أنواع التكافل الاجتماعي

كتابة امينة مصطفى - تاريخ الكتابة: 24 أغسطس, 2021 10:28
أنواع التكافل الاجتماعي


أنواع التكافل الاجتماعي نتحدث عنها بشكل تفصيلي من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم فوائد التكافل الاجتماعي ومفهوم التكافل الاجتماعي والتكافل الاجتماعي في الدين الإسلامي.

أنواع التكافل الاجتماعي

يضم مفهوم التكافل الاجتماعي شريحة واسعة من الجوانب والتي تغطي كافة احتياجات ومصالح المجتمع، ومن أنواع التكافل الاجتماعي:
1- التكافل الاقتصادي:
وفيه تُحفظ ثروات أفراد المجتمع، ويتم تحقيق العدالة الاجتماعية بأبهى صورها، ومن أمثلة التكافل الاقتصادي أداء الزكاة، الصدقات، منع الاحتكار في المجتمع، وغيرها من الصور الأخرى.
2-التكافل الأسري:
وهو أبسط أنواع التكافل، والذي يضمن التعاون بين أعضاء الأسرة لتحقيق مصلحتها العامة بعيدا عن الفردية والأنانية، ومن صوره السعي نحو تربية الأبناء وإعدادهم بشكل صالح في كافة الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية والدينية، صلة الرحم، وغيرها من الصور الأخرى.
3- التكافل العلمي:
وفيه يتكافل المجتمع لتحقيق أهداف العلم والعمل على انتشاره ومحاربة عوامل الجهل بكافة أشكالها، ومن صوره بناء المدارس والجامعات كنوع من الصدقات الجارية أو كنوع من “الوقف العلمي”، وغيرها من صور التكافل العلمي.
4- التكافل في العبادات:
حيث تتطلب بعض العبادات وجود نوع من التكافل والتشارك والتعاون مثل الصلاة، أداء الزكاة، جنازة الميت، وغيرها من العبادات الأخرى.
5-التكافل الدفاعي:
ويعني التشارك والتعاون في الحفاظ على المصالح الأمنية في المجتمع، بعيدا عن التنصل من المسؤولية.
6-التكافل الحضاري:
قد يكون هذا النوع من التكافل واسعًا، ويشمل كثيرًا من أنواع التكافل الأخرى، إلا أنّ المقصد الدقيق له هو أن يتعاون الأفراد ويتكاتفوا ويتعاهدوا ويقوموا بتقديم أي خدمة تصب في مصلحة الأمة، مادية كانت أو معنوية، علمية أو معيشية، اقتصادية أو دينية أو أخلاقية، وذلك كل حسب قدراته وإمكانته المتاحة، ومن خلال هذا ستُحافظ الأمة على حضارتها وترتقي أعلى القمم بأبنائها وهممهم وأخلاقهم وتكافلهم.

فوائد التكافل الاجتماعي

-قد يفكر الكثير من البشر -لا سيما في الظروف الراهنة وما في الحياة من مكابدة وتعب- أنّه عليه من نفسه، وأنّ كل إنسان بالكاد يستطيع تأمين مستلزمات حياته وحياة أسرته، وأنّه يُحقّق تكافلًا اجتماعيًا من خلال تلبية متطلبات أسرته، وهذا فيه شيء من الصحة بأنّه يُلبّي حاجات الأسرة، إلا أن توسيع دائرة هذا التكافل ولو شبرًا واحدًا سيحدث فرقًا كبيرًا في المجتمع، خاصةً إذا ما كان هذا الشبر من كل فرد من أفراد المجتمع.
-وإنّ التكافل الاجتماعي له أهمية كبيرة وعظيمة لا يمكن تجاهلها، ستؤدي حتمًا إلى تحسين هائل للأوضاع المعيشية، وسيغير من التعاملات بين البشر، وسيصير لعمل الخير لذة لا يمكن نسيانها، وسيبعد البشرية عن التعلق بالماديات والأمور الزائلة الفانية، إضافة إلى أنه يُكسب صاحبه الأجر والثواب عند الله ويرفع من درجته، ويجعله يشعر بالسعادة؛ إذ إن سعادة العطاء والجود لا توازيها سعادة أخرى.
– إضافة إلى أنّ التكافل الاجتماعي وُجد أساسًأ للحفاظ على كرامة الإنسان وإنسانيته، وإبعاده عن الفقر وذل السؤال، واستعطاف الأغنياء وأرباب الأموال ليجودوا عليه بغَيضِ من فيض ما عندهم، ومن ناحية أخرى فإنّ التكافل الاجتماعي سيعود على المجتمع بحالة من الأمان والاستقرار والطمأنينة، ويُنهي الكثير من حالات السرقة والاختلاس وما تؤديه إلى عواقب وخيمة قد تنتهي بارتكاب جرائم القتل.
-و إنّ تكافل الأفراد فيما بينهم سيكون ذا أهمية كبيرة لا سيّما إذا كان الوضع المادي متوسّطًا، فهذا سيجعلهم يشعرون بمعاناة من هم أقل استطاعة منهم، ويُحاولون رفع سويتهم المادية ويُبعدونهم عن ذل السؤال ومهانة المتعجرفين لهم، ولولا أهمية التكافل الاجتماعي هذه لما حث عليه الإسلام، ولما كانت مواقف السيرة النبوية زاخرة بهذا التكافل وبأنواعه المختلفة وصوره المتعددة.

