اثر التلوث على الفرد والمجتمع

كتابة bothaina kamel - تاريخ الكتابة: 15 فبراير, 2019 5:39 - آخر تحديث : 6 ديسمبر, 2021 2:25
اثر التلوث على الفرد والمجتمع


اثر التلوث على الفرد والمجتمع وهل التاثير صحى ام معنوى ام نفسى سنتعرف على كل ذلك من خلال موضوعنا اليوم وهذه السطور التالية.

التلوث البيئى

تعد البيئة المحيطة بالإنسان من أكثر المؤثرات على صحته سواء الجسدية أو النفسية يؤثر التوازن البيئي على الإنسان بشكل كبير فعند اختلال أي عنصر من عناصر هذا التوازن الإنسان والحيوان والنبات والجمال يحدث الخلل البيئي ذلك بنقص أي عنصر من العناصر بالإحلال أو التبديل ولكن الإنسان هو الكائن الوحيد المسئول عن توازن النظام البيئي لان الطبيعة تستطيع علاج نفسها ولكن الاختلال البيئي الناتج عن الإنسان لا يمكن علاجه مع ازدياد حجم التلوث البيئي هذه الأيام حيث يؤثر كل ذلك على الإنسان تأثير بالغ خاصة مع كثرة أشكال التلوث البيئي مثل تلوث المياه الجوفية وتلوث مياه المحيطات والأنهار  بمياه الصرف الصحي وعوادم المصانع وتلوث الهواء وتلوث التربة بالملوثات الكيميائية والأسمدة غير العضوية والمبيدات الحشرية وتلوث البصري مع كثرة الملوثات وانعدام المساحة الزراعية وكثرة المباني والتلوث الحراري مع زيادة المصانع التي غيرت من التوازن الحراري أصبح الصيف شديد الحرارة والشتاء شديد البرودة وفي مناطق من العالم حار ..!! التلوث الضوضائي بسبب أصوات المصانع وأصوات الآلات الحديثة كل ذلك أثر بالتبعية على الإنسان وأثر على تركيزه وعلى الأعصاب والدماغ والمخ بشكل مباشر

هل التلوث البيئي له آثار سلبية على الصحة النفسية؟

التلوث البيئي هو من المخاطر التي يواجهها الإنسان، فالتلوث يعني تدهور البيئة نتيجة لحدوث خلل في توافق العناصر المكونة لها بحيث تفقد قدرتها على أداء دورها الطبيعي، والسؤال ما آثار التلوث على الصحة النفسية؟
ففي البداية يولد الإنسان أول ما يحتك به منذ لحظة ميلاده البيئة الاجتماعية المحيطة به، فبعدما كان ينعم بالهدوء والسكينة والأمان والسلام النفسي، ومنذ هذه اللحظة يبدأ عمل علم النفس البيئي الذي يهتم بالتفاعلات والعلاقات المتبادلة بين الإنسان والبيئة المحيطة به، فالناس يتأثرون بالمناخ وينعكس ذلك على حالتهم المزاجية، فكيف تكون الحالة النفسية في بيئة ملوثة، فعلى سبيل المثال التلوث الضوضائي الذي يؤثر على الأعصاب. فالقلق والتوتر العصبي وحدة المزاج منتجات إضافية للعصر التكنولوجي فتستطيع الضوضاء أن تسبب مشاعر مختلفة من عدم الرضا إلى الضيق والخوف والجزع.
كما ان الضوضاء تؤثر في قشرة المخ وتقلل النشاط، ويؤدي هذا إلى استثارة القلق وعدم الارتياح الداخلي والتوتر والارتباك، وعدم الانسجام والتوافق الصحي، فالفرد قد يتراكم لديه من غير أن يشعر توتر عصبي بسبب التعرض للضوضاء وهذا قد يسبب انهيارا عصبيا للشخص المعرض للضوضاء ما يسرع للاصابة بالأزمات الانفعالية، فلزاماً علينا الاهتمام بالبيئة المحيطة بنا ونجعلها بيئة مريحة لراحتنا النفسية، فهل نحن قادرون أن نفعل ذلك في زمن الانفجار المعرفي والثورة التكنولوجية؟

أضرار التلوث البيئي على صحة الإنسان :

