اضرار العادات والتقاليد

كتابة جواهر الخالدي - تاريخ الكتابة: 22 سبتمبر, 2020 10:47
اضرار العادات والتقاليد


اضرار العادات والتقاليد ماهي بالتفصيل وماهو تأثير العادات والتقاليد على الفرد والمجتمع كل ذلك سنتعرف عليه في هذا المقال.

اضرار العادات والتقاليد

للعادات والتقاليد أيضًا جوانب سلبية لا يمكن أن نغفل عنها، ومن أهم هذه الجوانب السلبية نذكر ما يلي:
إعاقة التقدم المجتمعي: ففي كثير من الأحيان يمتنع أفراد المجتمع عن فعل أمر ما لأنّه في نظرهم يعارض العادات والتقاليد، مثل بعض المجتمعات التي تمنع عمل المرأة أو مشاركتها في الأعمال التطوعية وغيرها من الأمور.
التعارض مع الدين: ففي بعض الأحيان تكون العادات والتقاليد منافيةً لكثير من الأمور والأصول التي نص عليها الدين، مثل عادة إقامة بيوت العزاء والصرف المبالغ فيه في الأفراح والثأر وإطلاق العيارات النارية وغيرها من الأمور.
الفجوة بين المجتمع وما وصلت إليه الحضارة العالمية: فالإنسان في حال تمسك بعادات بالية بلا مبرر أو سبب منطقي لهذا، فإن هذا التمسك اللاعقلاني سيكون سببًا لرفضه كل التحديثات التي يجريها العلم أو التي تطرأ على الساحات الدينية والعلمية والنفسية والاجتماعية وغيرها؛ فيبقى دائمًا في آخر الركب حبيس الأفكار القديمة التي ورثها عن أجداده.

أهمية العادات والتقاليد

-تساهم العادات والتقاليد بشكلٍ عام برسم شخصيات البشر، وتكوين المعتقدات المهمة، وتبيّن لهم أهمية الإنتماء لمجتمعاتهم.
-تساعد العادات والتقاليد على زيادة الترابط بين أفراد المجتمع الواحد، وأنّ هناك أمورًا وقواعد أساسيّة يجب الالتزام بها وعدم الإستهانة.
-خلق الذكريات الجميلة التي تدوم طوال العمر، بين أفراد العائلة، والجيران، والأصدقاء.
-تعزيز الروابط بين أفراد العائلة الذين يجتمعون في المناسبات والإجازات لإحياء العادات والتقاليد الممتعة.
-سد الفجوة بين الأجيال، وذلك من خلال توارث العديد من العادات والتقاليد التي تنتقل من جيل إلى آخر، وترك روابط مشتركة فيما بينهم، من خلال الحديث عن الذكريات والقصص، والأحداث الجميلة.
-إحساس الإنسان بهويتهِ وحمايتهِ من الوقوع في مكشلة الضياع والشتات النفسي، أو وقوعهِ بمشكلة عدم الإنتماء.

تعقيد العادات والتقاليد

-العادات والتقاليد، عادة لا تولد من فراع أو من لا شيء، ولكنها صور شفافة وأصداء حقيقية لواقع المجتمعات وممارسات الشعوب، وقد أصبحت جزءاً مهماً في صياغة وتشكيل البنية الفكرية والحالة المزاجية لكل تلك المجتمعات والشعوب.
-والعادات والتقاليد الآن -بل ومنذ قرون- تجاوزت الكثير من حدودها وأدوارها، وتماهت وامتزجت بالكثير من الطقوس والمبتنيات الثقافية والفكرية والعقدية والقبلية والطبقية والعرقية، وأصبحت تقود شبكات ضخمة ومتداخلة من الأفكار والرؤى والقناعات.
-وتكمن إشكالية وتعقيد العادات والتقاليد في صورتها الأخطر حينما تُصبح بمثابة قانون ينظم علاقات وروابط وصلات الأفراد مع بعضهم أو من خلال ثقافات وقيم وسلوكيات تحكم وتضبط حقوق وواجبات الجماعات والفئات التي تُكوّن المجتمع، ما يجعلها هي من تصنع صورة نمطية لشكل وواقع المجتمع!.
-والعادات والتقاليد السيئة في عالمنا العربي كثيرة وكبيرة جداً، وفي المقال القادم سألتقط سبعاً منها أجدها الأكثر استخداماً وتأثيراً وخطورة.

