أهمية دراسة التاريخ الاسلامي

كتابة سالي - تاريخ الكتابة: 6 سبتمبر, 2018 12:33
أهمية دراسة التاريخ الاسلامي


أهمية دراسة التاريخ الاسلامي وماهى اهم الفوائد التى تعود من هذه الدراسة ومامدى الاستفادة منها.
لما كان التاريخ مرآة الأمم ، يعكس ماضيها، ويترجم حاضرها ، وتستلهم من خلاله مستقبلها، كان من الأهمية بمكان الاهتمام به، والحفاظ عليه، ونقله إلى الأجيال نقلاً صحيحاً، بحيث يكون نبراساً وهادياً لهم في حاضرهم ومستقبلهم . فالشعوب التي لا تاريخ لها لا وجود لها، إذ به قوام الأمم ، تحيى بوجوده وتموت بانعدامه .
ونظراً لأهمية التاريخ في حياة الأمم، فقد لجأ أعداء هذه الأمة – فيما لجؤوا إليه- إلى تاريخ هذه الأمة، لتفريق جمعها، وتشتيت أمرها، وتهوين شأنها، فأدخلوا فيه ما أفسد كثيراً من الحقائق، وقلب كثيراً من الوقائع، وأقاموا تاريخاً يوافق أغراضهم، ويخدم مآربهم، ويحقق ما يصبون إليه.
وهذا المقال سيكون بمثابة مدخل بسيط لهذا الموضوع نقصر القول فيه على بيان أهمية التاريخ في حياة الأمم عموماً وحياة المسلمين خصوصاً فنقول :
1- التاريخ يعين على معرفة المتعاصرين من الناس، ويسهم في تحديد الصواب من الخطأ حال تشابه الأسماء والاشتراك فيها.
2- التاريخ الموثق يُمكِّن من معرفة حقائق الأحداث والوقائع ومدى صدقها ، كما حصل في كتاب أشاعه اليهود أن النبي صلى الله عليه وسلم أسقط فيه الجزية عن أهل خيبر، وفيه شهادة معاوية و سعد بن معاذ ، وعند التحقيق والتدقيق يتبين لنا أن معاوية أسلم بعد الفتح، و سعد قد مات يوم بني قريظة، قبل خيبر بسنتين، وبهذا نعلم عدم مصداقية هذا الخبر.
3- التاريخ يعين على معرفة تاريخ الرواة، من جهة وقت الطلب واللقاء، والرحلة في طلب العلم، والاختلاط والتغير، وسنة الوفاة، وحال الراوي من جهة الصدق والعدالة.
4- التاريخ له أهمية في معرفة الناسخ والمنسوخ، إذ عن طريقه، ومن خلاله يعلم الخبر المتقدم من المتأخر.
5- التاريخ تُعرف به الأحداث والوقائع وتاريخ وقوعها، وما صاحبها من تغيرات ومجريات.
6- التاريخ يعين على معرفة حال الأمم والشعوب، من حيث القوة والضعف، والعلم والجهل، والنشاط والركود، ونحو ذلك من صفات الأمم وأحوالها.
7- التاريخ الإسلامي صورة حية للواقع الذي طُبق فيه الإسلام، وبمعرفته نقف على الجوانب المشرقة في تاريخنا فنقتفي أثرها، ونقف أيضاً على الجوانب السلبية فيه فنحاول تجنبها والابتعاد عنها.
8- التاريخ فيه عظات وعبر، وآيات ودلائل، قال تعالى: { قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين } (الأنعام:11).
9- التاريخ فيه استلهام للمستقبل على ضوء السنن الربانية الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل ولا تحابي أحدا.
10- التاريخ فيه شحذ للهمم، وبعث للروح من جديد، وتنافس في الخير والصلاح والعطاء.
11- التاريخ يبرز القدوات الصالحة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وتركت صفحات بيضاء ناصعة، لا تُنسى على مر الأيام والسنين.
12- ومن أهم ما تفيده دراسة التاريخ معرفة أخطاء السابقين، والحذر من المزالق التي تم الوقوع فيها عبر التاريخ، أخذاً بالهدي النبوي فيما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ) متفق عليه.

