أهمية الوقت في الإسلام

كتابة جواهر الخالدي - تاريخ الكتابة: 19 يناير, 2022 12:28
أهمية الوقت في الإسلام


أهمية الوقت في الإسلام كما سنذكر كذلك أحاديث عن الوقت هذا إلى جانب إدارة الوقت في القرآن الكريم وما هي ما هي أهمية الوقت؟ كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

أهمية الوقت في الإسلام

1-ينظر الدين الإسلامي إلى الوقت على أنّه من النعم المهمة والجليلة التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان، والتي يجب ألّا تُهدر على أشياءٍ تافهة، وحثّ الإسلام على استثماره بما يعود عليهِ بالخير والمنفعة، كما تحدّث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عن موضوع الوقت وضرورة استثمار المسلم لكل دقيقة تمرّ من حياته وعدم إضاعتها، كما وشجّع على اقتناص الفرص لتحقيق النفع الكبير، ونهى عن الكسل، التأجيل والتراخي، وذلك لأنّ الوقت يمرّ بشكلٍ سريع في الحياة، وكل دقيقة تمر لا يُمكن أن تعوّض على الإطلاق.
2-حيث قال الرسول الكريم في حديثة الشريف: (اغتنم خمسًا قبل خمسٍ شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك).
3-وكل هذهِ الأمور المذكورة في الحديث القدسي مرتبطة بالوقت وحسن إدارتهِ.
4-فالوقت هو عمر الإنسان ورأس مالهِ في هذهِ الحياة، وكل من يُضيع وقته على أشياءٍ تافهة يحرمون أنفسهم من متعة ونعمة استثمار الوقت، والإنسان العاقل وحده من يُدرك أهمية الوقت ويحرص في الحفاظ عليه واستغلالهِ كما يجب، حيثُ يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في حديثهِ الشريف: (لا تزولُ قدما عبدٍ يوم القيامة حتَّى يُسأل عن أربع خصالٍ: عن عمرِه فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه).
5-فالساعات التي تمرّ في حياة الإنسان أغلى بكثير من إضاعتها على كلام فارغ، وعمل ضار، ومجالس الغيبة التي تتسبّب في الكثير من المعاصي والذنوب.

أحاديث عن الوقت

1-قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث حث فيه على عدم إهدار وقت الفراغ واغتنام هذه النعمة التي منحها الله لعباده، إذ قال: [نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ]، فالكثير من الناس في غفلة من أمرهم ولا يقدرون أهمية الوقت وما فيه من فراغ يمكن أن يحوله لإنجاز العديد من القضايا الحياتية في دنياه وآخرته، وللأسف نجد ثمة ظواهر لا سيما عند فئة الشباب ما هي إلا ترجمةً لوقت الفراغ الذي يواجهونه؛ ومنها النوم لساعات طويلة، وضياع الوقت في تصفح الإنترنت لمواضيع لا قيمة لها، إذ تُعد هذه الفئة أن وقت الفراغ عدو يجب القضاء عليه، ولكنه في الحقيقة نعمة من نعم الله علينا، فالرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه ربط الخسران والغبن بمن يهبه الله الصحة والفراغ ولم يحسن استغلالهما.
2-قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث شريف عن سؤال الله سبحانه وتعالى للإنسان عن عمره فيما أفناه، ففي الحديث إشارة واضحة عن أهمية العمر الذي يقضيه الإنسان، والعمر ينقضي بانقضاء الوقت، إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [ما تُزالُ قَدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عن عُمرِه فيمَ أفناه وعن شبابِه فيما أبلَاه وعن مالِه من أين اكتسبَه وفيمَ أنفَقه وعن علمِه ماذا عَمِلَ فيه].
3-قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث شريف عن أهمية إدارة الوقت الذي يُدرس اليوم في الجامعات، فرسولنا الحبيب قد تحدث عن ذلك قبل قرون من الزمن، إذ قال: [اغتَنِم خمسًا قبلَ خمسٍ شبابَك قبلَ هَرمِك وصحَّتَك قبلَ سَقمِك وغناكَ قبلَ فقرِك وفراغَك قبلَ شُغلِك وحياتِك قبلَ موتِكَ]، آلية اغتنام الوقت
4-قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث شريف عن الوقت وأهميته في مواصلة العمل بغض النظر عن النتائج المرجوة، إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [إن قامتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكم فسيلةٌ فليغرِسْها]، ولهذا الحديث العظيم في معانيه ما يدعو الإنسان للعمل المتواصل دون المماطلة والتسويف، وبالتالي يتخلص الإنسان من الكسل والعجز والخمول، ويستغل الوقت بما ينفع الناس.

