آداب النصيحة

كتابة جواهر الخالدي - تاريخ الكتابة: 15 أغسطس, 2022 1:17
آداب النصيحة


آداب النصيحة كما سنجيب عن لمن تكون النصيحة وما هو أسلوب النصح والارشاد كما سنذكر كذلك نصائح عند تقديم النصيحة كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

آداب النصيحة

1- أن تكون النصيحة في السر، قال بعض السلف: (من وعظ أخاه فيما بينه وبينه، فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبَّخه).
أن يقصد بها وجه الله تعالى.
2- أن يكون النصح بلطف وأدب ورفق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه).
3- أن لا يقصد التشهير.
4- العمل بالنصيحة التي توجهها للناس.
5- اختيار الوقت المناسب للنصيحة؛ لأن المنصوح لا يكون في كل وقت مستعدًا لقبول النصيحة، فقد يكون مكدرًا في نفسه بحزن أو غضب، أو غير ذلك مما يمنعه من الاستجابة لنصح الناصح.
6- الصبر على الأذى في النصيحة.

لمن تكون النصيحة

1-لَمَّا سمع الصحابةُ – رضوان الله عليهم – الرسولَ – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((الدِّين النصيحة))، سألوه فقالوا: \”لِمَن يا رسول الله؟\”؛ أي: لِمَن تكون؟ فأجابَهم – عليه الصَّلاة والسَّلام – بأنَّها تكون لخمسة أصناف:
2- الصِّنف الأول: ((لله)) : وكيف تكون النَّصيحة لله؟
تكون: بالإيمان به حقَّ الإيمان، وأنَّ له الأسماءَ الحسنى، والصفاتِ العُلى، ونفي جميع العيوبِ والنَّقائص عنه، والقيام بأداء فرائضه، واجتناب مَحارمه، والاعتراف بنِعَمِه، والقيام بِشُكرها.
3- الصنف الثانِي: ((ولكتابه)):
وذلك بالإيمان بأنَّه كلامُ الله، وأنه محفوظٌ من التَّبديل والتغيير إلى قيام الساعة، وأنه ناسخٌ لِجميع الكتب المتقدِّمة، وتحكيمه في كلِّ صغيرة وكبيرة، وتعلمه وتعليمه، وتحكيمه، وحفظ حدوده وحروفه.
4- الصنف الثالث: ((ولرسوله)):
وذلك بالتصديق برسالتِه، وأنَّه أفضلُ الأنبياء والمُرسَلين، وخاتَمُ النبيِّين، وطاعته – عليه الصَّلاة والسَّلام – في أمره ونَهْيه، ونُصرته حيًّا وميتًا، ومُعاداة مَن عاداه، ومُوالاة من والاه، وإحياء سُنَّتِه، وبَثِّ دعوته، ونشر شريعته، ونفي التُّهمة عنه، ومَحبَّة أهل بيته وصحابته، ومُجانبة مَن ابتدع في دينه.
5- الصنف الرابع: ((ولأئمَّة المسلمين)): والمقصود بأئمة المسلمين هنا طائفتان:
1- الطائفة الأولى: وُلاة أمر المسلمين الحُكَّام العدول:
وتكون النَّصيحة لهم بإعانتهم على الحقِّ، وطاعتهم في طاعة الله، ودفع الظُّلم عنهم، وجمع الكلمة عليهم ما داموا قائمين بأمر الله.
2- الطَّائفة الثانية: العلماء:
وتكون النَّصيحة لهم بِنَشر علمهم، وإحسان الظنِّ بِهم، وتقديرهم واحترامهم، وإعطائهم حقوقَهم، والدِّفاعِ عنهم، وغير ذلك.
3- الصنف الخامس: ((وعامَّتِهم)):
وذلك بِتَعْبيدهم لِخالقهم، وتعليمهم ما يَنفعهم، وتَحذيرهم مِمَّا يضرُّهم، وكفِّ الأذى عنهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، والدِّفاع عن أموالِهم، وأعراضهم، وحُبِّك لهم ما تُحِبُّ لنفسك، وما أشبه ذلك.