أهميّة دراسة التّاريخ

إنّ أهميّة دراسة التّاريخ تكمن في كون التّاريخ من أهم العناصر الّتي يستند عليها أي مجتمع في تطوّره أو انحطاطه، ولأنّ التّاريخ له علاقة وثيقة بمختلف العلوم؛ فدراسة هذه العلوم المختلفة تُعتبر دراسة للتّاريخ، ولأهميّة علم التّاريخ فقد خصّه العرب باهتمام كبير، فهم يميلون إلى معرفة مصير الأمم السّابقة وكذلك لاهتمامهم بالأنساب وحوادث الزّمان،وفي النقاط الآتية نذكر أهميّة دراسة التّاريخ بشكل عام:
-دراسة التّاريخ تساعد على معرفة النّاس ومن يعاصرونهم، وهو مهم في تحديد الأسماء دون خطأ في حال تشابهت تلك الأسماء.
-تعين دراسة التّاريخ على تعلّم النّاسخ والمنسوخ فهو يساهم في توضيح الأخبار الجديدة من القديمة.
-إنّ التّاريخ هو الّذي يشهد على الماضي والحاضر، وما يمكن أن يكون عليه المستقبل.
-تكمن أهميّة دراسة التّاريخ في أخذ العبرة والاستفادة من الماضي وتجنّب الوقوع في الأخطاء الّتي كانت في الماضي، ومحاولة البحث عن حلول لهذه الأخطاء.
-نستطيع من خلال دراسة التّاريخ معرفة حقيقة الأحداث والوقائع ومدى صحّتها.
-يساعد التّاريخ في معرفة تاريخ الرّواة ورحلتهم في طلب العلم وحال الرّاوي من صدق أو كذب.
-عند دراسة التّاريخ نستطيع معرفة حال الأمم من قوة أو ضعف، وكذلك نستطيع معرفة مدى جهل الأمم أو علمها، ونشاطها أو ركودها.
-يمكن لنا عند دراسة التّاريخ استلهام القدوات الصّالحة الّتي يبرزها لنا التّاريخ، والّتي كان لها أثر كبير في الحياة وهي قدوات لا تُنسى على مر الزّمن.
-عند دراسة قصص الأمم وتاريخهم يستطيع الإنسان معرفة السّنن الكونيّة ونهاية الظالم ونصر المظلوم، وقد أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم بالعديد من القصص كقصص الأنبياء كما في قوله تعالى: (كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا).
ولأن دراسة التّاريخ ذات أهميّة كبيرة فقد خصص ابن خلدون معظم مؤلفاته لإبراز أهميّة التّاريخ وتوضيح معناه، وقد ذكر ابن خلدون أنّ التّاريخ هو فن تتناقله الأمم والأجيال، فدراسة التّاريخ تصف العلوم الطّبيعيّة والفلسفيّة وكذلك علوم الدّين وتهتم بجذورها بشكل واضح كما لو أنهم من الواقع. وقد اندفعت الأمم إلى دراسة التّاريخ لأهميّته في معرفة وإدراك الحقيقة واتخاذ مواقف من تجارب السّابقين والقدرة على التّخطيط وربطها بالحاضرالّذي نعيشه، ولولا أهميّة التّاريخ ما وجدنا البحث العلمي المنتظم الذي يولي الدراسات التّاريخية اهتماماً بالغاً حتّى تكون قائمة على أسس دقيقة ومتينة.
إن دراسة التاريخ هي التطبيق العملي للقرآن والسنة الذان تكرر فيهما كثيراً ذكر القصص للعظة والعبرة، ويمكننا عموما تلخيص فائدة دراسة التاريخ في الآتي:
1- نستطيع معرفة أمور الدين الصحيحة بعد القرآن والسنة بدراسة تاريخ الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين وتابعي التابعين وتعاملاتهم في الحرب والسلم وفي الوفاق وفي الخلاف. حيث استجدت أشياء وفرق ومذاهب لم يحدث مثلها وقت النبي وإن تنبأ بظهورها، فدراسة التاريخ دراسة متأنية وتخليصه من الروايات المكذوبة والموضوعة يعطينا رؤية أدق لما كان عليه السلف الصالح الذين نهضت الأمة على أكتافهم.
2- بدراستنا للتاريخ نعرف سنن التغيير التي لا يفلت منها أحد، نعرف سنن نهوض الأمم والدول وسنن سقوطها، سنن القوة وسنن الضعف، سنن النصر وسنن الهزيمة. فبدراستنا للتاريخ لن يكون المستقبل مجهولا.. بل نستطيع إدارة المواقف لننظر للحاضر كيف مر على الذين من قبلنا في ظروفهم التي تتكرر، وكيف نصنع مثلما صنعوا من النهوض في أحسن أحوالهم وأوقاتهم، وتجنب ما تجنبوه.. وهكذا نقوم بأمة لا تعرف الذل والهوان.
3- التاريخ له علاقة قوية بالقرآن الكريم لأنه مليء بالتطبيقات والإثباتات العملية على صدق ما أخبر به الله، فمثلاً عندما يأتي أحد أبناء الأمة ذو الإيمان والعقيدة الضعيفين ثم يقرأ قول الله تعالى: “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله” سورة البقرة 249 – فإن نظرته لنفسه وقوة إيمانه وحسن توكله على الله بعد اتخاذه للأسباب التي في وسعه تتغير – وكذلك عندما ينظر إلى التاريخ أكثر ليرى كيف انتصر المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على المشركين في غزوة بدر رغم قلة العدة والعتاد – وكذلك معركة اليرموك ومعركة اليمامة في زمن أبي بكر الصديق ومعركة القادسية في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما – وهكذا على مر التاريخ مثلما وقع مع طارق بن زياد في فتح الأندلس وصلاح الدين الأيوبي في حطين وقطز في مواجهة التتار – وكلها امثلة على أهمية الإيمان والعقيدة في تعويض الفارق الكبير أمام جيوش العدو الجرارة
4- رفع الروح المعنوية بين أبناء هذه الأمة من ذكور وإناث.. وذلك عندما نقدم لهم القدوات والأمثلة العملية وليس الخيالية، فمثلا تقول لهم كونوا مثل ذات النطاقين أو الخنساء أو خالد بن الوليد أو طارق بن زياد أو ابن النفيس أو الكندي أو الجزري وذكرهم بتاريخهم المجيد الذي يتم تشويهه وإبعادهم عنه عمدا
من منا يعلم أن أول مستشفى بني في العالم هو مستشفى إسلامي
أن أول جامعة بنيت في العالم هي المدرسة الإسلامية
أن العلوم الطبيعية في شكلها التجريبي الحديث مثل الكيمياء والجبر والميكانيك والتسيير الذاتي نهضت على أيدي المسلمين ومعها مئات الاختراعات والاكتشافات التي نعيش عليها إلى اليوم ؟ هذا غير المعاملات والاقتصاد وغيرها الكثير



823 Views