إدارة الوقت في القرآن الكريم

1-ارتباط الوقت بالغاية من الخلق. قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ). أي “إلا ليُقِرُّوا بعبادتي طوعًا أو كرهًا”. وقال سبحانه أيضًا: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ). أي “جعلكم تعمرونها جيلًا بعد جيل وقرنًا بعد قرن وخلفًا بعد سلف”.
2-المسارعة في الخيرات. مما ندب الله عزَّ وجلَّ إليه المسلمَ اكتساب الأوقات، والمسارعة في الخيرات، إذ يقول في كتابه العزيز: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ)، ويقول سبحانه: (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ).
3-الوقت من أصول النعم. يقول الله عزَّ وجلَّ في معرض الامتنان على الإنسان وبيان عظيم فضله عليه: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)، فامتن سبحانه في جلائل نعمه بنعمة الليل والنهار، وهما الزمن الذي نتحدث عنه ونتحدث فيه ويمر به هذا العالم الكبير من أول بدايته إلى نهاية نهايته.
4-الإقسام بالوقت، فقد ورد التنبيه في القرآن الكريم إلى عظم الوقت، حيث أقسم الله به في مواطن كثيرة من كتابه العزيز، من ذلك قوله عزَّ وجلَّ: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ)، وقوله: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى)، وقوله: (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ)، وقوله: (وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ)، وقوله: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، وقوله: (وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى)، وقوله: (فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ).
قال الفخر الرازي في تفسير قول الله تعالى: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ). “إن الدهر والزمان في جملة أصول النعم؛ فلذلك أقسم الله به، ولأن الزمان والمكان هما أشرف المخلوقات عند الله، كان القسم بالعصر قسمًا بأشرف النصفين من ملك الله وملكوته”. ويقول الشيخ يوسف القرضاوي: “من المعروف لدى المفسرين، وفي حس المسلمين، أن الله إذا أقسم بشيء من خلقه، فذلك ليلفت أنظارهم إليه، وينبِّهَهم على جليل منفعته وآثاره”.

ما هي أهمية الوقت؟

1-يعد الوقت من الأشياء التي لا تقدر بثمن في حياة الإنسان، بداية من القرآن الكريم إلى العلماء، في حث الشخص على التعامل مع الوقت باحترافية لتحقيق أقصى استفادة منه، ليحقق إنجازاته ومهامه الحياتية، وبالتالي يشعر بالنجاح والسعادة، ولذلك لا ينبغي بأي حال من الأحوال هدر الوقت، والسعي من أجل تنظيمه واستغلاله بطريقة مثالية.
2-تشمل أهمية الوقت للإنسان، التعرف على الكثير من المهارات واكتسابها، فلا يجب استغلال الوقت في العمل فقط، بل تكمن أهمية الوقت في الحصول على أوقات للراحة والترفيه والاستمتاع بالوقت مع الأسرة والأصدقاء، والبحث عن المعارف المختلفة، بالإضافة إلى أداء العبادات في أوقاتها وممارسة العادات الصحية وغيرها من الأمور التي سوف تجنيها من وراء تنظيم الوقت.



470 Views