دخل لهم.
2. مجالات حِرفية عن طريق التطوع بعمل الشيء الذي نتقنه ونجيد فعله، ولكن بشكل مجاني ليس مقابل ماديات. مجالات فكرية: من خلال تقديم النصائح والآراء المفيدة، والمساعدة في وضع الخطط النافعة للمجتمع.
3. مجالات علمية مثل إنشاء المدارس، والجامعات، والمكتبات، ومراكز البحوث، وغيرها لكن ليس بهدف الربح.
4. مجالات العبادة بمعنى أداء السنن بمختلف أنواعها من صلاة، وصدقة، وصيام.
5. مجالات صحية مثل إنشاء مستشفيات للعلاج بالمجانِ للفقراء، وإنشاء الصيدليات لتوفير الدواء للمحتاجين.
6. مجالات الدعوة تتضمن المساهمة بنشر الإسلام بأي من الطرق المباشرة وغير المباشرة.

أهمية العمل التطوعي

1. إن التطوع يقوم على فكرة أساسية، وهى التعاون ونشر المنفعة بين أفراد المجتمع الواحد، مما يجعل هناك مجتمع متكامل لا يشعر فيه الفرد بأن هناك من هو أفضل منه.
2. يشعر المتطوع بشعور الخير والسعادة وخاصةً عندما يقدم أفضل خدماته لمن يحتاج إليها.
3. يعمل العمل التطوعي على الاستغلال الأمثل لأوقات الفراغ، خاصةً لدى الشباب الذين قد يستخدمون أوقات فراغهم في أشياء غير نافعة وبلا قيمة.
4. العمل التطوعي يعمل دائماً على التوعية الكاملة بين أفراد الشعب، مما يقلل الانحراف والسلوك الغير قويم داخل المجتمع.
5. يعمل العمل التطوعي على تحسين روابط أفراد المجتمع وتقويتها بشكل كبير.
6. يتميز المتطوع بمكانة خاصة في المجتمع، نظراً لما يقدمه له من خدمات بدون مقابل.
7.يكتسب الفرد المتطوع العديد من الخبرات التي تجعله يبني شخصيته على أساس الثقة بالنفس وتحمل المسئولية الكاملة.

مميزات العمل التطوعي

1- بناء المجتمع وتطويره، ومعرفة ما يحتاجه من أشياء.
2- تعويد الشباب على روح العمل الجماعي.
3- منح الشباب فرص المشاركة في بناء مجتمعاتهم. -تفجير خبرات الشباب ومواهبهم وطاقاتهم الكامنة، وهي خبرات لا يمكن الكشف عنها إلا من خلال أعمال كهذه.
4- الإسهام في تنمية طاقات الشباب وقدراتهم المختلفة، وذلك من خلال الأنشطة الميدانيَّة التي يقومون بها.
5- تماسك المجتمع، وترابطه وتعاضده، بفئة الشباب التي شكلت عناصر ربط قوية فيه.
6- تعزيز ثقة الشباب بأنفسهم، وأخذهم المبادرات في تولي أدوار قياديَّة مهمّة في خدمة المجتمع.
7- صناعة القيادات والكفاءات الميدانيَّة.
8- إكساب الشباب القدرة على التعبير عمَّا يجول في خلدهم من أفكار وآراء تخصُّ المصالح الوطنيَّة العامَّة.
9- تقوية وتعزيز روح الانتماء لدى الشباب لمجتمعاتهم، فكلما زادت الأعمال التطوعيّة تعززت هذه الروح.

العمل التطوعي في الإسلام

من أمثلة العمل التطوعي في الإسلام موسى عليه السلام – وتطوعه لسقي الأنعام:
– لقد قص علينا الرب العلي- جل جلاله- ما قام به نبي الله موسى- عليه السلام- لما ورد ماء مدين مشهد يفيض بالمروءة والشفقة.. يقول تعالى: “وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ” (القصص: 23، 24).
– يقول الشهيد سيد قطب- رحمه الله-: لقد انتهى به السفر الشاق الطويل إلى ماء لمدين، وصل إليه وهو مجهود مكدود، وإذا هو يطلع على مشهد لا تستريح إليه النفس ذات المروءة، السليمة الفطرة، كنفس موسى- عليه السلام- وجد الرعاة الرجال يوردون أنعامهم لتشرب من الماء؛ ووجد هناك امرأتين تمنعان غنمهما عن ورود الماء، والأولى عند ذوي المروءة والفطرة السليمة، أن تسقي المرأتان وتصدرا بأغنامهما أولًا، وأن يفسح لهما الرجال ويعينوهما.
– لم يقعد موسى الهارب المطارد، المسافر المكدود، ليستريح، وهو يشهد هذا المنظر المنكر المخالف للمعروف، بل تقدم للمرأتين يسألهما عن أمرهما الغريب: “قَالَ مَا خَطْبُكُمَا”، “قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ”، فأَطلعتاه على سبب انزوائهما وتأخرهما وذودهما لغنمهما عن الورود، إنه الضعف، فهما امرأتان وهؤلاء الرعاة رجال، وأبوهما شيخ كبير لا يقدر على الرعي ومجالدة الرجال! وثارت نخوة موسى عليه السلام وفطرته السليمة، فتقدم لإقرار الأمر في نصابه، تقدم ليسقي للمرأتين أولًا، كما ينبغي أن يفعل الرجال ذوو الشهامة.
– هو غريب في أرض لا يعرفها، ولا سند له فيها ولا ظهير، وهو مكدود قادم من سفر طويل بلا زاد ولا استعداد، وهو مطارد، من خلفه أعداء لا يرحمون، ولكن هذا كله لا يقعد به عن تلبية دواعي المروءة والنجدة والمعروف، وإقرار الحق الطبيعي الذي تعرفه النفوس: “فَسَقَى لَهُمَا”، مما يشهد بنبل هذه النفس التي صنعت على عين الله…كما يشي بقوته التي ترهب حتى وهو في إعياء السفر الطويل، ولعلها قوة نفسه التي أوقعت في قلوب الرعاة رهبته أكثر من قوة جسمه. فإنما يتأثر الناس أكثر بقوة الأرواح والقلوب.



355 Views