العلاقة بين افراد الاسرة

كتابة manal alharthi - تاريخ الكتابة: 20 أغسطس, 2019 4:28
العلاقة بين افراد الاسرة


العلاقة بين افراد الاسرة سنتعرف في هذا المقال على العلاقة بين افراد الاسرة وماهى طرق تقوية العلاقة بين افراد الاسرة .

الحب المتبادل بين أفراد الأسرة

عندما تنجح علاقة الحب بين الزوجين، فانها تنعكس على ثمار هذه العلاقة وهي الاطفال من خلال اسلوب التعامل والاحترام المتبادل فيما بينهما، ومن خلال هذه الصورة الناصعة التي يراها الاطفال في محيط الأسرة والعائلة، سينتقل هذا الحب اليهم، فالاحترام والحب والمودة بين الزوج و زوجته، له المردود الايجابي لأن الوالدين مرآة عاكسة للاطفال فالحب يعد النواة الاساسية لسلوك الاطفال.
وعندما نقول إن الحب هبة ونعمة من الله على الانسان، فان النصيب الأوفر من هذه النعمة تكون لمن مؤهل لها من حيث التكوين، ألا وهي المرأة دون الرجل، لأنها اختصت من قبل البارئ عزوجل بالعاطفة والحنان أكثر من الرجل، وهذه حقيقة أكدتها الشريعة وتعاليمنا الدينية، وعليه يكون أمر التربية وتوفير القدر الاكبر من الحب والحنان في البيت من مهمة الزوجة أو الأم، لأن الرجل أو رب الأسرة يقضي اغلب اوقاته في العمل خارج البيت، بينما تبقى الأم متفرغة لأعمال البيت ومتابعة شؤون الاولاد بفترة أطول. ولذا نجد ان أكثر العظماء والناجحين في علماء دين او ابطال ثائرين او مبدعين إنما اكتسبوا البناء المعنوي من الأم، فان حب القيم الدينية والاخلاقية تغرسه الأم بنجاح في نفسية الطفل، و أول ما تزرعه هو حب الله تعالى والايمان المطلق والشفاف به، فحين تقوم الام بالحديث عن الله وقدرته اللامتناهية وانه الخبير والقدير، ويكون هذا الحب الإلهي بين محاور الحديث في البيت، فان سلوك وشخصية الطفل ستكون ربانية وايمانية، لأنه سيكون مرتبطاً بالسماء وليس بالماديات، فهو يتخلّق باخلاق الله تعالى، فيكون كريماً –مثلاً- وسميحاً ورحيماً وشاكراً وغيرها من الصفات الحميدة.

أفكار بسيطة وغير تقليدية لتقوية العلاقات الاسرية

1- يمكن للأب والأم اختيار كتاب معين وشراء عدة نسخ منه على عدد أفراد الأسرة، ليقرؤوا جميعاً الكتاب نفسه خلال نفس الفترة، وأن يتفقوا على يوم في الأسبوع ليكون خاصاً بمناقشة أحداث الكتاب التي وصلوا إليها وإبداء رأيهم فيه وتوقعاتهم للنهاية المحتملة للقصة. ويسمون هذه الجلسة “جلسة نادي الكتاب”. هذا الأمر سيعمل على تقوية الروابط بين أفراد الأسرة الواحدة وتعزيز ثقافة الأبناء بالإضافة لتعويدهم على المطالعة وزيادة ذكائهم وتوسيع أفقهم ومدى فهمهم للحياة.
2- يمكنكم أيضاً أن تحددوا يوماً في الشهر لإسعاد شخص معين من الأسرة، أي أن يكون هذا اليوم هو يومه، الأم أو الأب أو الجد أو الجدة أو أحد الأولاد وأن يتفق الجميع على مفاجأة هذا الفرد بأن يفعلوا شيئاً ما يحبه أو يرغب به.
3- عادةً ما تكون نشاطات الأولاد مرتبطة مع الأب والبنات مع الأم، لكن اليوم فيمتو تنصحكم بأن تبتعدوا عن هذه الأدوار التقليدية وتعكسوها من خلال عمل تجديد في العلاقات حيث يرافق الأب ابنته في الخروج معاً إلى مكان مميز تحبه أو أن يرتديا الألوان نفسها، وأن تفعل الأم ذات الشيء مع ابنها كأن تتابع معه إحدى المباريات الرياضية فتلك التجربة ستكون رائعة ومميزة للجميع بكل تأكيد.
4- قوموا بدعوة بعض الأحبة وأصدقاء العائلة أو أصدقاء أبنائكم مع أهلهم للاجتماع في منزلكم و إقامة حفلة شواء مميزة لهم، لتتعرفوا عليهم وبذلك ستزداد ثقة ومحبة أولادكم لكم. وستقوى علاقتهم بكم.
5- ومن الأفكار المبتكرة والمميزة من فيمتو أيضاً أن تعلقوا لوحاً في أحد الأماكن في المنزل لتدوين الملاحظات الإيجابية، وليستطيع كل فرد من العائلة تدوين كل ما يرغب بقوله ككلمة شكر وتقدير لأحد الوالدين أو الإخوة، أو لكتابة طرفة لطيفة لترسم الابتسامة على وجوه أفراد العائلة.
6-معلومة جديدة كل يوم: يمكنكم أيضاً أن تتفقوا على أن يشارك يومياً كل فرد من العائلة الآخرين بمعلومة جديدة في أي مجال من المجالات كالعلم أو الأدب أو الموسيقى أو التاريخ وغيرها من مجالات الحياة الأخرى وبذلك ستعملون أبناءكم على نشر ثقافة المشاركة في المعرفة والعلم، كما أن هذه الطريقة ترسخ أهمية الثقافة والحوار وتوطد العلاقات الأسرية أكثر.

