من هو جابر بن حيان

كتابة محمد البكر - تاريخ الكتابة: 22 يونيو, 2018 8:50 - آخر تحديث : 8 يوليو, 2021 6:39
من هو جابر بن حيان


من هو جابر بن حيان سوف نتعرف من خلال مقالتنا هذه عن جابر بن حيان وكل ماتود معرفته عن نشأته وحياته.

جابر بن حيان

جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي عالم مسلم عربي اختُلِفَ من أي بُطُونِ الأزد يُنسَب. برع في علوم الكيمياء والفلك والهندسة وعلم المعادن والفلسفة والطب والصيدلة، ويعد جابر بن حيان أول من استخدم الكيمياء عمليًا في التاريخ.
ولد على أشهر الروايات في سنة 101 هـ/721 م وقيل أيضاً 117 هـ / 737 م عالم عربي وقد اختلفت الروايات على تحديد مكان مولده فمن المؤرخين من يقول بأنه من مواليد الجزيرة على الفرات شرق سوريا، ومنهم من يقول أن أصله من مدينة حران من أعمال بلاد ما بين النهرين في سوريا. ولعل هذا الانتساب ناتج عن تشابه في الأسماء فجابر المنسوب إلى الأندلس هو العالم الفلكي العربي جابر بن أفلح الذي ولد في إشبيلية وعاش في القرن الثاني عشر الميلادي. ويذهب البعض إلى أنه ولد في مدينة طوس من أعمال خراسان.
في بداية القرن العاشر الميلادي، كانت هوية وأعمال جابر بن حيان مثار جدل كبير في الأوساط الإسلامية.وكانت كتبه في القرن الرابع عشر من أهم مصادر الدراسات الكيميائية وأكثرها أثراً في قيادة الفكر العلمي في الشرق والغرب، وقد انتقلت عدة مصطلحات علمية من أبحاث جابر العربية إلى اللغات الأوروبية عن طريق اللغة اللاتينية التي ترجمت أبحاثه إليها وعرف باسم “Geber او Yeber”.

نشأة جابر بن حيان

عاش جابر بن حيّان في مدينة طوس، وعمل مع والده في مجال العطارة، واهتمّ جابر بن حيّان بدراسة الظواهر الخاصة بالطبيعة، وأسباب ظهورها، فكان يسأل والده حول هذه الظواهر الطبيعيّة، والمرتبطة مع الأعشاب والنباتات وطُرق زراعتها، والأضرار والفوائد الخاصة بكلّ منها، كما اهتمّ بدراسة صفات وخصائص المعادن، ومع الوقت أدرك والده بأنّه سيصبح من العلماء والمُفكّرين المشهورين، فحرص على تعليمه جميع المعارف المُتخصصة بالدواء، والنباتات، والعطارة، والكيمياء، والفلسفة القديمة.

دراسات جابر بن حيان

اهتمّ جابر بن حيّان بدراسة العديد من أنواع العلوم والمعارف، وفي ما يأتي معلومات عن بعضٍ منها:

دراسة علم الكيمياء

يُعدّ جابر بن حيّان من أول العلماء اهتماماً بعلم الكيمياء، كما يُصنّف بأنّه من الرواد الذين حرصوا على المساهمة في تطوّر الكيمياء والعلوم التجريبيّة؛ لذلك يُشار إلى أنّ اسمه ارتبط مع المنهج التجريبيّ؛ بسبب استخدامه لهذا المنهج في إعداد التجارب الكيميائيّة، فلم يتوقّف عند المعلومات والأفكار والمؤلفات المرتبطة بالكيمياء القديمة، بل حرص على التجريب في مختبره الخاص، وتطبيق مجموعة من التجارب الكيميائيّة التي ساعدته على الوصول إلى الكثير من المركبات الكيميائيّة التي لم يعرفها العالم مسبقاً.
يُلخّص المنهج التجريبيّ في علم الكيمياء عند جابر بن حيّان وفقاً للآتي:
-معرفة المسؤول عن التجربة العلميّة بالعلَّة التي طبق لأجلها هذه التجربة.
-فهم المسؤول عن التجربة العلميّة لإرشاداتها وتعليماتها بشكلٍ جيّد.
-تجنُّب تطبيق الخطوات المستحيلة.
-اختيار موقع مختبر التجارب العلميّة في مكانٍ معزوف؛ أي مستقل بعيد عن المنازل والمناطق السكانيّة.
-اتّخاذ عالم الكيمياء أصدقاء موثوقين.
-امتلاك عالم الكيمياء للوقت الكافي؛ حتّى يُنفّذ تجاربه بنجاح.
-تميّز عالم الكيمياء بالصبر، ويجب ألّا يُخدَع في الظواهر، فيستعجل الوصول إلى نتائج التجارب.

