أثر العدل على الفرد والمجتمع

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 20 مايو, 2022 12:53
أثر العدل على الفرد والمجتمع


أثر العدل على الفرد والمجتمع وكذلك أنواع العدل، كما سنقوم بذكر الفرق بين المساواة والإنصاف، وكذلك سنتحدث عن فوائد العدل، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعونا.

أثر العدل على الفرد والمجتمع

إن الله تعالى عادل يحب العدل، وقد خلق الكون هذا وسيّره على مبدأ العدل، وجعل أساس التفاضل فيه بين الناس قائمًا على التقوى دونًا عن أي معيار آخر، كما أن الله تعالى أمر الناس أن يعدلوا، لما للعدل من آثار على الفرد والمجتمع، لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّه يَأْمُر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَر وَالْبَغْي يَعِظكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90]، ونذكر من هذه الآثار:
– العدل يحقق الطمأنينة والهدوء في نفوس الأفراد، ويعزز من توكلهم على الله؛ فالفرد الذي يعيش في المجتمع العادل يطمئن بأن حقه سيأتيه دون انتقاص ودون مساس، مما يحقق له القناعة والراحة.
– نمو المجتمع وتقدمه ومساهمة الأفراد في ذلك؛ فعند تحقق العدل لن يكون هناك أي حقد، أو نقم، وغضب من الأفراد تجاه أوطانهم، وسيكون هناك قابلية للنمو والتقدم.
– تحقيق الأمن والأمان؛ فعند تحقق العدل لن يضطر أحد الأفراد للتخوف على أنفسهم وأموالهم لقناعتهم بأن القوانين ستأخذ مجراها،
– مما يقلل أيضًا من حدوث اعتداءات السرقة وغيرها.
– تحقيق الخير والبركة، وزيادة الرزق وسعة العيش، فإذا كان العدل متحققًا بين الولاة والأفراد، نزلت عليهم بركات الله ورضوانهم، وزاد في رزقهم.
– كسب محبة الله تعالى والقرب منه، ووتحقيق علو المنزلة عنده، فالله تعالى يحب المقسطين ولا يحب الظالمين.
– لعل التاريخ الإسلامي مليء بالأسماء التي اشتهرت بتطبيقها للعدل، وقيامها على منهجه، ومن أشهر هذه الأسماء الخليفة عمر بن الخطاب الذي سمي بالفاروق لعدله وتفريقه بين الحق والباطل.

أنواع العدل

1- عدل الحاكم:
فالحاكم مسؤول عن إقامة العدل في مجتمعه، وعليه الحرص على منع الظلم والقهر وعدم المساواة بين الرعية، وقد أمر الإسلام بعدل الحاكم في أكثر من آية وحديث دليلًا على أثر العدل على الفرد و المجتمع وصلاحه.
2- العدل في الحكم بين الناس:
على الفرد أن يتحلى بقيمة العدل في حكمه بين الناس، فيحكم بالعدل بينهم إذا شهد عليهم ولا يظلمهم ليحقق آثار العدل في المجتمع.
3- العدل بين الزوجات:
اهتمَّ الإسلام بقيمة العدل في حياة الزوج مع زوجته، وضبط ذلك في التعدد من خلال المساواة بينهن في النفقة والمبيت والكسوة والإيواء وغير ذلك، وحرّم الله على الزوج ظلمه لهن وهذا من أبهى صور العدل وأروعها.
4- العدل بين الأبناء:
عدل الآباء بأبناءهم خير مثال على إنشاء جيل مُعافى وسليم من كل أمراض الجور والظّلم، فإذا بدأ الآباء بالعدل من بيوتهم انتشر العدل في كل مكان في المجتمع؛ لينشأ جيل عادل يخشى الظلم ويعمل بثمار العدل ويطبقها.
5- العدل في القول:
يكمن العدل في القول بأن لا يقول المرء إلا الحق وأن لا يشهد على باطل لكي لا يظلم أحدًا بقول الزّور وكتمان الحق.
6- العدل في الميزان:
تطبيق قيمة العدل في التجارة، فلا يبخس المرء في الميزان ويسلب الناس حقوقهم لأن ذلك ينافي مقاصد العدل.
7- العدل مع غير المسلمين:
أمر الإسلام بالعدل مع غير المسلمين؛ لأن من فوائد العدل مع غير المسلمين دخولهم الإسلام دين الرحمة والعدل والمساواة؛ ولأن الله ينصر الأمة العادلة ولو كانت كافرة وهذا من عدل الله سبحانه وتعالى.