عادات وتقاليد الوطن العربي

-القهوة العربية: فأكثر ما يُميّز بعض البلدان العربية هو شرب القهوة العربية بكثرة، وإعدادها بمذاق طيب كأول عناصر الضيافة العربية، وهي مشهورة في دول الخليج العربي وفي البادية العربية تحديدًا.
-الطعام الرسمي: فرغم تنوّع أصناف الطعام في الوطن العربي؛ إلّا أنّ لكل بلد طبقًا شعبيًا يُقدم في المناسبات والأعياد، فالأردن مثلًا تشتهر بالمنسف، وفلسطين بالمسخن، وهكذا.
-الأعراس: ربما كانت فكرة العادات والتقاليد مسلطةً كثيرًا على الأعراس وحفلات الزفاف؛ فتشتهر كل بلد بطقوس معينة وعادات تقوم بها أثناء حفلات الزفاف تخص العريس أو العروس وزيهم، وتشتهر منطقة بلاد الشام مثلًا بما يعرف “بموكب العروس” الذي يتضمن قدوم أهل العريس مع عدد من الأقارب والمدعوين لأخذ العروس من بيت أهلها، كما أن بعض المناطق تخصص زيًا خاصًا للعروس نابعًا من تقاليدهم؛ إلا أن هذه العادة لم تعد منتشرةً كثيرًا.
-الاحتفالات المختلفة: هي الخاصة بالطهور أو الحناء، أو بمرور أسبوع على ولادة الطفل، وهذه الاحتفالات قد تتواجد بكثرة في مناطق ما في حين تكون قد تلاشت في أخرى.

تأثير العادات والتقاليد على أفراد المجتمعات العربية

لا شك أن العادات والتقاليد بمجملها تسهم في تشكيل الوعي لأفراد المجتمعات، وتعبر المكون الرئيسي لهويتهم الثقافية، وفي بعض المجتمعات حلت العادات والتقاليد مكان القانون، فقد نظمت المجتمع وحقنت الدماء بين أبنائه، لا سيما في المجتمعات العربية التي تعرضت للاحتلال عشرات السنوات، فالذي كان يحكمها هو المتوارث عبر الأجيال من قيم وأخلاق وأعراف من شأنها تنظيم العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد، فالمواقف تجاه هذه العادات ما بين مؤكد على الاستمرار في التعامل مع الايجابي منها من باب المحافظة عليها واحترامها، ومن يريد تغيير أو إنهاء السلبي منها كنتيجة طبيعية مواكبة للعصر ومراعية للتغيرات الحاصلة في العالم، ومن العادات والتقاليد التي تعزز التضامن والتماسك الأسري والمجتمعي هو ما يُسمى في الكثير من الدول العربية “السلم الأهلي”، وما قام وما سيقوم به من دور كبير في هذا المجال، وما تقوم به العادات والتقاليد من صياغة للعلاقات الشخصية بين أفراد المجتمع، كالزواج والطلاق والحياة الجنسية وغيرها، وما تقوم به هذه العادات من دور في حل الكثير من النزاعات دون اللجوء للقوانين والمحاكم، ومن جانب آخر تجد العادات والتقاليد في بعض المجتمعات للأسف تفرض سيطرة فئة منه على فئة أخرى، كسيطرة الأغلبية على الأقلية، وبعض عادات ختان الإناث في عدد من المجتمعات العربية وغيرها الكثير من العادات التي أوصلت بعض أفراد المجتمع لحالة الخطورة على حياتهم بل وتدميرها أحيانًا، وأخيرًا يأتي دور الجهات المسؤولة في أي مجتمع كمنظمات المجتمع المدني والإعلامي في صياغة هذه العادات والتشجيع على قبول الحسن منها والابتعاد عن المزعج، لما له من تبعات في إهدار الوقت والمال والجهد في أمور قد تكون في مجملها سلوكيات خاطئة ولا أساس لها من الصحة في شيء.



1359 Views