الدعاء في الصلاة المفروضة

كتابة امينة مصطفى - تاريخ الكتابة: 9 أغسطس, 2021 6:07
الدعاء في الصلاة المفروضة


الدعاء في الصلاة المفروضة نتحدث بشكل موجز عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مواضع الدعاء في الصلاة هذا بالإضافة إلى حكم الدعاء في الصلاة بأمور الدين والدنيا وفي الختام حكم الدعاء فى الصلاة بألفاظ لم ترد فى الكتاب والسُنة.

الدعاء في الصلاة المفروضة

يشرع للمؤمن أن يدعو في صلاته في محل الدعاء، سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة، ومحل الدعاء في الصلاة هو السجود وبين السجدتين وفي آخر الصلاة بعد التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقبل التسليم، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بين السجدتين بطلب المغفرة، وثبت أنه كان يقول بين السجدتين: “اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني” وقال عليه الصلاة والسلام: “أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم” (أخرجه مسلم في صحيحه)، وخرج مسلم أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء”. وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما علمه التشهد قال: “ثم ليتخير بعد من المسألة ما شاء”، وفي لفظ: “ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو”. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل على شرعية الدعاء في هذه المواضع بما أحبه المسلم من الدعاء، سواء كان يتعلق بالآخرة أو يتعلق بمصالحه الدنيوية بشرط ألا يكون في دعائه إثم ولا قطيعة رحم، والأفضل أن يكثر من الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبالله التوفيق.

مواضع الدعاء في الصلاة

الموضع الأول :
في قنوت الوتر ، ودليله ما رواه أبو داود برقم (1425) عن الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ عَنْهُمَا قال : عَلَّمَنِي رَسُولُ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قنوت الْوِتْرِ : ( اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ ) ، وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود ” برقم (1281) .
الموضع الثاني :
بعد التشهد الأخير وقبل السلام ، ودليله حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم علّمهم التشهد ثم قال في آخره : ( ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ ) رواه البخاري (5876) ومسلم (402)
الموضع الثالث :
في السجود ، ودليله قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ ) رواه مسلم (482) .
مواضع ورد في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
الموضع الأول :
بين السجدتين ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ( يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي ، وَاجْبُرْنِي ، وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي ) رواه الترمذي (284) وصححه الألباني في ” صحيح الترمذي ” .
الموضع الثاني :
بعد الرفع من الركوع ، دليله حديث عَبْد اللهِ بْن أَبِي أَوْفَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : ( اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءُ السَّمَاءِ ، وَمِلْءُ الْأَرْضِ ، وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ، اللهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ ، اللهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْوَسَخِ ) رواه مسلم (رقم/476) .
الموضع الثالث :
دعاء الاستفتاح ، بعد تكبيرة الإحرام وقبل الشروع بالفاتحة .

حكم الدعاء في الصلاة بأمور الدين والدنيا

قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجوز الدعاء في السجود أثناء الصلاة، لنفسك وللمسلمين بأي دعاء فيه الخير لهم في الدنيا والآخرة.وأضاف «عويضة» خلال بث مباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها على «فيسبوك»، أنه يجوز للمصلى أن يذكر اسم الشخص الذي يدعو له أثناء الصلاة ولا حرج في ذلك شرعًا، منوهًا بأن بعض العلماء رفض الدعاء بأمور الدنيا أثناء الصلاة، ولكن الصواب أنه يجوز وجدير بالذكر أن الإمام النووي رحمه الله يقول: “مذهبنا أنه يجوز أن يدعو فيها بكل ما يجوز الدعاء به خارج الصلاة من أمور الدين والدنيا، وله [أن يقول]: اللهم ارزقني كسبًا طيبًا، وولدًا، ودارًا، وجارية حسناء يصفها،: واللهم خلص فلانًا من السجن، وأهلك فلانًا، وغير ذلك، ولا يبطل صلاته شيء من ذلك عندنا. وبه قال مالك والثوري وأبو ثور وإسحق. وقال أبو حنيفة وأحمد لا يجوز الدعاء إلا بالأدعية المأثورة الموافقة للقرآن، واحتج لهم بقوله صلى الله تعالى عليه وسلم : «إنَّ هَذِهِ الصَّلاةَ لا يَصِحُّ فيها شيء مِنْ كَلامِ النَّاسِ، إنَّما هو التَّسْبِيحُ والتَّكْبِيرُ وَقِراءَةُ القُرْآنِ» رواه مسلم.

حكم الدعاء فى الصلاة بألفاظ لم ترد فى الكتاب والسُنة؟

أجابت لجنة الفتوى بدار الإفتاء عن السؤال بقولها: “أنه لا مانع شرعًا من الذكر والدعاء فى الصلاة بألفاظ لم ترد فى الكتاب والسنَّة، ولا يعد هذا من قبيل البدعة ما دامت الألفاظ لا تخالف أصول الشرع فى شىء” وهذا ما عليه جماهير العلماء من أصحاب المذاهب المتبوعة وغيرها سلفا وخلفا من استحباب الدعاء والذكر بكل شىء يجمع القلب على الخشية ويتحقق به المناجاة، ودعاء أن ذلك من البدعة ودعاء غير صحيح، لأنَّ مفهوم البدعة يصدُق على ما عارض الكتاب والسنَّة، وليس الذكر أو الدعاء بما يجعل القلب حاضرًا معارضًا للكتاب والسنَّة فى شىء”.



601 Views