الإبداع في الكتابة

كتابة Alaa Mubarak - تاريخ الكتابة: 7 يوليو, 2019 8:59
الإبداع في الكتابة


الإبداع في الكتابة حيث ان الكتابة فن من انواع الفنون الادبية سنتعرف عليها بالتفصيل مع اهم عناصر الكتابة وكيفية اتقانها واحترافها من خلال الإبداع في الكتابة.

كتابة

الكتابة تُمثّل لُغة نصية عبر استخدام رسومات رمزية (حروف)، ويمكن بها توثيق النطق ونقل الفكَر والأحداث إلى رموز يمكن قراءتها حسب نموذج مخصص لكل لغة.وبدأ الإنسان الكتابة عن طريق الرسم ثم تطورت هذه الرموز إلى أحرف لكي تختصر وقت الكتابة.
ولقد بدأ الإنسان الكتابة مستخدما الوسائل المتاحة لديه حيث بدأ باستخدام النقش على الحجر لتدوين ما يريده ثم انتقل إلى الكتابة على أوعية أخرى كالرق والبردي والورق الذي اخترع في بداية القرن الثاني الميلادي. ثم ما لبث الإنسان الأكثر تقدما أن اخترع الآلات التي تساعده على الكتابة مثل الآلات الكاتبة والمطابع، وأخيرا أصبح الإنسان يستخدم الكتابة من خلال أجهزة متقدمة مثل الحواسيب، وأصبح يتعامل اليوم بما يسمى الكتب الإلكترونية.

الكتابة الإبداعية

الكتابة الإبداعية هي تعبير عن الرؤى الشخصية، وما تحتويه من انفعالات، وما تكتشف عنه من حساسية خاصة تجاه التجارب الإنسانية .فالكتابة الإبداعية ابتكار وليس تقليد، وتأليف لا تكرار، تختلف من شخص لآخر حسب ما يتوفر لكلٍ من مهارات خاصة، وخبرات سابقة، وقدرات لغوية، ومواهب أدبية، وهي تبدأ بالفطرة، ثم تنمو بالتدريب والإطلاع.
أنواعها
في هذا الموضوع ثلاثة أنواع من الكتابة الإبداعية؛
–  أولاً: كتابة الفقرة؛ تعريفها، شكلها وحجمها، والبناء الداخلي لها، فضلاً عن الروابط المعنوية واللفظية
في الفقرة والشروط الواجب توافرها في الفقرة الجيدة.
–  ثانيا: كتابة الخاطرة؛ تعريف الخاطرة، وخصائصها الفنية، ونذكر نموذجين للخاطرة.
–  ثالثاً: كتابة المقالة؛ تعريفها على خطوات كتابة المقالة، وشروطها. وهناك نموذج
لمقالة تحدثت عن كيفية قياس الوقت على مر الزمن.

