الحياة الاجتماعية فى الاسلام

كتابة لطيفة السهلي - تاريخ الكتابة: 17 سبتمبر, 2020 9:24
الحياة الاجتماعية فى الاسلام


الحياة الاجتماعية فى الاسلام وماهو مفهوم الحياة الاجتماعية الحقيقي سنتعرف عليه بالتفصيل في هذه السطور.

الحياة الاجتماعية

خلق الله تعالى الإنسان محبا للاختلاط والتآلف مع غيره من بني البشر، فلا يمكن أن يعيش الإنسان السوي وحده من دون رفقةٍ وأنيس، فالحياة الاجتماعية هي جانب من جوانِب حياة أي إنسان لا يمكن تجاهلها ولا تجاوزها، فالله تعالى عندما خلق الناس جعلهم متفاوِتين في قدِراتهم العقلية والبدنية مما يجعلهم في حاجةِ بعضهم البعض باستمرار، فالخباز يحتاج إلى الحداد، والحداد يحتاج إلى الطبيب والمهندس والمعلِم وغيرها من الأعمال. ويرتبط الإنسان بغيره من الناس بعلاقاتٍ يسودُها الحب والتعاوُن والتفاهُم سواء علاقاتٍ أسرية أو علاقاتِ عملٍ أو صداقةٍ أو أي نوعٍ من العلاقات الاجتماعية التي تفرِض على الشخص الاختلاط مع الآخرين، وتقديم الخدمات المختلفة لبعضهم البعض، ويجب على الأشخاص الاتصاف بمحاسِن الأخلاق والتعامُل بها فيما بينهم مثل الصِدق والأمانة والإخلاص وتقديم يد المساعدة والابتعاد عن الغيبة والنميمة وأذية الآخرين، فالحياة الاجتماعية السليمة يجب أن تسودها الأخلاق الفاضِلة، ومعرِفة كل شخصٍ حدوده، ومدى مساحة الحرية التي يتمتع بها، فكما هو معروف «تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين»، وهذا كله لتكون العلاقات الاجتماعية سليمة وخالية من المشاكِل.

الأسرة والمجتمع

الأسرة هي الركيزة الأساسية لتكوين أي مجتمع، فشخصية الفرد تتكون منذ الصغر، فإذا كانت البيئة التي تربى بها خالية من المشاكل، فإنها تخرج فرداً طبيعياً إجتماعياً، على عكس البيئة المفتقرة إلى الحياة الاجتماعية فغالباً ما يعانون من صعوبات في التواصل مع الآخرين، ونجدهم يميلون إلى العزلة والاكتئاب.
بالرغم من أن الحياة الاجتماعية أمراً هاماً يجب أن تقوم الأسرة بغرسه في طفلها، لكن يجب على الأسرة أن تقوم بتعليم الطفل كيف يختار المجتمع الذي يبني معه العلاقات الجيدة، حيث يجب عليه الاختلاط بالمجتمع الملتزم ذو الأخلاق الحسنة.

الحياة الاجتماعية فى الاسلام

كان العرب قبل القرآن عبارة عن قبائل متفرقة متنازعة، تسود فيهم العصبية القبلية والهمجية البدوية، فتقوم الحروب بينهم على أتفه الأسباب، تنتشر بينهم الأمية ويتفشى فيهم الجهل، وكان الرق جزءاً أساسياً في حياتهم، يسخرونهم الأغنياء لخدمتهم ويستعملونهم في تجاراتهم، ليس لهم حقوق، وليس هناك قوانين وأسس تحكم العلاقة بين الخادم والسيد، فكل سيد يعامل خادمه كيف يشاء.
وكان لديهم بعض العادات الاجتماعية السيئة مثل التقليل من شأن المرأة واحتقارها، فكانت زوجة الأب تورث مثلها مثل سائر الحيوانات والماديات، وانتشرت بينهم عادة وأد البنات وهى دفنهم أحياء، فضلاً عن التشاؤم والطيرة خاصة من الأنثى.
وانتشرت بينهم الكثير من السلوكيات الخاطئة، مثل شُرب الخمر وكانوا يحبونها حباً جماً، وكذلك الميسر فكانوا يراهنون ويقامرون، وبجانب ذلك ساد فيما بينهم التعامل بالربا.
فجاء القرآن الكريم بنهج اجتماعي أخلاقي، كان من نتائجه توحد تلك القبائل المتناثرة المتناحرة في قالب الأخوة الإسلامية، وأزال الفوارق الاجتماعية، وجعل الأفضلية للأتقى، وأكرم المرأة وأعطاها حقها أُماً وزوجة وبنتاً وأختاً، وألغى العادات والسلوكيات الجاهلية الأثمة، مثل وأد البنات والتعامل بالربا وشرب الخمر ولعب الميسر فسار المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضهم بعضاً، فتعاونوا على نصرة الدين، فسادوا العالم أكثر من ألف عام، وحضارتهم هي الحضارة الباقية الخالدة إلى يوم القيامة، في حين أن جميع الحضارات القديمة ولت واندثرت مع مرور الأيام، ولم يبقى منها إلا أطلال خاوية، وأثاراً بالية.
والأن ما هي القواعد والأسس الاجتماعية التي يرتكز عليها المنهج الإسلامي في الحياة الاجتماعية، التي ربى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عليها صحابته، فكان منهم ما كان، حتى نربى أبنائنا عليها.

العزلة وتأثيرها على الإنسان والمجتمع

الإنسان قد يميل إلى العزلة الاجتماعية لأي سبب من الأسباب، ويجب علينا معرفة أن هذه العزلة قد تكون مجرد شعور، أو قد تكون قرار عملي بالإنفصال عن المجتمع وقصر التعاملات داخله لكي تكون في أضيق الحدود.
العزلة يمكن أن تتفاقم لتؤدي إلى آثار عنيفة قد تصل لحد التهديد بالموت، لأن شعور الفرد بالوحدة يؤثر على حالة الفرد الصحية والجسمانية، وتؤثر على أجهزة الجسم المختلفة وعلى رأسها الجهاز المناعي، مما يهدد حياة الإنسان.
تزيد العزلة من فرصة الإصابة بالأمراض النفسية مثل الخرف والاكتئاب والخمول الذي قد يزيد من فرصة إصابة الشخص بالعديد من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وأمراض الشرايين والقلب.



599 Views