أسلوب النصح والارشاد

1-تجنّب النصيحة أمام النّاس وذلك حتى تكون أكثر قبولً؛ إذ إنّ النصيحة أمام الناس تكون كنوعٍ من التوبيخ، وإحراج المنصوح، وهذا أمرٌ غير مقبولٍ، وقيل إنّ النصيحة أمام النّاس فضيحةٌ.
مراعاة النّصح برفقٍ ولين فلا بدّ من أن تكون النّصيحة بأسلوبٍ تظهر فيه المودَّة والرأفة؛ ما يجعل المنصوح أكثر قبولًا لها، قال الله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) فالنصيحة بفظاظة وغلظة تنفّر المنصوح، وقد يدفعه ذلك للمعاندة، وتجلّى أسلوب الرفق في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد وكان أسلوب اللين واللطف الذي استخدمه النبي -عليه الصلاة والسلام- معه سببًا لتفهّم الأعرابي وقبوله النصيحة.
2- علم الناصح وعمله بما ينصح وذلك حتى تكون النصيحة على الشكل الصحيح وتؤتي ثمارها المطلوبة، فجهل الناصح بما ينصح قد يؤدي للوقوع في مشاكل ومفاسد كثيرةٍ، كما أنّ على الناصح أن يكون عاملًا بنصيحته؛ فقد ذمّ الله تعالى من يأمرون بالمعروف ولا يأتونه؛ فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).
-اختيار الوقت والمكان المناسبين للنصيحة وذلك حتى تكون أكثر قبولًا واستجابةً من قبل المنصوح؛ فالمؤمن الفطن من يتحرّى الوقت والمكان المناسبين في نصيحته؛ فيتجنّب مواضع الغضب مثلًا، ويتّبع أفضل الأساليب وأنفعها فيما ما يغلب على ظنّه أنّها الأنفع وفق ما يقتضه الموقف.
3-عدم الإسهاب في النّصيحة فخير الكلام ما قلّ ودلّ، وإنّ إطالة الكلام في النّصيحة وكثرة تكرارها قد يؤدي إلى ملل المنصوح وضجره منها، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: “كانَ عبدُ اللَّهِ يُذَكِّرُ النَّاسَ في كُلِّ خَمِيسٍ فقالَ له رَجُلٌ: يا أبا عبدِ الرَّحْمَنِ لَوَدِدْتُ أنَّكَ ذَكَّرْتَنا كُلَّ يَومٍ؟ قالَ: أما إنَّه يَمْنَعُنِي مِن ذلكَ أنِّي أكْرَهُ أنْ أُمِلَّكُمْ، وإنِّي أتَخَوَّلُكُمْ بالمَوْعِظَةِ، كما كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَخَوَّلُنا بها، مَخافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنا”.
4- أن يكون القصد بالنصيحة الخير والصلاح فليس المقصود من النصيحة مجرد الكلام والنقد أو إحراج المنصوح، أو التعييب عليه بأخطائه، فالنصيحة حتى تكون مقبولة لا بدّ لها من أن تكون خالصةً لوجه الله تعالى، دون النّظر لثناء الخلق ودون قصد الكِبر والترفع عليه، مع ضرورة تجنّب غشّ المنصوح والاحتيال عليه في النصيحة.
5- تحلي الناصح بالصّبر فينبغي للناصح أن يكون متخلِّقًا بالأخلاق الحسنة؛ فيكون صبورًا في تحمّل عواقب نصيحته، فقد يتعرض للشتيمة أو التوبيخ أو ما شابه، فعليه الصبر وألّا يردّ الإساءة بمثلها.

