اعراض المرارة الملتهبة

كتابة إسلام منير - تاريخ الكتابة: 26 يوليو, 2018 12:42
اعراض المرارة الملتهبة


اعراض المرارة الملتهبة وكيفية التغلب عليها وكيفية الوقاية من هذا المرض من خلال هذا المقال.

المرارة

هي عبارة عن عضوٍ صغيرٍ مجوَّف موجودٍ أسفل الكبد، وظيفتها تخزين العصارة الصفراوية قبل أن يتم إفرازها في الأمعاء الدقيقة عبر القنوات الصفراوية، حيث تصنَّع العصارة الصفراوية من قبل الكبد وتعمل على هضم الدهون في الأمعاء بمساعدة إنزيمات البنكرياس، وتكون المرارة معرَّضة لتكون الحصى التي قد تتسبب بانسدادها، مما يؤدي إلى آلام في الجانب الأيمن العلويّ من البطن، وقد تصاب المرارة بالتهاب لأسباب مختلفة، ويناقش هذا المقال أسباب وأعراض المرارة الملتهبة ومضاعفاتها.

أسباب المرارة الملتهبة

كما ذُكر آنفًا فإن المرارة معرضة للانسداد بسبب الحصى، ويؤدي هذا الانسداد إلى تراكم العصارة الصفراء في المرارة إلى ما يفوق قدرة تخزينها، وعادةً ما يتبع هذا الانسداد التهاب في المرارة، وقد يحدث الالتهاب بثلاث آليات مختلفة، سيتم بيانها في ما يأتي:
الالتهاب الميكانيكي: وينجم الالتهاب الميكانيكي عن توسع المرارة وزيادة الضغط داخلها، مما يتسبب بانقطاع التروية الدموية عن بطانة المرارة الملتهبة وجدارها، الأمر الذي يُفضي إلى التهابها.
الالتهاب الكيميائي: ويحدث نتيجةً لإطلاق مركب لايزوليثيسين بسبب نشاط إنزيم فوسفوليباز على العصارة الصفراوية، ويعمل اللايزوليثيسين على تنشيط الخلايا البطانية لإفراز عوامل الالتهاب، كما يعمل على تحفيز الخلايا البلعمية وزيادة نشاطها الخلوي.
الالتهاب البكتيري: تتسبب البكتيريا بما نسبته من 50% إلى 75% من حالات المرارة الملتهبة، وأكثر أنواع البكتيريا تسببًا بالالتهاب هي: الإشريكية القولونية والعقدية المكورة وبكتيريا كليبسيلا وبكتيريا كلوستريديوم.

أعراض المرارة الملتهبة

تزيد فرصة الإصابة بالتهاب المرارة بعد سن الأربعين، وتشير الإحصائيات إلى أنّ الإناث أعلى نسبةً في الإصابة من الذكور، كما تُعد السمنة عامل مهم من عوامل الإصابة بهذا المرض لما تسببه من ارتفاع الكوليسترول وزيادة ترسبه، وفيما يأتي بيان لأعراض المرارة الملتهبة:
أعراض عامة: وأهم هذه الأعراض هي الحمى حيث يتسبب الإلتهاب الحاد بارتفاع درجة حرارة الجسم، وقد يرافق الحمى صداع خفيف وإرهاق عام.
ألم حاد: ويبدأ الألم على شكل مغص متقطع في النصف العلوي من البطن، ثم تتغير طبيعة الألم ليصبح ألم حاد في الجانب العلوي الأيمن من البطن، وقد ينتشر الألم إلى المنطقة ما بين الكتفين أو الكتف الأيمن.
فقدان الشهية والاستفراغ: يشعر المريض بفقدان الشهية والغثيان، كما أنه من الممكن أن يتعرّض لنوبات من الاستفراغ ما يستدعي الاهتمام لإمكانية حصول الجفاف في حالة الاستفراغ الحاد وفقد السوائل المفرط.