1- بسبب ازدياد التلوث البيئي والحراري أدي لثقب طبقة الأوزن مما أدي بدوره إلى زيادة الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تؤثر على الجلد والعين بشكل مباشر وزيادة شيخوخة البشرة والتجاعيد وأخطار المياه البيضاء التي تسبب العدسة الشفافة داخل العين تؤدي لرؤية غائمة بسبب التعرض لأشعة فوق البنفسجية لفترات طويلة او الإصابة بالتنكس البقعي الذي يؤدي لضعف النظر وفقدان الرؤية المركزية احد أسباب العمى أو حروق العين تبعث الأشعة فوق البنفسجية على شكل أجزمة من الموجات الطويلة “UVA” والمتوسطة “UVB” والقصيرة “UVC”  تؤثر على الجلد بشكل كبير خصوصًا أمراض مثل السرطان والالتهابات الجلدية التي تصيب مختلف أجزاء الجسم والتهاب الحلق وأمراض الشرايين والقلب وكما أنها تؤثر على الحواس والأعصاب بفضل الأشعة الناتجة على الإنسان.
2- التلوث الإشعاعي الناتج عن مراكز تفعيل اليورانيوم وينتج عن ذلك عيوب خلقية وتشوهات الأجنة بسبب تعرض الأم لتأثير الإشعاعي النتاج عن المصانع والمفاعلات النووية ومحطات توليد الكهرباء حول العالم أجمع.
3- تأثيرات التربة الملوثة على الإنسان الذي تسبب في موت الحيوانات و الغطاء النباتي كما أن التربة الزراعية الملوثة تؤثر على الجهاز الهضمي للإنسان و تتراكم الملوثات على كبد الإنسان مكونة الفشل الكبدي على المدى البعيد ايضا هطول الأمطار الحمضية على التربة تسبب اختلال الرقم الهيدروجيني في الماء والتربة بالتالي يؤثر على صحة الإنسان تأثيرًا بالغًا للغاية، أيضًا الضباب الدخاني الذي يتسبب في حجم أشعة الشمس عن الأرض بالتالي موت النباتات والإضرار الكبير بالنباتات بالتبعية تؤثر على اختلال التوازن البيئي والتلوث البيئي موت الحيوان و التأثير على صحة الإنسان العصبية والنفسية.
4- ظهور ظواهر بيئية جديدة مثل الاحتباس الحراري التي تسبب الكوراث الطبيعية والبيئية التي تتسبب في أضرار بالغة على الإنسان مثل ذوبان الجليد وارتفاع درجة حرارة الأرض يؤثر ذلك على صحة الإنسان ..
5- انعدام الرقعة الزراعية أدى لارتفاع مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون وانخفاض الأوكسجين الذي سبب مشاكل التنفس للإنسان وأمراض الجهاز التنفسي الخطيرة، مع انعدام المشهد الجمالي الذي أثر على المظهر الجمالي للبيئية اثر بالتبعية على الحالة المزاجية للإنسان وضعف الإنتاج ..
لاشك أن التلوث البيئي أثر على حياة الإنسان الصحية والنفسية والعصبية ولكن لابد من وضع حلول دولية من أجل ذلك ولكن يمكن للإنسان التعامل مع ذلك بالبدء بنفسه استبدال الطعام الكيميائي بالطعام العضوي واستعمال المنتجات المستدامة لقابلة لإعادة التدوير و استعمال مصادر الطاقة المتحدة بديل للطاقة الأخرى

