أنواع الصدقة في رمضان

كتابة امينة مصطفى - تاريخ الكتابة: 25 أكتوبر, 2021 11:08
أنواع الصدقة في رمضان


أنواع الصدقة في رمضان نتحدث عنها بشكل تفصيلي من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل فضل الصدقة والجود في رمضان وفضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان وتعريف الصدقة.

أنواع الصدقة في رمضان

1-استغلال الوقت واستثماره في ذِكر الله؛ وهو أحد موارد الصدقة، فيلهج لسان المرء بالتكبير والتهليل، والتسبيح والتحميد، وسائر الأذكار النافعة التي يترتّب عليها الأجر العظيم.
2-تقديم عدد من المصاحف كهدايا للناس، وهذه من القُربات العظيمة؛ إذ إنّ الدالّ على الخير كفاعله، وقراءة القرآن من القُربات العظيمة التي يرتقي بها المؤمن؛ فكلّما قرأ المُهدى إليه شيئاً من القرآن، زاد أجر مَن أهداه إليه، وهي بذلك تُعَدّ صدقة جارية تنفعه.
3-شراء عدد من الأسوكة، وتوزيعها على الأصحاب، والأقارب، وزملاء العمل، وما إلى ذلك، وفي هذه المبادرة تذكير بسُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، كما يتذكّر المسلم حين يستعمل السِّواك أجر هذه الصدقة، وعِظَمها.
4-كفالة اليتامى بكلّ ما يحتاجونه؛ من مأكل، ومَشرب، ومَلبس، وأدوات تدريسيّة، وأيّ مُستلزمات تكفل راحتهم في معيشتهم، وفي هذا إصابةٌ لفَضل كفالة اليتيم التي أخبر عنها الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم-.
5-شراء أحذية خاصّة لدورات المياه في المساجد، والتي من شأنها تيسير عملية الدخول إليها، وهي حاجة ضرورية في تلك الأماكن؛ فيكون شراء هذه الأحذية بمثابة تفريج كربة عن مؤمن، ويكون فاعلها ممّن قال فيهم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ).

فضل الصدقة والجود في رمضان

1-الصدقة في شهر رمضان أفضل منها في غيره، فقد أخرج الترمذي من حديث أنس ـ رضي الله عنه ـأن النبي ﷺ قال: “أفضل الصدقة صدقة في رمضان”.
2-خصّص الله سبحانه وتعالى لمن يتصدّق بابًا في الجنة لا يدخل منه إلا أهل الصدقة،كما في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”ومن كان من أهل الصدقة دُعِيَ من باب الصدقة”. رواه البخاري.
3-قد تكون الصدقة سببًا لنجاة العبد من النار، قال رسول الله ﷺ: “اتقوا النار ولو بشق تمرة”. (رواه البخاري) وأعظم ما يتوجّه به العبد إلى الله في هذا الشهر الكريم هو الامتثال لطاعته، ومنها التصدّق والإنفاق وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي أن الله يقول:“وما تقرب إلي عبدي بمثل ما اقترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه” كما أن الصدقة والإنفاق سبب لرحمة الله عز وجل، قال تعالى في سورة الأعراف:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ}.

فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان

فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان مضاعف عن غيرها من الأيام لأنّ العشر الأخير تتضاعف فيه الأجور ويشمر له الصالحون فإن مما لا شك فيه أن أجر الصدقة في هذه الأيام سيكون أعلى من غيره، ومما لا شك فيه أن ليالي العشر الأواخر من رمضان تكون أحسن من غيرها من الليالي؛ لأن فيها ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، ومن المشروع للمسلم أن يقوم بالإكثار من الصدقة في جميع أيام رمضان، إذ كان الرسول صلى الله عليه وسلم أجود الناس في كافة أيام العام، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان المبارك. وأما عن ثمار الصدقة فهي عظيمة ولا يتسع المقام للحديث عنها كلها ولكن سيتم الإشارة إلى بعضها فيما يلي:
1-إنّ في الصدقة مداواة للإنسان من الأمراض الجسدية، حيث أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه أن يتداووا بالصدقة، وما ورد في ذلك أن أحدهم قال: “سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئرًا في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ”.
2-إنّ في الصدقة دواء للمسلم من الأمراض القلبية التي قد تلحق به مثل القسوة والعجب والكبر والغرور وغير ذلك.
لمَّا يتصدق المسلم فإنّ الله يدفع بالصدقة عن المؤمن أنواعًا كثيرة من البلاء.
3-إنّ الصدقة تطفىء غضب الرب سبحانه وتعالى كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى.
4-إنّ المكثر من الصدقة والإنفاق يدعى يوم القيامة إلى الجنة من باب خاص من أبواب الجنة ويقال لذلك الباب باب الصدقة.
6-إنّ المنفق في سبيل الله يدعو له الملك في كل يوم ينفق فيه وذلك بخلاف الممسك الذي لا ينفق المال.
7-إنّ الصدقة تمحو الخطايا والذنوب، وهي تطفئ نار الذنب وتذهبه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ الصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار.
8-إنّ الصدقة هي وقاية من نار جهنم وقد أشار إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أخبر أصحابه أن يتقوا النار ولو بشق تمرة ولقد ورد في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومن بين السبعة رجل تصدّق بصدقة فأخفاها فلا تعلم شماله ما أنفقت يمينه.

تعريف الصدقة

في تعريف الصدقة ينبغي الوقوف على تعريف الصدقة لغةً وتعريف الصدقة اصطلاحًا، فالصَّدقة لغةً: هي ما يُعطى للفقير من مالٍ أو طعامٍ أو لباسٍ، واصطلاحًا: هي العطيّة التي يُبتغى بها الثواب من الله تعالى، فهي إذًا إخراج المال تقرُّبًا إلى الله تعالى، أو كما يقول ابن الجوزي:”ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويُقدّم الأفضل فالأفضل من القول والعمل”، وإنّ من أقرب القربات لله تعالى الصدقة، فالصدقة تطفئ غضب الله كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي أيضًا برهان على الإيمان، وبرهانٌ على أنّ النفس المؤمنة استطاعت أن تتخلص من حبّ المال الذي هو ملتصقٌ بالروح وغاية النفوس، حيث يقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في صحيح الإمام مسلم: “والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ”، فينبغي للمسلم الاقتداء برسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ فإنه كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وكان أجود من الريح المرسلة، والذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله -عزّ وجلّ- قال عنهم في سورة البقرة: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم}، وبذلك يكون قد توضّح تعريف الصدقة لغةً واصطلاحًا.



586 Views