التلوث الضوضائي واثره على البيئة

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 23 مايو, 2022 3:15
التلوث الضوضائي واثره على البيئة


التلوث الضوضائي واثره على البيئة وكذلك حلول التلوث الضوضائي، كما سنقوم بذكر كيفيّة قياس التلوث الضوضائي، وكذلك سنتحدث عن الضوضاء وأثرها على الإنسان، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

التلوث الضوضائي واثره على البيئة

يتسبب التلوث الضوضائي بمشاكل صحية للناس وللحياة البرية والبحرية، إذ يمكن أن تتسبب الأصوات العالية في فقدان حاسة السمع والتوتر وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى التسبب بأضرار قد تصيب الحيتان والدلافين التي تعتمد على تحديد الموقع بالصدى من أجل البقاء بسبب الضجيج الصادر من السفن والأنشطة البشرية في المحيط، كما تؤثر الضوضاء على كافة أشكال الحياة في البر والبحر والجو ومن هذه الآثار التالي:
1- الطيور:
وُجِد أن عدد وتنوع مجموعات الطيور يتناقص أو يتغير عند تعرضه للضوضاء المستمرة الناتجة عن البيئات الحضرية، مثل الطُرق والمدن والمواقع الصناعية، حيث حاولت عدة طيور ضبط نداءاتها الصوتية ورفعها محاولةً التغلب على الضوضاء وبعضها قام بتعديل مواعيد غنائه لتتماشى مع الهدوء.
هروب العديد من أنواع الطيور من المناطق الصناعية وغيرها؛ مما أدى لتخريب العديد من الأنظمة البيئية حيث تقوم بعض الطيور بجمع ودفن بذور الأشجار والتي تناقصت أعدادها منذ هجرة الطيور، وحتى الطيور التي تعتمد على الصوت مثل الخفافيش تناقصت كفاءة بحثها عن الطعام وزادت عدد الساعات اللازمة للبحث لديها.
2- الحياة البرية:
التأثير على عملية التكاثر عند بعض الضفادع التي تعتمد على نداءات ضعيفة، وفي دراسة أخرى ربطت انخفاض أعداد الكلاب وانخفاض التفاعل الاجتماعي والراحة ولذلك تؤثر الضوضاء إما عند هجرة الحيوانات بسببها أو التسبب بالعديد من المشاكل الأمراض لها.
3- الحياة البحرية:
تستخدم الثدييات البحرية مثل الحيتان والدلافين الصوت للتواصل والتنقل ومراقبة المحيط، وإنشاء صورة للعالم من حولهم من خلال بث نبضات السونار النشطة، يمكنها تحديد مصادر الغذاء وتحديد الميزات في البيئة المحيطة، بالإضافة إلى بعض الأنواع التي تستطيع سماع أصوات على بعد آلاف الكيلومترات والتي يستخدمونها للمساعدة في التنقل وتوجيه هجراتهم، فيكون التلوث الصوتي مضراً بهذه الحيوانات.

حلول التلوث الضوضائي

– وضع اللوائح التي تشمل الإجراءات الوقائية والتصحيحية.
– يمكن للحكومات اتخاذ تدابير مثل حماية مناطق معينة وأجزاء من الريف والمناطق ذات الأهمية الطبيعية وحدائق المدينة وما إلى ذلك لضمان إدارة الضوضاء وتقليل التلوث الضوضائي.
– الفصل الإلزامي بين المناطق السكنية ومصادر الضوضاء مثل المطارات.
– إنشاء مناطق للمشاة حيث لا يسمح بدخول حركة المرور عدا بضائع التفريغ في أوقات معينة.
– هناك طرق أخرى لمكافحة التلوث الضوضائي وهي التحكم في مستويات الصوت في النوادي والحانات والحفلات والمراقص.
– غرامات تجاوز حدود الضوضاء.
– إزالة مكبرات الصوت العامة طريقة أخرى يمكن من خلالها مواجهة التلوث.
– مرة أخرى يمكن أن يساعد التخطيط الحضري الأفضل في إنشاء مناطق “لا ضوضاء”، حيث لا يتم التسامح مع التزمير والضوضاء الصناعية.
– يمكن أن يساعد استبدال الأسفلت التقليدي بخيارات أكثر كفاءة في تقليل ضوضاء المرور بما يصل إلى 3 ديسيبل.