فن الكتابة وسرّ الإبداع

المبدع هو من يخلق ما لا مثيل له من فن أو فكر أو عمل، فيأتي خلقه متقناً ومتميّزاً عن كلّ ما سواه. ولا بدّ للمبدع أن يسكب كلّ حبّه في إبداعه، لا بل يضع فيه من ذاته ويطبع بصماته عليه.
ومن الإبداعات الّتي جمّل بها الإنسان هذا العالم، فنّ الكتابة. فالكتابة، وهي صياغة الكلمة، لا تصبح إبداعاً إلّا إذا انطبعت بروح الكاتب، فتلمس قلب القارئ وتنير عقله. وتمسي القطعة الأدبيّة هي المبدع لأنّها تعبّر عن أفكاره وهواجسه ومشاعره وأحلامه. كما تصبح هويّته الأساسيّة تعرّف عنه وتعكس صورته.
والكاتب ليس مؤلّفاً وحسب وإنّما هو كذلك المصغي للوحي، يستنير بنور الكلمة ليجسّدها على الورق. وإن لم يفعل صار أشبه بخائن لها. وعندما يجسّد هذه الكلمة لا بدّ أن تمتلك شيئاً من خصوصيّته وإلّا بدت للقارئ جافة وباهتة.
وأقول وحياً، لأنّ الوحي فقط متى تجسّد كلمات أدخل إلى روحنا لذّة العودة إليه لقراءته مرّات ومرّات وفي كلّ مرّة نشعر أنّنا نقرأه للمرّة الأولى. وهنا الفرق بين كاتب وآخر، قد نقرأ كتاباً أو مقالاً ونشعر أنّه مجرّد معلومات منثورة بشكل منمّق أم سرد نثري أبرع كاتبه في حياكة الأسلوب ونكتفي بذلك. وقد نقرأ آخر فيبدو لنا أنّنا دخلنا عالماً جديداً مع الكاتب وغصنا في تأمّلاته وكأنّنا جالسون معه ويتوجّه إلينا بشكل شخصيّ.
والقطعة الأدبيّة لا تلمس القارئ إلّا إذا تفجّرت من ألم الكاتب، فالكلمات الّتي تلمس القلوب هي كلمات تنبع من آلام عميقة. ولن تتحوّل إبداعاً إلّا إذا لامسها الألم الرّاقي وصقلها لتصبح تحفة ثمينة في متحف الحياة.
الكلمة سرّ الكاتب وقد يبقى معناها الأصليّ في قلبه بعد أن اختمرت في عقله، يغوص فيها القارئ ليتأمّل ذاته من خلالها ويكتشف عوالم أخرى أبعد بكثير من التفصيل السّطحيّ للحياة اليوميّة. كما يكتشف عمق فكر الكاتب لأنّ روحه الحاضرة في النّص تحاكيه بشفافيّة وصدق، فكم من كتّاب غيّروا العالم بسلاح الكلمة، وكم منهم حوّلوا مسار التّاريخ لأنّهم ناضلوا بالكلمة.

مفهوم آخر الكتابة

تعد الكتابة شكلاً من أشكال التواصل البشري التي تحمل مجموعة من العلامات المرئية والتي تشكل لغة معينة حسب الاتفاق والعرف، وبالتالي هي في حقيقتها تمثل اللغة في مستوياتها المتعددة بما في ذلك الجمل والكلمات المختلفة بالإضافة للمقاطع الصوتية، كما تشكل تمثيلاً مباشراً للفكر حيث أن لها مجموعة من الوظائف ذات القيمة الاجتماعية، كما يمكن تعريف الكتابة بنظام يتكون من الرموز المرسومة والتي يمكن استخدامها للتعبير عن المعنى ونقله.
الكتابة واللغة
تختلف الكتابة عن اللغة، حيث أن اللغة تعبر عن نظام معقد في الدماغ يسمح بإنتاج وتفسير الألفاظ، أما الكتابة فهي طريقة تنطوي على جعل الكلام ظاهراً، ورغم ذلك فإن التمييز بينهما ليس واضحاً بالشكل المفروض حصوله بسبب الثقافة السائدة في المجتمعات، لذا على القراء التأكد باستمرار من عدم الخلط بين اللغة والكتابة.
وظائف الكتابة
يوجد الكثير من الوظائف للكتابة مثل توظيفها لإخبار القصص والمساهمة في الانتشار الواسع للأخبار المختلفة في المجتمع، كما أن اعتماد أنظمة الكتابة المختلفة يساعد على الحفاظ على اللغة والعلومات عبر الوقت وعبر البلدان، مع ضرورة الانتباه باستخدام هذه الأنظمة بشكل مميز ومحدد لمجتمع ما لأنها عادة ما تتأثر بطبيعة النظام في مجتمع معين بالإضافة للممارسات الثقافية فيه، كما يمكن استخدام الكتابة من أجل بناء وحفظ سجلات المصالح السياسية والدينية والعلمية والحسابات والتجارية، بالإضافة لإمكانية استخدامها لأغراض شخصية بحتة مثل تسجيل الملاحظات أو البيانات الشخصية واليوميات والرسائل، بالإضافة لاستخدامها في تقديم النصائح بشكل ارشادي للآخرين.
معايير الكتابة الناجحة
يتطلّب كتابة المقال اتّباع بعض المعايير التي ترتقي بالمحتوى والأسلوب الثّقافيّ. وهذه المعايير تساعدُ الكاتبَ على أن يعرفَ الأمور الرئيسيّة التي عليه اتّباعها ليكتب مقالاً ناجحاً، وهي:
اختيار الموضوع
من أهم الأمور عند الكتابة إختيار الموضوع الرئيسيّ، فهو الفكرة المحوريّة التي تبنى عليه كلّ الفقرات، وبه يجذب القارئ للإطلاع على الموضوع. فعند اختيار الموضوع يجب أن يكون موضوعاً يهمّ المجتمع، وأن يكوّن الكاتب صورةً واضحة عن الموضوعات المعلومات التي يريد عرضها وتحليلها.
الوحدة والتماسك
على الكاتب أن يحسن اختيار الفقرات، وأن يهتم بوحدتها وانسجامها معاً. وأن تكون جميع الفقرات مرتبطة بالفكرة الرئيسيّة للموضوع. كما يجب أن يعتمد الكاتب على مبدأ التتابع الموضوعيّ حتى يستوعب العقل المعلومات بطريقةٍ أفضل.
اختيار الألفاظ
إنّ الاختيار الصحيح للألفاظ والجمل في الكتابة أمرٌ محوريّ، لأنّ اختيار الألفاظ التي تخدم الموضوع، تجعله أكثر دقّةً وملائمةً للفكرة الرئيسيّة. كما أنّ التنوع في الجمل يبقي القارئ منسجماً ولا يشعره بالملل.
الأسلوب الأدبيّ
يجذب القارئ الأسلوب الأدبيّ المتقن، فتكون صياغة الجمل جميلة، والألفاظ والعبارات متناغمةً معاً لتعطي إيقاعاً لفظيّا جميلاً للنص. كما يستحسنُ أن يكونَ الجوّ العام للنّص حيويّاً، ويحملُ نوعاً من الحماس والرّصانة.