التكافل الاجتماعي في الدين الإسلامي

يُعتبر التكافل الاجتماعي من الأساسيات التي ركز عليها الدين الإسلامي فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، يمكننا ملاحظة تأكيد الدين الإسلامي على التكافل الاجتماعي وحرصه على بناء مجتمعات متماسكة فيما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وذلك في مجالات مختلفة:
1-من ناحية العبادة:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأساسيات في الإسلام فمن الضروري على المسلم أن ينصح الآخرين بتجنب المنكرات ويحثهم على العبادات التي أمر بها الله وأوامر الإسلام المتعلقة بالتكافل الاجتماعي لم تقتصر بأثرها على المسلمين وحسب، بل طلب من المسلمين أن يُطبقوا مبادئ التكافل الاجتماعي على جميع البشر.
2-من الناحية المالية:
أكد الدين الإسلامي بشدة على ضرورة مساعدة الفقراء كما جعل لكفالة الأيتام والمساكين منزلةً كبيرة وفرض العديد من العبادات التي تنطوي على إطعام الفقراء مثل كفارة الصيام في رمضان وتقديم المال والطعام في الأعياد.
3-من الناحية الاجتماعية:
أمر الإسلام ببر الوالدين وطلب من الأزواج أن يتعاملوا برفقٍ ولينٍ مع زوجاتهم، كما أمر بالتعامل بالحسنى مع الجيران وزيارة الأقرباء وصلة الرحم.
4-من الناحية العلمية:
أكّد الإسلام بشدة على أهمية العلوم الشرعية والدينية وجعل لها مرتبةً عظيمة فلا يغيب عن أذهاننا كيف كان تعليم 10 من المسلمين طريقةً لفداء أسرى معركة بدر.

مفهوم التكافل الاجتماعي

يقصد بالتكافل الاجتماعي هو التزام أفراد المجتمع وتضامنهم لإعانة المحتاجين ومساعدة المضطرين وهو من الأسس والأركان التي يقوم عليها بنيان المجتمع الإسلامي، فالإسلام ينظر إلى المجتمع على أنه كيان إنساني متواصل متراحم، وأن الإنسان فيه يجب أن يحيا حياة كريمة تليق بآدميته، وتتسق مع كرامته الإنسانية، فلا يجوز في نظر الإسلام أن يبقى فردٌ في المجتمع يعاني الجوع ويقاسي الألم، يقهره الحرمان وتذله الحاجة، بينما يعيش الآخرون في رغد وهناء، فالمجتمع المسلم كالجسد الواحد في تعاضده وتضامنه، وهو ما عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وهذا التكافل نوعان؛ تكافل معنوي وذلك بالشعور النفسي والتضامن الأدبي مع بقية أفراد المجتمع المسلم، يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم وألمهم، ويحب لهم الخير كما يحبه لنفسه. وتكافل مادي وهو بذل المال والوقت لإعانة المحتاجين ومساعدتهم؛ للتغلب على ظرفهم وتحسين أحوالهم.

آثار التكافل الاجتماعي على الفرد

يعود التكافل الاجتماعي بمجموعة من الآثار الإيجابية على الفرد، ومن هذه الآثار:
1-أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية والنفسية قدرة الأعمال التعاونية والمجتمعية على تخليص الفرد من العديد من الاضطرابات والأمراض النفسية.
2-كسب رضا الله تعالى، ونيل الأجر والثواب والرضا.
3-يعتبر التكافل الاجتماعي سببًا رئيسيًا من أسباب سعادة الفرد وشعوره بالرضا.
4-يساعد في تخليص الفرد من مظاهر الاضطرابات النفسية مثل القلق، التوتر، الاكتئاب؛ حيث
5-يساهم بتحقيق حاجات الفرد التي يصعب عليه تحقيقها بشكل فردي.
6-يساعد التكافل الاجتماعي الفرد التخلص من العادات السيئة مثل: الأنانية، الكراهية، الحقد، الحسد، وغيرها.
7-يساعد الفرد على حل المشكلات التي تواجهه.
8-يساهم التكافل الاجتماعي في تربية الأبناء تربية صالحة قائمة على الأخلاق الفاضلة والحميدة.



899 Views