كيفيّة قياس التلوث الضوضائي

الضوضاء هي عبارة عن صوت، وبالتالي تتكون الضوضاء من موجات صوتية تنتقل عبر وسط ما، ويمكن قياسها باستخدام قياس مستوى الصوت، والذي يعتمد على قياس الموجات الصوتية لتحديد مستوى شدة الصوت، أمّا عن وحدة قياس مستوى الصوت والضوضاء فهي تُقاس بالديسيبل (بالإنجليزية: decibels)، ويتراوح معدل تحمل الأذن البشرية من 0 إلى 140 ديسيبل، ومن الجدير ذكره أنّ الأصوات ذات التردد من 120 إلى 140 ديسيبل تسبب ألماً شديداً في أُذن الإنسان.

الضوضاء وأثرها على الإنسان

1- ضعف السمع:
يؤدي التلوث الضوضائي (بالإنجليزية: Noise Pollution) إلى العديد من الآثار الضارة على صحة الإنسان، وأهمها ضعف السمع، حيث يعتبر من التأثيرات الفورية والحادة للتلوث الضوضائي على مدى فترة من الزمن، فالتعرض لفترات طويلة من الضوضاء يؤدي إلى تلف طبلة الأذن الخاصة بالإنسان، ممّا يؤدي إلى حدوث ضرر قد يؤدي إلى ضعف دائم في السمع أو فقدانه.
2- الإصابة بأمراض القلب:
يؤدي التعرض لفترات طويلة من الضوضاء إلى زيادة خطر إصابة الإنسان بأمراض القلب، حيث تسبب مستويات الضوضاء المختلفة كالأصوات الناتجة من وحدات التخلص من القمامة، أو ضوضاء المرور في الشوارع، أو أي نوع ضوضاء آخر تزيد درجته عن 60 ديسيبيل إلى حدوث العديد من الأضرار في القلب والأوعية الدموية، كارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل نبضات القلب، وارتفاع الكوليسترول في الدم، وعدم انتظام ضربات القلب، بالإضافة إلى النوبات القلبية، فالأشخاص الذين يعيشون في مناطق قريبة من الضوضاء عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أكثر من غيرهم.
3- التعرض لاضطرابات النوم:
يؤدي التلوث الضوضائي إلى حدوث اضطرابات في النوم للأشخاص المعرضين له، والذي يؤدي بدوره إلى التأثير على صحتهم ومزاجهم العام، حيث يسبب التعب، وحدوث الحالة المزاجية المزعجة، وبالتالي ضعف الأداء في المهام المختلفة، وتقليل تفاعل الشخص مع محيطه، كما تؤدي إلى حدوث الصحوات أثناء الليل، والتغير في مراحل النوم، ويعتقد الكثير من الناس أن آثار التلوث الضوضائي تنخفض في الليل عنها في النهار، إلّا أن تأثيرها على القلب والأوعية الدموية، وزيادة حركة الجسم أثناء النوم يبقى موجود.
4- الأضرار النفسية:
أظهرت الأبحاث أنّ الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من المطارات والأماكن المزدحمة أكثر عرضةً للعلاج النفسي، حيث إنّ لديهم نسبة أعلى من الصداع، ويتناولون الكثير من الحبوب المنومة والمهدئات، وبالتالي يكونون أكثر عرضةً للحوادث، حيث إنّ هناك أصوات قد لا ندرك بأنّها تؤثر علينا بشكل مباشر، إلّا أنّ الأذن حساسة للغاية فهي تلتقط وتنقل الأصوات التي يتمّ ترشيحها وتفسرها بواسطة أجزاء مختلفة من الدماغ، ممّا يؤدي إلى تفاعل الجسم معها بطرق مختلفة من خلال الأعصاب، والهرمونات الصادرة من الدماغ.
كما يمكن أن يؤدي التلوث إلى زيادة الاضطرابات النفسية للأشخاص المصابين بالأمراض العقلية، كما تزيد من العصبية، والقلق، وعدم الاستقرار العاطفي، والجدال، ممّا يؤدي إلى زيادة الصراعات الاجتماعية، كما يؤدي إلى ضعف التركيز، وسوء الفهم، وانخفاض القدرة على العمل، وبالتالي تقليل ثقة الفرد بنفسه.
5- الشعور المستمر بالإجهاد:
يؤدي الضجيج المستمر إلى استجابة الجسم الحادة للإجهاد، والذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، وحدوث حالات فرط الحركة، حيث رصدت دراسة أجراها خبير النوم بجامعة هارفارد على مجموعة من المتطوعين الأصحاء، الذين قاموا بمشاهدة مقاطع صوتية مدتها 10 ثوانٍ، بأنّه قد تمّ العثور على مناطق نشطة في دماغهم أثناء نومهم تشبه تلك الموجودة عند اليقظة، وهي السبب الرئيسي للإجهاد.



239 Views