دراسة علم الفلك

يُعدّ علم الفَلك من العلوم التي اهتمّ جابر بن حيّان بدراستها؛ حيث عرّف الفلك بأنّه شكل الكون الخارجيّ، وجرمُهُ هو الأشياء التي تملأ هذا الشكل، ووفقاً لجارر بن حيّان يشمل الشكل الخارجيّ أربعة أشياء أوليّة، وهي: الرطوبة، والبرودة، واليبوسة، والحرارة؛ ممّا يؤدي إلى تركيب الأشياء بناءً عليها، كما لا تتواجد المكونات السابقة ضمن ترتيب واحد داخل الكون، بل منها من يُصنّفان بأنّهما فاعلان، وهما: البرودة والحرارة، أمّا المكونان الآخران (الرطوبة واليبوسة) فهما منفعلان.

دراسة الطبيعة

اهتمّ جابر بن حيّان بدراسة الطبيعة، وتحديداً النباتات، والحيوانات، والحجارة، فقسّمَ الحيوانات إلى أربعة أصناف، وهي: الطائرة، والزاحفة، والسابحة، والماشية، ويمتلك كلّ صنف منها رطوبة، وبرودة، وجوهراً، ويبوسة، وحرارة، ونفساً، وجميعها ترتبط معاً في زمان ومكان واحد، أمّا النباتات فاعتبرها منطقة متوسطة بين الحجارة والحيوانات، فلها مثل الحيوانات رطوبة، وحرارة، وجوهراً، ويبوسة، وبرودة، ونفساً، ولكنها لا تمتلك العقل، وورد هذا الرأي في كتابه بعنوان التصريف، بينما قال في كتابه التجميع أنّ النباتات تختلف عن الحيوانات بأنّها لا تمتلك عقلاً ونفساً.
قسّم جابر بن حيّان الحجارة (الجمادات) إلى ثمانية أصناف، وهي:
-مُتحجّر، وغير ذائب، ومُنسحق.
-مُتحجّر، وغير ذائب، وغير منسحق.
-مُتحجّر، وذائب، ومنسحق.
-مُتحجّر، وذائب، وغير مُنسحق.
-غير مُتحجّر، وذائب، ومنسحق.
-غير مُتحجّر، وذائب، وغير منسحق.
-غير مُتحجّر، وغير ذائب، ومنسحق.
-غير مُتحجّر، وغير ذائب، وغير منسحق.

دراسة الفلسفة

يُعدّ جابر بن حيّان من الفلاسفة العرب المشهورين؛ حيث اهتمّ بصناعة الجدل في الفلسفة، كما حرص على تقدير الفلاسفة القدماء، فاعتبر الفيلسوف سقراط مثالاً أعلى له، أمّا التفكير الفلسفيّ الخاص بجابر بن حيّان يُلخص وفقاً لعدّة مبادئ وقواعد، والآتي بعض منها:
-لا تخلو الأشياء من تصنيفها ضمن حديثة أو قديمة.
-قد تكون الأشياء الحديثة أو القديمة غير مرئيّة أو مرئيّة.
-قد تكون الأشياء غير المرئيّة أو المرئيّة بسيطة أو مركبة.
-الأجزاء من البسيطة تعامل كالبسيطة بحكمها، والأجزاء من المركبة ليست كالأشياء المركبة ولا تحكُم بحكمها.
-كلّ بُعد من الممكن تقسيمه إلى أصناف تنتمي إلى نوعه، فالجزء الظاهر من السطح هو سطح، وجزء الخط هو خط.
-لا يمكن الوصول إلى تركيب إلّا من خلال جمع قسمين، ولا يمكن تركيب قسمين إلّا بوجود مركب لهما؛ أي أن الأشياء ذات الطبيعة المركبة يجب أن تعتمد على وجود علاقات تجمع بينها.
-لا تتقاطع المسافة اللانهائيّة مع زمن يمتلك نهاية بتاتاً.
-لا يمكن أن تكون الأشياء لانهائيّة، مثل: الأفعال والقوى والأجرام.

مؤلفات جابر بن حيان

ألّف جابر بن حيّان خلال حياته العديد من المُؤلفات المتنوعة في مجالات العلوم، والمعارف، والدراسات التي اهتمّ بدراستها، وفي ما يأتي بعض من أهمّ مؤلفاته:
-السموم ودفع مضارها: هو من أشهر كُتب جابر بن حيّان، ويحتوي على خمسة فصول، ومنها: السموم؛ كالحجريّة والنباتيّة والحيوانيّة، والأدوية التي تعالج تلك السموم وتأثيرها في جسم الإنسان، فهو كتاب يجمع بين الكيمياء والطب.
-الخواص الكبير: هو كتاب توجد النسخة الأصليّة منه في متحف بريطانيا.
-الحديد: هو كتاب حول طريقة استخراج معدن الحديد من أصوله الأولى.
-كُتب أُخرى: التدابير، ونهاية الإتقان، والموازين، والرحمة



506 Views