أهمية الحوار داخل الأسرة

إن الحوار الأسري يتضمن كل ما يدور بين أفراد الأسرة من نقاشات وحديث حول أمر ما يمس الأسرة بأكملها أو أحد أفرادها، فيتم خلاله توضيح العقبات والمشاكل ومن ثم النقاش حول أفضل الحلول، قد يكون الحوار حول مشروع يمس مستقبل الأسرة، فيتبادل أفراد العائلة الآراء والأفكار بغية التوصل إلى رأي يجتمعون عليه جميعهم، بذلك يكون الحوار جسراً يعمق الصلة بين أفراد الأسرة، ويزيد أواصر المودة، ومن أهم ما يمكن أن يقدمه الحوار الأسري:
1- الحوار الأسري يشكل أساساً للعلاقات الحميمة
إن الحوار الأسري بما يتضمنه من نقاش وتبادل للآراء والأفكار يمكن أن يكون سبيلاً أساسياً لتوطيد العلاقات الأسرية وجعلها أكثر حميمية، إذ أن اجتماع أفراد الأسرة والحديث بأشياء تمس أفرادها يساعد في كسر كل الحواجز التي قد تولد بينهم، وقد تؤدي في حال عدم كسرها إلى جعل المسافة كبيرة بين أفراد الأسرة، ومن ثم تضعف العلاقة الأسرية شيئاً فشيئاً.
2- الحوار الأسري مفتاح للعلاقات الزوجية الناجحة
يشكل الحوار الأسري مفتاحاً لنجاح العلاقات الزوجية، حيث يشكل تراكم المشاكل دون حوار سبباً في حدوث سوء الفهم والاختلاف فيما بعد، فتتولد المشاكل التي قد تدمر الأسرة أو العلاقة الزوجية، حيث أن الحوار بين الزوجين ينخفض بالمشاكل الزوجية إلى أدنى درجاتها، لأن الزوجين يقرران معاً ويفكران معاً.
كما يواجهان كل ما يمس أسرتهما معاً، وهذا يقوي العلاقة الزوجية، ويجعلها أكثر متانة ونجاحاً أيضاً، حيث تصبح ثقافة الحوار أساساً يلجأ إليه الزوجان في كل مشكلة تقف في وجههما، حيث أن غياب الحوار بين الزوجين كثيراً ما يؤدي إلى انتهاء العلاقة الزوجية بالطلاق، بسبب سوء الفهم وعدم مناقشة الأخطاء ووضع الحلول لها، و عدم التعود على تقبل الآخر.
3- الحوار الأسري يساعد في تنشئة الأطفال تنشئة صالحة
فإذا كان الوالدان متفقين كما أشرنا سابقاً على كل التفاصيل فسينشأ الطفل في بيئة يسودها الاتفاق والهدوء، كما أن الحوار يؤتي ثماره من خلال مناقشة مستقبل الأطفال وطريقة تربيتهم.
ومن ثم مناقشة المشاكل التي يتعرض لها الأطفال سواء في المدرسة أو مع أقرانهم ووضع الحلول لها، كما أن نشوء الأطفال في جو تسوده ثقافة الحوار يجعلهم يحترمون تلك الثقافة، ومن ثم يكبرون على احترام أهلهم واحترام إخوتهم، ومناقشة الأهل حول تفاصيل حياتهم.
4- زيادة الاحترام بين أفراد الأسرة وتعميق أواصر المودة
من أهم الأمور التي تسهم في نجاح العلاقات الأسرية هي مسألة الاحترام، وهو ما يخلقه الحوار الأسري، إذ يجعل كل فرد يتعلم ثقافة الإصغاء إلى الآخر، وثقافة تقبل وجهات النظر المختلفة، بهذه الحالة ينشأ الأفراد على احترام بعضهم، كما أن الحوار والمواجهة بين أفراد الأسرة تزيد من التقارب بينهم، وتجعل كل فرد يتفهم الطريقة التي يفكر بها الفرد الآخر، فيتجنب ما يمكن أن يسبب له الإزعاج أو يؤدي إلى التصادم.