الفرق بين المساواة والإنصاف

– يمكن الفرق بين المساواة والإنصاف في عمومية معنى كلمة المساواة مقارنةً بالإنصاف، إذ يمكن استخدام مصطلح الإنصاف بشكلٍ عام بمختلف القطاعات لكن العدل والإنصاف أكثر تعلقًا بالجوانب القانونية، بينما ترتبط المساواة أكثر بالجانب الاجتماعي.
– تسعى المساواة لتحقيق مُعاملة مُتشابهة أو مُماثلة للجميع، أمّا الإنصاف يؤكد على المُعاملة العادلة والنزيهة وفقًا للسلوك الأخلاقي أو العادل.
– من الأمثلة على المساواة إعطاء الموظفين الذين يعملون في نفس الوظيفة أجور متساوية، ومن الأمثلة على الإنصاف؛ في حال التقدم لإعلان وظيفة يجب اختيار الشخص المُناسب من بين الأشخاص الآخرين طبقًا للشروط المطلوبة.
– إنَّ مبادئ العدل والإنصاف من أهم المبادئ التي يجب أن تحرص كل دولة على التمسك بها، حتى تبقى الدولة مُتقدمة من كافة النواحي الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والصحية، والتعليمية، ولكي تبقى الملاذ الآمن لمواطنيها.

فوائد العدل

1- بالعدل يستتب الأمن في البلاد، وتحصل الطمأنينة في النفوس، ويشعر الناس بالاستقرار، وبذلك يُقضى على المشكلات الاجتماعية والاضطرابات التي تحدث في الدول، بسبب الظلم.
2- بالعدل يعم الخير في البلاد، فالعدل سبب في حصول الخير والبركة إذا كان منتشرًا بين الولاة، وبين أفراد المجتمع، يقول ابن الأزرق: (إنَّ نية الظلم كافية في نقص بركات العمارة فعن وهب بن منبه قال: إذا هم الولي بالعدل أدخل الله البركات في أهل مملكته حتى في الأسواق والأرزاق وإذا هم بالجور أدخل الله النقص في مملكته حتى في الأسواق والأرزاق).
فقيام العدل في الأرض كالمطر الوابل، بل هو خير من خصب الزمان كما قيل، فمن كلامهم: (سلطان عادل خير من مطر وابل، وقالوا عدل السلطان خير من خصب الزمان، وفي بعض الحكم: ما أمحلت أرض سال عدل السلطان فيها ولا محيت بقعة فاء ظله عليها).
3- ظهور رجحان العقل به، قيل لبعضهم: مَن أرجح الملوك عقلًا، وأكملهم أدبًا وفضلًا؟ قال: من صحب أيامه بالعدل، وتحرَّز جهده من الجور، ولقي الناس بالمجاملة، وعاملهم بالمسألة، ولم يفارق السياسة، مع لين في الحكم، وصلابة في الحقِّ، فلا يأمن الجريء بطشه، ولا يخاف البريء سطوته.
4- العدل أساس الدول والملك وبه دوامهما، فبالعدل يدوم الملك، ويستقر الحاكم في حكمه، و(في بعض الحِكم: أحقُّ الناس بدوام الملك وباتصال الولاية، أقسطهم بالعدل في الرعية، وأخفهم عنها كلًّا ومؤونة، ومن أمثالهم: من جعل العدل عُدَّة طالت به المدة)
5- من قام بالعدل نال محبة الله سبحانه، قال تعالى: وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الحجرات.
6- بالعدل يحصل الوئام بين الحاكم والمحكوم.
7- بالعدل يسود في المجتمع التعاون والتماسك.



439 Views