أسباب العنوسة

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 9 أبريل, 2022 11:58
أسباب العنوسة


أسباب العنوسة نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل سن العنوسة وأسباب تأخّر الزواج ثم الختام الحل لظاهرة العنوسة تابعوا السطور القادمة لتفاصيل أكثر.

أسباب العنوسة

-الكثير من الشباب والفتيات
أصبح من الممكن للشاب أن يقيم علاقة مع فتاة لا تحل له، مما يجعل الزواج مسألة غير ملحة عنده، فضلاً عن أنه يعلم بأن المجتمع يقبل فكرة زواج الشاب من فتاة صغيرة في السن مهما كان عمره، ومن جانب آخر تأثرت الكثير من الفتيات بالثقافة الأجنبية الوافدة سواء أكان ذلك في طريقة اللباس غير المحتشمة، أو انتشار ظاهرة الاختلاط في الأماكن العامة، وكذلك ظاهرة الصداقة بين الجنسين، مما يجعل الشاب ينفر من الزواج من الفتاة التي تفعل هذه الأفعال، ويفكر في الزواج من فتاة تستحق أن تحمل اسمه من وجهة نظره.
-سوء سمعة الأسرة
تواجه الكثير من الفتيات مشكلة سوء أخلاقيات عائلاتهن، وعدم تفهمهم لظروف من يتقدم لابنتهم، مما يجعل العائلة عائقاً في طريق زواج ابنتهم، وذلك بسبب خوف الشاب على سمعته في حال ارتباطه بفتاة من أسرة سيئة السمعة.
-مبالغة الفتاة في صفات الزوج
ترسم الكثير من الفتيات مواصفات خيالية لزوجها المستقبلي، مما يجعلها ترفض جميع المتقدمين لها، وأرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطريقة التي يجب على المرأة أن تختار فيها زوجها، حيث قال: (إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فانكحوه إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ”، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ؟ قَالَ: “إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فانكحوه، قالها ثَلَاثَ مَرَّات) [وراه الترمذي].
-تعليم المرأة
تؤجل الكثير من الفتيات فكرة الزواج إلى حين الانتهاء من الدراسات العالية كالماجستير، والدكتوراه، وبعد أن تنهي دراستها ترفض الزواج ممن هو أقل منها في التعليم، بسبب تعاليها، أو خوفها من ظلمه لها، وتعامله معها بعنف ليقتل فيها الإحساس بالتفوق والنجاح ، كما أن الشباب يتجنبون الفتاة المتعلمة خوفاً من ذات السبب وهو تعاليها عليهم.
-الأسباب الاقتصادية
يعاني الكثير من الشباب من العديد من المشاكل الاقتصادية التي تعتبر من أهم عوائق الزواج؛ كالبطالة، وغلاء أسعار البيوت، وغلاء تكاليف الزواج، والمهور، وأدت هذه المشاكل إلى تقليل فرص الزواج، وذلك بسبب عدم قدرة الشاب على تحمل كل هذه الأعباء.
-هجرة الشباب والزواج من الأجنبيات
يلجأ الكثير من الشباب إلى الهجرة إلى الخارج للبحث عن عمل أو للتعليم، مما يدفعهم إلى الاستقرار في البلاد الأجنبية والزواج من فتيات أجنبيات، نظراً لقلة تكاليف الزواج منهن، أو لأهداف أخرى مثل الحصول على جنسية الدولة التي يتزوج فيها.

سن العنوسة

سن العنوسة يتغير من بلد إلى أخرى ومن جنس إلى أخر، حيث يختلف سن العنوسة في الرجال عن النساء، ولهذا فإنه لا يوجد مقياس ثابت لتحديد سن العنوسة. حيث يختلف كذلك من مجتمع إلى أخر، حيث يتزوج الرجل والفتاة في المجتمعات الريفية في سن صغير، قبل ن يكمل الشاب والفتاة مرحلة التعليم الجامعي أو الثانوي، وتتزوج الفتيات ولا تكمل تعليمها الجامعي في كثير من الأحيان. لذلك فإن مفهوم العنوسة وإن كان يطلق على الرجل والمرأة في نفس الوقت ألا إن متوسط العمر يختلف عند كل منهما ما بين 30 إلى 35 عام عند المرأة و50 إلى 60 عام عند الرجل.