تشخيص المرارة الملتهبة

عادةً ما يتم تشخيص المرارة الملتهبة السريريّة اعتمادًا على شكوى المريض والفحص السريريّ، حيث يعتبر الثالوث المكوَّن من: الحمّى والألم في الجانب العلوي الأيمن من البطن وارتفاع كريات الدم البيضاء مؤشّرًا قويًّا لوجود الالتهاب، وفي ما يأتي بيان لمعايير ووسائل تشخيص المرارة الملتهبة:

-الفحص السريري: يعتبر الفحص السريري جزءًا مهمًّا من عملية تشخيص المرارة الملتهبة، ويبيّن الفحصُ السريريُّ ازديادَ الألم في المنطقة العلوية اليمنى من البطن عند اللمس، كما قد تظهر علامة مورفي؛ وهي عبارة عن زيادة في الألم وانقطاع النفس عند ضغط الفاحص بيده على الجزء العلوي من البطن تحت الفقرات أثناء أخذ المريض لنفسٍ عميقٍ.
-فحص الدم: يبين فحص الدم عند مرضى المرارة الملتهبة ارتفاع كريات الدم البيضاء، مع هيمنة واضحة للخلايا الحبيبية المتعادلة متعددة النوى.
التصوير التلفزيوني بالموجات فوق الصوتية: وهو الفحص الأكثر إجراءً لتأكيد التشخيص، ويبين انسداد المرارة بالحصو كما يبين تضخّم جدار المرارة وبطانتها.
-التصوير الكبدي الصفراوي: وهو الفحص الأكثر دقة لتشخيص المرارة الملتهبة ولكن قلّما يتم استعماله لتكلفته المادية العالية وإمكانيّة الاكتفاء بالوسائل التشخيصية السابق ذكرها.

مضاعفات المرارة الملتهبة

كما هو الحال في أغلب الالتهابات التي تصيب الأعضاء الداخليَّة فإن مجموعةً من المضاعفات الضارّة قد تظهر نتيجةً للمرض، لذلك يلزم تشخيص المرض بأقصى سرعة ممكنة للعلاج المبكر تجنّبًا لوقوع المضاعفات، وفيما يأتي ذكر لأهم هذه المضاعفات ونبذة عنها:
-تقيّح المرارة: والذي يحدث في المراحل المتقدمة من الالتهاب، إذ تجد البكتيريا القيحيَّة فرصة مناسبة للنمو وتكوين القيح داخل المرارة، ويؤدي ذلك إلى زيادة فرصة الإصابة بتسمم الدم البكتيري.
-الغرغرينا وانفجار المرارة: تحدث الغرغرينا بسبب الانقطاع التام للتروية الدموية عن نسيج المرارة، ويؤدي ذلك إلى تلف جدار المرارة وبالتالي سهولة انفجارها بسبب الضغط، مما يؤدي إلى التهاب حاد في التجويف البطني تصل نسب الوفاة فيه إلى 30%.
النواسير: وهي عبارة عن قنوات غير طبيعية تصل بين المرارة وعضو مجاور غالبًا ما يكون الاثني عشر، ويحدث الناسور بسبب الالتصاقات التي تتكون بين جدار المرارة الخارجيّ وجدار الاثني عشر الخارجيّ.
-العلوص المراري: وهو انسداد ميكانيكيّ للأمعاء تتسبب به حصوة تدخل إلى الاثني عشر عبر ناسور مع المرارة، وعادةً ما يكون الانسداد في الصمام اللفائفي.

علاج المرارة الملتهبة

يعتمد علاج المرارة الملتهبة على الحالة المرضية ومرحلة الالتهاب عند التشخيص، ولكن تعتبر عملية استئصال المرارة هي العلاج القطعيّ والنهائيّ، وفيما يأتي توضيح لخيارات العلاج للحالات المختلفة من المرض:
آلية العلاج إذا كان عمر الالتهاب أقل من ثلاثة أيام: تعتبر عملية استئصال المرارة هي الوسيلة الأفضل للعلاج في هذه الحالة، وذلك لأن العلاج المبكر يحول دون تضاعف المرض ويسرّع من عملية الشفاء التام التي لا تستغرق سوى أيام معدودة بعد العملية، وتتطلب هذه العملية تشخيص دقيق وأن تكون الحالة العامَّة للمريض تسمح بإجراء عملية كبرى.
آلية العلاج إذا كان عمر الالتهاب أكثر من ثلاثة أيام: في حال مرور أكثر من 72 ساعة على بدء الالتهاب عند التشخيص، يبدأ العلاج بالمضادات الحيوية واسعة الطيف، كما يتم منع المريض من تناول الطعام عن طريق الفم، وإعطاؤه المحاليل الوريدية عوضًا عن ذلك، ويمكن استعمال المسكنات مثل البيثيدين للتخفيف من الألم، ويستمر العلاج الدوائيّ إلى نحو ستة أسابيع ثم يخضع المريض لعملية استئصال المرارة.



543 Views