 التلوث خطر على الصحة وضرر للاقتصاد

يعد تلوث الهواء من أهم المحاور التي يهتم بدراستها المسؤولون المعنيون بالبيئة وبأثر التلوث في صحة الفرد والمجتمع، وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية جاء أن أكثر من ثلاثة ملايين طفل دون الخامسة يموتون سنوياً، لأسباب وظروف تتعلق بالبيئة، وهذا يجعل البيئة من أهم العوامل المساهمة في الحصيلة العالمية لوفاة أكثر من عشرة ملايين طفل سنوياً، كما تقدر تقارير منظمة الصحة العالمية نحو 4،5 مليون وفاة في العالم لأسباب تتعلق مباشرة بتلوث الهواء وخاصة في الأماكن المغلقة، ما يشير إلى أن معدل الوفيات في العالم بسبب تلوث الهواء أصبح يفوق تلك الناجمة عن الحوادث المرورية، كما يقدر تقرير المنظمة العالمية الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء في الأماكن المغلقة بمعدل طفل كل 20 ثانية، لذا يعد تلوث الهواء عبئاً اقتصادياً وصحياً يحتم التحرك المنتظم والمدروس لعلاجه .
في تحقيق أجرته الخليج حول هذه القضية أشاد د . راشد بن فهد وزير البيئة إلى أن العديد من التقارير الوطنية والدولية توضح أن التكلفة السنوية لجميع جوانب تدهور نوعية الهواء تبلغ حوالي 2% من الناتج المحلي الاجمالي في البلدان المتقدمة وأكثر من خمسة في المائة في البلدان النامية، وتشمل هذه التكلفة الوفيات والأمراض المزمنة والعلاج وانخفاض الانتاجية، مشيراً إلى أن المشكلات الصحية التي تعزى الى تلوث الهواء الناتج عن قطاع النقل وحده، تكلف البلدان العربية أكثر من خمسة مليارات دولار سنوياً، وأن العديد من الدول عانت من تأثيرات ملوثات الهواء الأولية وما يتطور عنها من ملوثات ثانوية على صحة الانسان، فأدت إلى تزايد معدلات انتشار الأمراض المرتبطة بهذه المشكلة كالربو وضيق التنفس وبعض الأمراض الجلدية والتهابات العيون، ولم تقتصر أضرار تلوث الهواء على صحة الانسان، بل شملت الأراضي الزراعية والغابات والمجاري المائية والبيئة البحرية، حيث تحولت بعض البحيرات إلى مستنقعات حمضية خالية من أي نوع من الحياة نتيجة للملوثات العابرة للحدود .
أما بالنسبة لدولة الامارات العربية المتحدة، فأشار وزير البيئة والمياه إلى أن قضية المحافظة على جودة الهواء في الدولة تحظى باهتمام بالغ على الدوام، واحتلت مرتبة متقدمة في قائمة الأولويات الوطنية، وكجزء من التزامها بتوفير بيئة صحية وسليمة للعيش والعمل، فقد اتخذت الجهات المعنية في الدولة مجموعة من التدابير والاجراءات الرامية الى تقليل التأثيرات السلبية لمختلف أنواع الأنشطة على نوعية الهواء، من بينها: صدور مجموعة من القوانين والنظم البيئية، وانجاز استراتيجية وطنية للمحافظة على النوعية في اطار الاستراتيجية البيئية وخطة العمل البيئي الوطنية، وتبني مجموعة من المبادرات المهمة في الخطة الاستراتيجية لوزارة البيئة والمياه، والتوسع في عمليات رصد ومراقبة نوعية الهواء، بالاضافة الى الجهود المتعلقة بإدماج البعد البيئي في أنشطة مختلف القطاعات، خاصة القطاع الصناعي، عن طريق تبني وتوظيف التقنيات الحديثة ونظم الادارة البيئية المتطورة، وتبني استراتيجية الحرق الصفري في جميع المنشآت البترولية .
كما شملت تلك التدابير تطوير قطاع النقل من خلال الاهتمام بشبكة الطرق، والتوسع باستخدام وسائل النقل الجماعي واستحداث وسائل جديدة كالقطارات، واحلال أنواع وقود أقل ضرراً وتلويثاً كالجازولين الخالي من الرصاص والجازولين والديزل منخفضي الكبريت، والبدء بالمرحلة التجريبية لاستخدام الغاز الطبيعي كوقود للسيارات .
وكشف البروفيسور دوجلاس دكري رئيس ادارة صحة البيئة في جامعة هارفورد عن باحثين فنلنديون يقومون بدراسة دور التلوث البيئي في تدهور حالات مرضى الربو والقلب وأن تلوث الهواء يفاقم الإصابة بأمراض القلب لأنه يعرقل تدفق الدم إليه .
وركزت دراسة قادتها الدكتورة يوها بيكانين من المعهد القومي للصحة العامة في فنلندا وزملاؤها بشكل خاص على التلوث الصادر عن مداخن المصانع وعوادم بعض الحافلات والشاحنات التي تعمل بالديزل، وقال الباحثون إن مرضى القلب الذين تعرضوا لمثل هذا التلوث كانوا أكثر عرضة بحوالي ثلاث مرات لانخفاض تدفق الدم إلى قلوبهم من غيرهم .
وتقدر وكالة حماية البيئة الأمريكية أن حوالي 60 ألف شخص يموتون سنوياً في الولايات المتحدة وحدها بسبب استنشاق ذرات الهواء الملوث الناتج عن انتشار جزيئات الدخان في الجو .



980 Views