أسباب تأخّر الزواج

هُنالك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تأخّر الزواج للرجال والنساء، وأبرزها ما يأتي:
-الظروف الاقتصاديّة الصعبة
من المعروف بأن الزواج قرار مصيري يضم العديد من المسؤوليات والواجبات التي لا يحق للأزواج التهرّب منها أو التقصير في أدائها، وهو أمر قد يكون السبب وراء عدم إقدام فئةٍ كبيرة من الأفراد على هذه الخطوة التي ستغيّر من حياتهم، فالزواج يتطلب إنفاق المال والاعتناء بشؤون الأسرة، وتحمّل مسؤوليتها، وتوفير مُتطلبات العيش الكريم من أجلها، ومع غلاء المعيشة وكثرة الضرائب والنفقات المُترتبة عليه أصبح تدنيّ الدخل والافتقار لمستوى تعليمي عالٍ قد يُوفر لهم وظيفة مُناسبة ذات دخلٍ مقبول يُخيفهم، ويحد من رغبتهم في الإقدام على الزواج، وهو ما تُشير له عدّة بحوثات حديثة أجريت على فئةٍ من البالغين الذين يميلون لتأخير سن زواجهم.
-تغيّر مفاهيم الزواج لدى جيل الألفيّة الحديث
ظهرت في السنوات الأخيرة مفاهيم جديدة غيّرت نظرة فئة كبيرة من الشباب والبالغين لفكرة ومفهوم الزواج، حيث إن الزواج المُتعارف عليه منذ القدم على أنه رباط مُقدّس يُحيي روابط أسريّة تمتد جذورها الراسخة لتُغذّي جميع أفراد العائلة بالحب والمودّة، وتجعلها مُستقرّةً وآمنة لتصبح بدورها أحد دعامات المُجتمع وأعمدته المتينة وسبب لاتزانه وازدهاره، أما الزواج الذي تنظر له هذه الفئة من الشباب اليوم فقد أصبح يتبنى أفكار مُختلفة تميل لإحياء الحب والرومانسيّة والعواطف الجيّاشة دون الانقياد وراء الشراكة ومؤسسة الزواج التي في نظرهم طريقة تقليديّة بحتة وقديمة للتعبير عن الحب والرغبة في الإنجاب من الشريك، وتشارك تربية الأطفال، وبناء الأسرة، وغيرها من مقاصد هذا الزواج، حيث يختبر هؤلاء الأشخاص الزواج قبل الإقدام عليه والالتزام به طوال الحياة مع الشريك، فيؤخرونه لحين ظهور النتائج، وهو ما يتعارض مع قواعد ومفاهيم الزواج القديمة القائمة على محاولة خلق بيئةٍ اسريّة مثاليّة وبناء علاقة صحيّة وناجحة قائمة على الرضا والود والتناغم دون تحييدها بشروطٍ، أو بفترات زمنيّة، واختبارات، وشروطٍ أخرى تُعيق نجاحه.
-المرور بتجربةٍ سابقة لا تزال آثارها عالقةً في الشخص
يحدث أن يمر المرء بعلاقةٍ أو بتجربة سابقة بائت بالفشل ولا تزال آثارها عالقةً داخله، الأمر الذي يُغيّر نظرته لحياته المُستقبليّة ورغبته في الزواج، ومن جهةٍ أخرى قد يميل بعض الأفراد لتجنّب العلاقات العاطفيّة والشركاء الجدد، ويظلّون تحت تأثير الصدمة مدّةً طويلة غير آبهين بتقدّم مراحل حياتهم وحاجتهم للزواج، أو يُصبحون خائفين من الإقدام عليه والتعرّف على أشخاصٍ جدد مُتأثرين بالشريك السابق، وهو أمر نفسي يحتاج إلى تصالح المرء مع ذاته وتقييم علاقته السابقة أو الظروف التي مرّ بها، وفي بعض الأحيان الاستعانة بطبيبٍ نفسي إذا ما بقيت آثارها تُعيقه عن ممارسة حياته الطبيعيّة والتخطيط للمُستقبل بشكلٍ صحيح.
-الفروقات الاجتماعيّة وعدم إيجاد الشريك المُناسب
في بعض الأحيان يكون الفرد راغباً في الزواج لكنه غير قادرٍ على إيجاد الشريك المُناسب الذي يجعله على استعداد لمُشاركته الحياة الطويلة بسعادةٍ وهناء وينسجم معه وينجذب له بشدّة، وفي بعض الأحيان يجد هذا الشريك بعد عناءٍ، لكن تكون هُنالك فروقات في التفكير أو في المستوى التعليمي والثقافي، أو في الطبقة الاجتماعيّة، أو بغيرها من الأمور الانتقائيّة التي تُقلل من فرصة بناء مُستقبلٍ مُشرق معه وتقتل رغبته في الزواج منه لشدّة الظن بأنه غير مُناسب، أو بسبب بحثه عن الكمال الذي لا يُمكنه العثور عليه في شخصٍ واحد.

الحل لظاهرة العنوسة

إن الإسلام أوجد الحل لمثل تلك الظاهرة، حيث وضع العديد من الأسس والمبادئ التي تقضي عليها، وتجنب المسلمين أخطارها، ومن ذلك:
– الحث على الاعتدال والوسطية في كل شيء ومن ذلك المهور، فلا تكون فوق الطاقة، ويُراعَى الحرص على الخلق والدين قبل المال عند اختيار الزوج المناسب، فإذا توفر الخلق النبيل والحرص على الدين، فهذا هو الفوز والمغنم، قال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد) (الترميذي).
– العمل على تحقيق التنمية في الدول الإسلامية، بما يرفع من أحوال المعيشة، لتسهيل فرص المعيشة الكريمة وبناء أسر جديدة بالزواج.
– الأخذ بمبدأ (تعد الزوجات)، الذي يعد متنفساً شرعياً عظيم الفائدة، كما دعا رئيس هيئة كبار العلماء – الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مجدداً دعوته لتعدد الزوجات، داعياً السعوديات إلى تقبل منطق التعدد للحفاظ على البناء الاجتماعي للأسرة والمجتمع، موضحاً أن تعدد الزوجات أمر شرعه الله لصالح المجتمع، وأن على المرأة تقبُّل أن تكون زوجة ثانية أو ثالثة باعتبار ذلك خيراً من العنوسة. وأضاف أن زواج المرأة من رجل ذي دين وكفاءة وخلق ومعه زوجة أخرى لاعيب ولا نقص فيه، مجدداً تأكيده بأن التعدد أمر مشروع وأن الذي يشكك فيه ضال. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.



251 Views