كيفية تحقيق التماسك الأسري بين أفراد الأسرة

يتحقق الترابط والتماسك الاسري بين أفراد الأسرة بفعل العديد من العوامل، وفيما يأتي بيان البعض منها:
العامل الديني
فالدين من أهم الأساسات التي تقوم عليها الأسرة، ويبدأ ذلك من حسن اختيار كلّ طرفٍ من الزوجين للآخر، كما أنّ الدين يبني الشخصية المتوازنة والمعتدلة، التي تعدّ جزءاً من الأسرة فينعكس ذلك عليها بشكلٍ إيجابيٍ، فالإسلام رغّب بالارتباط بالمرأة صاحبة التقوى والسلوك الحسن؛ لأنّها سبباً في الحياة الزكية والهانئة، كما أنّ الإسلام حثّ المرأة على الارتباط بالرجل صاحب الدين الذي لا يظلم زوجته، أو يمنعها من كرامتها، أو يسبّب الإهانة لها، وإنّما الذي يشعرها بقيمة نفسها وأهميتها، وبذلك تتحقّق الحماية للأسرة، ومن الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى هدمها، شرب الخمر، والزنا، وغير ذلك من الأفعال المحرّمة، ومن الجدير بالذكر أنّ الإسلام بيّن القواعد الأساسية التي تقوم عليها الأسرة الناجحة، ومن ذلك: المودة والرحمة، والأخلاق الكريمة والحسنة، والمعاشرة بالمعروف، وذلك يتحقّق بالالتزام والقيام بالأوامر الشرعية، والحرص على الالتزام بالتقاليد القومية للمجتمع، ومعرفة الحقوق والواجبات المتعلّقة بالأسرة، كما أنّ أداء العبادات والفرائض بشكلٍ جماعيٍ داخل الأسرة له دور مهماً في تحقيق السمو الفكري والروحي للأسرة، وحمايتها من أسباب الانحراف.
العامل الاجتماعي
يتمثّل العامل الاجتماعي بتحقيق مجموعةٍ من العوامل التي تؤدي له، وهي: أنّ على كلّ فرد من أفراد الأسرة حقوقه وواجباته، وبذلك يكون كلّ فردٍ بما عليه من المهام والوظائف المتعلقة بالأسرة، دون ضغطٍ أو حمل بعض الأفراد أعباءً ليست من شأنهم، وبذلك تزيد الأسرة من تماسكها وترابطها، ومن العوامل الاجتماعية المؤثرة على ذلك شعور كلا الزوجين بأهمية ومكانة العلاقة بينهما، وما لها من دورٍ بالغٍ في استقرار الأسرة، مما يؤدي إلى إنشاء علاقاتٍ جديدةٍ لكلا الطرفين، ومن العوامل الاجتماعية أيضاً فهم التفضيل الإلهي، وتطبيقه تطبيقاً صحيحاً، وتكليف الرجل بمهمة رعاية المرأة، والحرص عليها، وحمايتها، والإنفاق عليها، ومعاملتها بإحسانٍ، والاشتراك معها في اتخاذ القرارات التي تتعلّق بالمنزل، وبذلك تتحقق الشورى التي يقوم عليها مبدأ القوامة، كما أنّ الاختلاف بين الزوجين القائم على تقبّل الآخر، مع الحرص على تحقيق التوافق له أثراً كبيراً في الاستقرار الأسري، حيث أكّد معظم الباحثين أنّ الخلافات بين الزوجين تظهر في السنوات الأولى من الزواج، وتخصّ منها السنة الأولى، وذلك يعتمد على تحديد معايير وأسس الاختيار عند كلا الطرفين تحديداً جيداً، فالاختيار الناجح يؤدي إلى الرضا والقبول بين الطرفين.
العامل الاقتصادي
يتحقّق الاستقرارالاقتصادي للأسرة بتحقيق دخلٍ اقتصاديٍ يلبّي حاجات الأسرة الأساسية، من الطعام، والشراب، والمسكن، والملبس، وإن كانت الأسرة عاجزةً مادياً عن توفير حاجتها فذلك يؤدي إلى الشعور بالحرمان، ممّا يؤدي إلى اضطراب العلاقات الأسرية، وزيادة المشاكل والصراعات بينها، ويمكن الحدّ من ذلك بتكاتف جهود أفراد المجتمع للحدّ من مشاكل الفقر والبطالة، وتوفير الحاجات الأساسية من الطعام، والمسكن، والخدمات التعليمية والصحية، والواجب على كلّ أسرةٍ أن تلبيّ الحاجات الأساسية لها، ثمّ النظر في الكماليات من الأمور، وذلك بتقديم الأولويات على غيرها.
العامل النفسي
يبيّن علم النفس أنّ أساس نجاح العلاقة الزوجية بين الطرفين يعتمد على التوافق بينهما المرتبط بالنضج الانفعالي لهما، ويعّرف النضج الانفعالي بأنّه المؤشر الذي يبيّن مستوى قدرة الفرد على إدراك نفسه وغيره بموضوعيةٍ، ممّا يؤدي إلى قدرته على تمييز الحقيقة من الخداع، وبذلك فإنّ التعامل يكون بناءً على الحقائق التي يدركها.
الأسرة في القرآن والسنة
إنّ الأسرة ذات كيانٍ لا مثيل له في المجتمع، فالإسلام بيّن ذلك في العديد من النصوص القرآنية والنبوية، وفيما يأتي بيان البعض منها:
بيّن الإسلام أنّ الأسرة تعدّ أساس المجتمع، وأنّها الخلية الأولى في تكوينه، حيث قال الله تعالى: (وَاللَّـهُ جَعَلَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا وَجَعَلَ لَكُم مِن أَزواجِكُم بَنينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِنَ الطَّيِّباتِ أَفَبِالباطِلِ يُؤمِنونَ وَبِنِعمَتِ اللَّـهِ هُم يَكفُرونَ).
بيّنت السنة النبوية أنّ الزواج عبادةً يتقرّب بها العبد إلى الله تعالى، وتتحقّق له الطهارة والنقاء، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مَنْ رزقهُ اللهُ امرأةً صالحةً، فقدْ أعانَهُ على شطرِ دينِهِ، فليتقِ اللهَ في الشطرِ الباقِي).

