الأمثال في العصر الجاهلي

كتابة هديل العتيبي - تاريخ الكتابة: 7 مايو, 2020 12:02
الأمثال في العصر الجاهلي


الأمثال في العصر الجاهلي كانت تُقال على أبسط المواقف، ولمن لا يعرفها نعرض عبر هذا المقال نبذة عنها.

معنى الأمثال

الأمثال جمع مثل و هو مأخذ من قولنا هذا مثل الشيء ومِثله، كما تقول شَبهه، وشِبهه، لأن
الأصل فيه التشبيه. وللعرب أمثال جيدة خلفوها لنا تدل على عقليتهم أكثر مما يدل عليها الشعر والقصص، ولعل سبب ذلك يعود إلى أن المثل يوافق مزاجهم العقلي و هو النظر الجزئي الموضعي لا الكلي الشامل. والمثل لا يستدعي إحاطة بالعلم أو شؤون الحياة

اصطلاحا :

الأمثال هي العبارة الفنية السائرة الموجزة التي تضاع لتصوير موقفا أو حادثة و لتستخلص خبرة إنسانية يمكن استعادتها في حلة أخرى مشابهة لها مثل:”رب ساع لقاعد”و”إن البغاث بأرضنا يستنسر”و”رجع بخي حنين”و”إياك واسمعي يا جارة”و”رب قول أشد من صول” .
وتعريف آخر للأمثال و هي جملة قيلت في مناسبة خاصة ، ثم صارت- لما فيها من حكمة- تذكر في كل مناسبة مشابهة . ولكي تصير الجملة مثلاً فلابد من اشتمالها علي الإيجازب وحسن التشبيه و إصابة المعني و حسن الكناية .

بعض الأمثال في العصر الجاهلي

  • آفة العقل الهوى
  • الهوى شريك العمى
  • العتاب قبل العقاب
  • رب نعل شر من الحفاء
  • كفى بالشك جهلًا
  • كفى بالموت واعظًا
  • كثرة العتاب تورث البغضاء
  • من أكثر من شيء عرف به
  • ليس الخبر كالمعاينة
  • اجعل سرك في واحد ومشوارك في ألف
  • نومة عبود
  • دونه خرط القتاد
  • مسمار جحا
  • عذر أقبح من ذنب
  • العرق دساس
  • دخول الحمام ليس مثل الخروج منه
  • أعط الخبز لخبازه ولو أكل نصفه
  • خبئ قرشك الأبيض ليومك الأسود
  • إن كنت ريحًا فقد لاقيت إعصارًا
  • الجار قبل الدار
  • الحديث ذو شجون
  • كالباحث عن حتفه بظلفه
  • عند جهينة الخبر اليقين
  • تسمع بالمعيديّ خير من أن تراه
  • الصيف ضيعت اللبن
  • شنشنة أعرفها من أخزم
  • لا عطر بعد عروس
  • حال الجريض دون القريض
  • كمجير أم عامر
  • اتبع الفرس لجامها
  • في كل واد بنو سعد
  • حسبك من شر سماعه
  • إن من البيان لسحرًا
  • إن بالأثلاث لحم لا يظلل
  • البس لكل حال لبوسها فإما نعيمها وإما بؤسها
  • لو نكلت عن الأولى لما عدت إلى الثانية
  • يا حبذا التراث لولا الذلة
  • لو خٌيرت لاخترت
  • مكره أخاك لا بطل
  • خير الكلام ما قل ودل
  • هذا الشبل من ذاك الأسد
  • أجرأ من الليث
  • إنما يجزى الفتى ليس الجمل
  • سرق الجمل بما حمل

الأمثال في العصر الجاهلي

هذا لا يخفى على كل من له أدنى إلمام بالأدب العربي في العصر الجاهلي أن الأمثال العربية لها أهمية كبرى ومكانة مرموقة في العرب وهي خلاصة وثمرات الناس وتجاربهم، بها تنطق ألسنتهم و تصف أحوالهم الفكرية والاجتماعية والأدبية والثقافية والتاريخية والوطنية والأخلاقية ،وتترجم واقعهم وآمالهم وآلامهم ،في عبارات بليغة موجزة وتعبر في أبلغ بيان عن واقعهعم وحياتهم ، ويمكن القول أن الأمثال لأي أمة من الأمم هي صوتها القوي وقلبها النابض وضميرها الحي وعقلها الواعي.وقال ابن الجوزية:ففي الأمثال من تأنس النفس وسرعة قبولها وانقيادها لما ضرب لها مثله من الحق لا يجحده أحد ولا ينكره وكلما ظهرت الأمثال ازداد المعنى ظهورا ووضوحا، فالأمثال شواهد المعنى المراد،وهى خاصية العقل ولبه و ثمرته.وقال الإمام السيوطي :المثل ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه،حتى ابتذلوا فيما بينهم ،وفاهوا به في السراء والضراء واستدروا به الممتنع من الدر ووصلوا به المطالب القصية،وتفرجوا به عن الكرب والكربة وهو من أبلغ الحكمة لأن الناس لا يجتمعون على ناقص أو مقصر في الجودة أو غير مبالغ في بلوغ المدى في النفاسة.
وأن العرب كانوا ذا نفوس حساسة و أولو غيرة و أصحاب ارتجال و بديه،فدفعهم كل ذلك إلى مساهمة كبيرة في الأمثال ،واستخدموها في كل مجال من المجالات المختلفة، فلا يخلو موقف من حياتنا العامة إلا ونجد مثلا ضرب عليه، ولا تخلو خطبة مشهورة ولا قصيدة سائرة من مثل رائع مؤثر في حياتنا.

سبب إنتشار الامثال في الجاهلية

يعود الى اهميتها بسبب انها ترتبط بالبلاغة والفصاحة ، وهي التي يتداولونها بينهم . وكانت صفة بارزة عندهم .وكانت هذه الامثال ترتبط بحدث معين او من خلال قصة تؤخذ العبرة منها .
اي هي علامة تدل على شي الذي وقع .
اي المثل ممكن ان يكون أخذ العبرة والحيطة والإستفادة منه .

تميّز البشر وبالتحديد العرب في العصور القديمة بالكثير من المواصفات والخِصال كالكرم والوجود وأيضاً على الصعيد التعليمي اشتهروا بالفصاحة والاتقان اللغوي، لدرجة أن جُعل القرآن أحد المعجزات التي تحدّت هذه القدرة العالية من البلاغة والاتقان في التحدّث، وأيضاً من ضمن ما تميّز به العرب هي اطلاق الأمثال الشعبية التي انتشرت آنذاك، ويرجع السبب في ذلك كما قلنا هو الاتقان الكبير في اللغة والفصاحة وأيضاً بالإضافة إلى سعيهم الدائم والحثيث في مدح المحبوب وانتشار الحكايات وكثرة الروايات، حبّهم لآدابهم ومعلّقاتهم واستقبال الضيوف الأمر الذي مهّد الطريق في توظيف الكثير من المواقف إلى حِكم وأمثال شعبية، وأيضاً إضافة إلى بروز بعض المواهب والحكماء.
ولعله من ابرز الامثال الشعبية العربية القديمة والتي كانت ولا زالت متدوالة:
من طلع من داره، إتقل مقداره.
لو فيه خير كان ما رماه الطير.
نوم الظالمين عبادة.
وهذه الأمثال وغيرها مشهورة جدا ولا زالت الى اليوم يتم تناولها وتداولها.



661 Views