تعتبير الكتابة
تعتبر الكتابة لغةً موضوعيّة، وهي غير عاطفيّة ولا شخصيّة. فالكتابة إذا لم تكن تعبيراً، فهي تسوقُ معلوماتٍ وجمل خبريّة، خالية من الآراءِ والأحكام الشخصيّة.
الدّقة
يجب أن تكون الكتابة دقيقةً وصحيحة، فالكتابة تعرض نظريات وحقائق ومواقف واقتباساتٍ، على الكاتبِ أن يعرضها بشكلٍ صادقٍ وكامل.
التوثيق
يلجأ الكاتب إلى الاستعانة بمختلف المصادر من كتبٍ، ومجلّاتٍ، وصحفٍ، ومواقع إلكترونيّة، وبحوث جامعيّة وغيرها. فالمصادر تثري الموضوع، وتظهر ما يملك الكاتب من اطّلاعٍ على الفكرة المطروحة. كما أنّ الموضوع الذي يكون موثّقاً بالمراجع والمصادر يكونُ أكثر ثقةً لدى القُرّاء. والتوثيق أحد المعايير المهمّة التي يجب أن تتوافرَ ويرفقها الكاتب لما يكتب. كما تمتلك المكتبة العربيّة الكثير من المراجع الثريّة التي تحتاجُ أن تُستغلّ لأغراض الكتابة المختلفة.
أهميّة التوثيق
يعطي التوثيق للقارئ ثقةً بمعلومات الكاتب التي يوردها في موضوعه، كما تساعد الباحثين الآخرين المهتمين بنفس الموضوع على إيجاد مصادر لبحوثهم. وتوضح المصادر المختلفة التي تهتم وتنشر في ذلك الموضوع، فيصبح الوصول إلى مصادر للمعلوماتِ أسهل. ولأنّ الكتب والمقالاتِ وغيرها من المصادر، تأخذ من صاحبها جهدأ ووقتاً، فمن واجب الكاتب المستفيدِ أن يحفظ حقوق المؤلفين بذكرهم وتوثيق أعمالهم.
قواعد التوثيق
يتبع التوثيقَ مجموعة من القواعد، حتّى يكونَ أكثرَ وضوحاً، ومنها:
– تُدرج المراجع لوحدها في صفحةٍ جديدة.
– تُفصل المراجع العربيّة عن الأجنبيّة.
– الآيات القرآنية والأحاديث النبويّة لا تدرج مع المراجع، بل تذكر فقط في النّص.
– يجب أن يحتوي المرجع على جميع المعلومات الأساسيّة وهي: اسم الكاتب، والكتاب، ومصدر النشر، وتاريخ النّشر، ورقم الصّفحات.
طرق التوثيق
هناك أكثر من طريقةٍ لتوثيق المراجع المستخدمة في الكتابة، نذكر منها:
– طريقة هارفرد: وهي طريقة جمعية علم النّفس الأمريكيّة، فتعتمد على كتابة اسم المؤلف أو المؤلفين، متبوعاً بسنة النّشر، ثمّ اسم البحث أو المقالة أو الكتاب، ثمّ اسم دار النشّر، أو المجلة، أو الجريدة، أو الموقع الناشر، وأخيراً رقم الصّفحات التي أُخذت منها المعلومات.
– طريقة المجلات الطبيّة والحيويّة: باختلاف بسيط بينها وبين طريقة هارفرد، يكتب في البداية اسم المؤلّف أو المؤلّفين، ثمّ عنوان المصدر، ثمّ اسم المجلّة، أو الجريدة، أو دار النّشر، أو موقع النّشر إذا كان إلكترونيّا، منتهياً بالسّنة ورقم الصفحات