أسرار لنجاح العلاقات فى الأسرة الواحدة

1_ العمل على توفير بيئة جيدة داخل المنزل، وتهيئة الجو الأسرى بهدف تشجيع أفراد الأسرة على الإقبال والرغبة الدائمة فى التواجد داخل المنزل والاستمتاع بالجلسات الأسرية، وهذا الأمر يكون مهمة الأم والأب معاً.
2_ تقديس فكرة الترابط ومشاركة أفراد الأسرة بعضهم فى كل المناسبات السعيدة وكذلك الحزينة، وتبادل الهدايا حتى وإن كانت بسيطة لأنها لها أثر رائع فى إدخال البهجة على القلوب.
3_ الحرص على بناء علاقة قوية مع الله، وتشجيع أفراد الأسرة بعضهم على أداء العبادات لتغذية الروح وغرس القيم والأركان الدينية لدى الأطفال، منذ اللحظات الأولى من خلال حرص الأب والأم على أداء الشعائر والعبادات الدينية داخل المنزل ليكونوا قدوة لصغارهم.
4_ الاعتياد على مناقشة كل الأمور الخاصة بالأسرة، بشكل دبلوماسى وحضارى سواء كانت مادية أو اجتماعية أو غيرها بمشاركة جميع أفراد الأسرة، مع الأخذ بآراء الأولاد وعدم تهميشهم، ولكن مع ضرورة احترام الخصوصية الأسرية التى تقضى بعدم جواز مناقشة الأمور الأسرية فى ظل وجود الغرباء.
5_ الاهتمام بالجانب التثقيفى وتنمية مهارت أفراد الأسرة والتشجيع على ذلك من جانب قائد الأسرة، ويمكن فعل ذلك بسهولة من خلال تجهيز مكتبة صغيرة تضم مختارات من الكتب فى شتى المجالات داخل المنزل.
6_ على كل فرد داخل الأسرة أن يعى ويدرك جيداً دوره ومسئوليته تجاه أسرته وألا يتأخر عن إنجاز هذا الدور للحفاظ على التوازن الأسرى.
7_ حل أى مشكلة فور حدوثها على أن يكون أساس حل هذه المشكلات قائما على فكرة التكامل واللين وبعيدا كل البعد عن القسوة، وعدم كتمان المشاكل لأن ذلك الأمر له دور قوى فى تصفية الأجواء الأسرية والحفاظ على متانة العلاقة بين أفراد الاسرة، كما أنه يساهم بشكل كبير فى تحطيم فكرة التفكك الأسرى.
8_ الحفاظ على العلاقات الاجتماعية التى تتميز بالحب والتميز مع شبكة الأقارب والمعارف والأصدقاء.



1152 Views