نصائح عند تقديم النصيحة

1 – النصيحة في الملأ فضيحة، فإياك وإياك وإياك أن تنصح شخص أمام مجموعة من الناس أو أمام شخص واحد، بهذا أنت تُسئ إلية وتُسئ إلي نفسك وتدعوة إلي عدم تقبل النصيحة والإصرار والمُكابرة علي خطأة، لذلك أول وأهم شئ في تقديم النصيحة هو أن تنصح الشخص علي إنفراد وليس أمام الناس.
2 – الدخول المُباشر بذكر العيوب واللوم علي الخطأ سوف يجعل الشخص الذي تنصحة ينفر منك، لأنك تجعلة يشعر أنه شخص سئ وليس به أي مُميزات، ولكن يجب أن تُهيئة لتقبل النصيحة، فمثلا عندما تنصح ابنك لعدم الكذب، لا تقول له أنت دائم الكذب وأنت شخص سئ وأنت وأنت ، ولكن قل له أنت جيد في كذا وكذا وأنا أحبك ولكن يجب أن تبتعد عن الكذب لأنه لا يؤدي إلي النجاة، وغيرها من الكلام الحسن المقبول.
ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما أراد أن ينصح معاذ ابن جبل بقول ذكر مُعين بعد الصلاة فقال -صلى الله عليه وسلم- يامعاذ والله إني أحبك “معاذ انبسط ثم قال ” فلا تدعن في دبر كل صلاة ” اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك “.
بدأ صلي الله علية وسلم بمدحة واظهار حبة له وبعد ذلك قدم النصيحة.
3 – إختيار وقت النصيحة هو عامل أساسي ومُهم من عوامل تقبل النصيحة أو رفضها، فلا تنصح شخص وهو في قمة ثورتة وفي قمة الغضب، ابدأ بالحديث معة عن أي شئ آخر يُهدئ من عصبيتة وبعد ذلك انصحة إذا كان أخطأ في شئ، ولا تنصح أحد في شئ حدث وانتهي فمثلا تقول له “مش كنت تسمع كلامي” أو مثل تلك العبارات التي لا تمت للنصح بصلة.
4 – طريقة عرض الخطأ الذي تراة هي نقطة فاصلة لكي تجعل الشخص الذي تنصحة يتقبل النصيحة، فإذا نصحت شخص بقولك أن ما تفعلة خاطئ ويجب أن تتخلص منه وتبدأ في سرد الحديث هذا أمر خاطئ، ولكن الترتيب المنطقي هو الذي يأتي بثمارة، حاول أن تتكلم عن الشئ الذي تُريد النصح به بشكل غير مُباشر، وتوجية أسئلة تجعل الشخص يفهم أنه علي خطأ دون التصريح المُباشر، فهذا النوع هو الأكثر فاعلية لتقبل النصيحة، عن طريق عدم إلزام الشخص بفعل مُعين لأننا كبشر نكرة صيغة الأمر ولا نُحب أن يفرض أحد رأية علينا، ولكن نحتاج إلي توجية طريقة التفكير إلي النتيجة، عن طريق طرح الأسئلة سؤال تلو الآخر ستجد في النهاية أنك إنتصرت بإقناعة برأيك دون اي إحراج.
5- اللين في تقديم النصيحة، فحاول أن تُقدم النصيحة باسلوب هادئ فكاهي إن استطعت، قدم النصيحة في شكل ملحوظة أو تعليق سريع دون الإستفاضة، اختر كلمات رقيقة لتقديم النصيحة ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما قال له المولي عز وجل لقوله {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (159) سورة آل عمران
6 – نصح الجميع بما فيهم الفرد من دون أي تلميح، فإذا كنت تجلس مع جماعة وتعلم أن شخص به عيب وتُريد أن تصارحة به وتشعر بالحرج، فتقوم بنصح الجميع دون اي تحديد أو اشارة حتي ولو كانت بسيطة مثل : تلميح النبي لبعض اصحابه كان إذا رأى خطأ لاصحابه يقوم ويقول مابال اصحابي يفعلون كذا وكذا.



315 Views