أسلوب النصيحة و معنى النصيحة و دور النصيحة في المجتمع و شروط النصيحة، هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي.
أسلوب النصيحة
-الإخلاص في النصح :
بحيث لا ترجو من نصحية أخيك إلا الله، وأن تبرأ ذمتك، وألا يكون هدفك من النصيحة الرياء أو السمعة والشهرة أو انتقاص المنصوح وتجريحه .
– أن تكون النصيحة بأسلوب حسن طيب ليِّن سهل حتى يتأثَّر بها المنصوح، فيقبل النصيحة، وقد قال تعالى : “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” [النحل: 125] .
– أن يكون المنصوح منفردًا وهذا أدعى لقبوله النصيحة فمن نصح أخاه في علانية فقد شانه ومن نصحه سرًّا فقد زانه، وقد قال الشافعي رحمه الله :
تغمَّدني بنُصحِك في انفرادٍ وجنِّبنِي النَّصيحَة في الجمَاعَهْ
فإنَّ النصح بين النَّاس نوعٌ من التَّوبيخ لا أرضَى استمَاعَهْ
– أن يكون الناصح عالمًا بما ينصح به: وأن يتثبَّت من الشيء المنقول إليه حتى ينكر أو يأمر على بصيرة، وهذا أدعى إلى قبول نصيحته .
-أن يراعي الناصح حال المنصوح الذي يريد أن ينصحه، فلا ينصحه وهو مشغولٌ بأمرٍ ما، أو وهو بين أصدقائه وأقاربه، وأن يعرف مشاعره ومكانته وعمله والمشكلات التي يعيشها .
– أن يعمل الناصح بالنصيحة قبل أن ينصح بها غيره حتى لا يكون ممن الذين يأمرون الناس بالبرِّ وينسون أنفسهم، وقد قال الله على لسان شعيب : “وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ” [هود: 88] .
-أن يصبر الناصح على الأذى الذي قد يتعرض له : فقد قال لقمان لابنه وهو يعظه “يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ” [لقمان: 17] يأمره بالصبر على ما قد يصيبه من جراء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
معنى النصيحة
معنى النَّصِيحَة لغةً:
النصيحة اسم من نَصَحَه، ونصح له، كمنعه، نُصْحًا ونَصاحَةً ونَصاحِيَةً، يقال: نَصَحَ الشيءُ: خَلَصَ، والناصحُ: الْخَالِصُ من العَسَلِ وغَيْرِهِ، وكلُّ شيءٍ خَلَصَ، فَقَدْ نَصَحَ، فأصل النُّصْح في اللُّغة: الخُلوص، والنُّصْح نقيض الغِشِّ
معنى النَّصِيحَة اصطلاحًا:
قال الخطابي: (النَّصِيحَة كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له)
وقال الجرجاني: (النصح: إخلاص العمل عن شوائب الفساد. والنَّصِيحَة: هي الدعاء إلى ما فيه الصلاح، والنهي عما فيه الفساد)
دور النصيحة في المجتمع
-تعمل النصيحة على نشر الثقة بين أفراد المجتمع، مما يؤدي إلى توفر الانتماء لهذا المجتمع واحترام الحق بين الناس، كما يتوفر ذلك الشيء -عندما يكون الغرض من النصيحة محبة الخير للآخرين.
-يؤدي تقديم النصيحة بأسلوب حسن إلى خلق المحبة والألفة بين أفراد المجتمع، فالمجتمع الذي تتوفر فيه هذه الصفة يكون مجتمعًا مثاليًا ومتقدمًا ومزدهرًا، كما يشعر الفرد بحس الانتماء للمجتمع ويكون مميزًا عن باقي المجتمعات الأخرى.
-تؤدي إلى زيادة العلاقات الاجتماعية.
-تؤدي بالشخص للذهاب إلى الطريق الصحيح والبعد عن طريق الشر فليس كل شخص يعرف ما هو خطؤه وكيف يستطيع حله.
-تعمل النصيحة على نشر الخير والنصح في المجتمع، فالنصيحة تنشر التعاون في المجتمع.
شروط النصيحة
إنّ للنصيحة شروطًا لا بُدّ من أن تتوافر، وهي كما يلي:
– إخلاص النية لله -سبحانه وتعالى- لأنّه هو مرتكز العمل، ولأنّ النصيحة هي حقّ المؤمن على الآخر، فيجب أن تخرج للمنصوح بكلّ إخلاصٍ ونيَّةٍ سليمةٍ، بعيدًا عن الغرور والتكبّر والرياء.
-أن تكون النصيحة برفقٍ ولينٍ وعطفٍ، فإن لم يكن فيها لينٌ لن تُقبل؛ لأنّها تُصبح بشكلٍ عنيفٍ، وما كان الرفق في شيءٍ إلّا زانه وما نُزعَ من شيءٍ إلا شانه، وهذا كان هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهدي الصحابة -رضوان الله عليهم- من بعده.
– أن يتحلى الناصح بالصبر والحلم قبل وبعد النصح، فمن الممكن أن يعتدي عليه الطرف الآخر، لفظيًا أو بدنيًا وهذاٌ واردٌ؛ فيجب أن يكون مثالًا يُحتذى به في جميع الظروف والأحوال.