نصائح وحِيل للمبتدئين :

– قم ببعض التمرينات القصيرة لتقوّي عضلاتك الكتابية:  يكتشف العديد من الكتّاب المبدعين الجدد أن غسل الأواني أو التعشيب في الحديقة يبدو فجأةً أمرًا جذابًا، مقارنةً بالجهد الذي يبذلونه للجلوس ووضع الكلمات في الصفحة. أجبِر نفسك على التغلب على هذه الشكوك المبكرة، وستصبح أسهل حقًا. حاول أن تجعل عادة الكتابة اليومية تتخلل روتينك، حتى وإن كان ذلك لمدة عشر دقائق.
– إذا علقت بمأزق الأفكار، احمل دفتر ملاحظاتٍ في كل مكان تذهب إليه وسجل ملاحظاتك: ستحصل على بعض خطوط الحوار الرائعة عندما تُبقي آذانك مفتوحةً في الحافلة أو في المقاهي، وقد تتعرف إلى عبارةٍ استثنائية عندما ترى أو تشم شيئًا.
– اعمل في الوقت الذي يكون فيه إبداعك بأقصى حدوده : بالنسبة للعديد من الكتّاب، فهذا هو أول أمر يفعلونه في الصباح، قبل كل طلبات اليوم المشتتة للانتباه. يكتب آخرون بشكلٍ جيد في وقتٍ متأخر من الليل، بعد خلود بقية أفراد الأسرة لفراشهم. لا تخف من التجربة!
– لا تُرهق نفسك في إنجاز العمل بالشكل المناسب: على كل الكتّاب مراجعة وتحرير عملهم، فمن النادر أن تخرج قصة أو مشهد أو حتى جملة بصورةٍ مثالية من المرة الأولى. بمجرد الانتهاء من المسودّة الأولية، اترك القطعة لبضعة أيام، ثم عُد إليها طازجةً، مع قلمٍ أحمر في يدك. إذا كنت تعرف أن هنالك مشاكل في قصتك لكنك لا تستطيع تحديدها بدقةٍ عالية، فاطلب من كاتبٍ زميل أن يقرأها ويرسل لك ملاحظاته.
– استمتع!  أحيانًا، يمكننا – نحن الكتّاب – أن نُنهي تلك المشاعر التي تراودنا بشأن كون كتابتنا عملاً روتينيًا، أو أن هناك أمرًا ما “يجب” إنجازه، أو شيئًا يجب المماطلة فيه لأطول فترة ممكنة. إذا بدا الخط الزمني لقصتك متكلفًا بوحشيّة، أو شخصياتك تدفعك للبكاء واقتنعتَ أنّ بإمكان طفلٍ بعمر خمس سنوات مع قلم تلوين كتابة نثرٍ أفضل.. فخذ استراحةً إذن. ابدأ مشروعًا جديدًا تمامًا، شيئًا مخصصًا للاستمتاع فقط. اكتب قصيدةً أو قصة قصيرة من ٦٠ كلمة. مجرد إكمال قطعةٍ صغيرةٍ منتهية يمكنه أن يساعدك إذا كنت قد انغمست في قصةٍ أطول.



723 Views