فن التعبير الكتابي

كتابة Alaa Mubarak - تاريخ الكتابة: 9 يوليو, 2019 2:03
فن التعبير الكتابي


فن التعبير الكتابي نقدم لكم في هذا المقال كل ماتودون معرفته عن فن التعبير الكتابي وماهو مفهوم التعبير الكتابي من خلال السطور التالية.

الكتابة والتعبير

بدأ الإنسان الكتابة مستخدما الوسائل المتاحة لديه حيث بدأ باستخدام النقش على الحجر لتدوين ما يريده ثم انتقل إلى الكتابة على أوعية أخرى كالرق والبردي والورق الذي اخترع في بداية القرن الثاني الميلادي. ثم ما لبث الإنسان الأكثر تقدما أن اخترع الآلات التي تساعده على الكتابة مثل الآلات الكاتبة والمطابع، وأخيرا أصبح الإنسان يستخدم الكتابة من خلال أجهزة متقدمة مثل الحواسيب، وأصبح يتعامل اليوم بما يسمى الكتب الإلكترونية.

التعبيـر

هو إفصاح الإنسان بلسانه أو قلمه عما في نفسه من الأفكار والمعاني بلغة سليمة وتصوير جميل ،أو
هو القدرة على السيطرة على اللغة حديثا وكتابة واستخدامها للتعبير عن النفس.
التعبير لا يستغني عنه أحد في مراحل حياته المختلفة ، لأن الإنسان في حاجة دائمة للتعبير عما يدور في نفسه من انفعالات ومشاعر وأفكار ، وهو وسيلة الإفهام والاتصال بالآخرين ، وهو الغاية من تعليم اللغة ، وفروع اللغة كلها وسائل للتعبير الصحيح بنوعيه الشفهي والتحريري ، فنحن ندرس النحو لتستقيم ألسنتنا بالنطق والكتابة على سنن اللغة الثابتة ، وندرس الإملاء لنجيد الكتابة وفق القواعد الإملائية الصحيحة ، وندرس النصوص الأدبية من أجل أن نتزود بالثروة اللغوية والأسلوبية والبلاغية فالإنشاء هو ثمرة علوم اللغة، وهو أساسها، فحري بنا أو نليه الاهتمام. ، وأنت تلاحظ أن حياتك العلمية كلها أخذ وعطاء ، فجانب الأخذ : أن تستمع وتقرأ .
وجانب العطاء : أن تعبر بطريقة شفهية أو تحريرية ، ومتى ما كنت جيد الاستماع جيد القراءة كما ونوعا كنت في مرحلة العطاء أكثر عطاء وأقوى أسلوبا ، ومن هنا جاءت أهمية تمرين الناشئة على مهاراته ليصبحوا قادرين على التعبير عما يجول في خواطرهم ويحيط بهم ، وبقدر ما يتمكن الإنسان من التعبير بوضوح وصدق وكفاءة عن أفكاره ومشاعره وحاجاته يستطيع أن يؤثر في الآخرين ويتفاعل معهم بالصورة اللائقة والمناسبة .

وأهمية التعبير ترجع للأسباب الآتية:

ـ وسيلة الاتصال مع الآخرين سواء بين الأفراد أو المجتمعات.
ـ ثم إنه المحصلة النهائية لتعلم اللغة فكل الفنون تصب فيه.
ـ والتعبير ينمي عملية التفكير والتعبير عن النفس وهما وظيفتا اللغة.
ـ والتعبير من الوسائل التي تؤثر في المجتمع سواء إلقاء أو كابة.
ـ تنمية لغة التلميذ وتمكينه من التعبير عن خواطر نفسه وحاجاتها شفهيا وكتابيا.
ـ تنمية شخصية التلميذ للعيش في المجتمع بفعالية.
ـ تدريب التلاميذ على عرض أفكارهم بشكل منطقي ومترابط.
ـ مساعدة التلاميذ على زيادة الخبرة والثروة الثقافية.
ـ المساهمة في تنمية قدرة التلميذ على الارتجال وأدب الحديث.
ـ وقاية التلميذ من الشعور بالنقص الناتج عن إحساسه بعدم القدرة على التعبير السليم.
   

أنواع التعبير:

إذا كان التعبير شفهيا فهو لغة الحديث ،وان كان تحريرياً فهو لغة الكتابة .وسواء أكان التعبير شفهياً أو تحريرياً،يقصد به قدرة الإنسان على أن يفصح عما تختزنه نفسه من مشاعر وأحاسيس ،في طلاقة وانسياب ٍ،أو بعمد إلى نقل هذا المخزون إلى الورق ،عن طريق الكتابة التي لا بد وان تتميز بالقوة والجزالة والوضوح .
    أنواع التعبير: ثلاثةٌ
    1-التعبير الوظيفي:
أساسه الواقع الذي يشكل الحياة ،ويمنح من حياته صوراًتساعده على التعبير ،ويكون شفهياًوتحريرياً، يؤدي خدمةً للإنسان في مجتمعه،ويكون على صورة:تعليمات، توجيهات، تقارير، ارشادات، ملاحظات، اعلانات، بطاقة دعوة، اعتذار، برقيات، رسائل.
وهذا النوع من التعبير هام جداً للمعلم في إعداد الطالب ،من خلال تواصله التربوي من خلال الحوار والسؤال والجواب وسرد الحقائق
    2- التعبير الإبداعي:
الغرض منه التعبير عن الذات، ووسائله: قصة، مقالة، خاطرة ، مسرحية ، رسائل وجدانية ، مذكرات شخصية، الشعر الوجداني).
وهذا النوع من التعبير يعتمد على الخيال ،والصور الفنية المتكاملة البناء ،شكلاً ومضموناً،فهو يحمل صفة الابتكار والخلق ،ويكون شفهيا وكتابيا، يعمل على تغذية الروح، والارتقاء بالمشاعر ،وينمي الذوق ويرتقي به .
    3- التعبير الأدبي :
ويحمل مجموعة مستويات تتضمن الشرح الأدبي ،أو التحليلي ،فيظهر خصائص النص وميزاته ،كما يتناول الحديث فيه عن العاطفة ،والصور والأسلوب اللفظي ،أو التحليل الأدبي والنقدي.
فن التعبير الكتابي
إن التدريس فنٌّ، وسنُحدِّثكم في هذا الموضوع عن أبرز مظاهره، وهو “التعبير الكتابي”، وعن كيفية صياغة المطلوب منه، وعرض ما يُستلزم في فحواه، واختيار الكلمات المناسبة المُوظَّفة فيه.
قُلنا عن التعبير الكتابي إنه فنٌّ؛ لأن صياغة التعليمة اللازم احترامها من قِبَل التلاميذ، تَتَطلَّب مهارةً لُغويةً من المدرس، ووضوحًا في المنهج الْمُتَّبع، وسلاسة في استثمار الكلمات في النصِّ.
يُراعي المدرس الاختصار فيها؛ حتى لا تُبعِد التلاميذ عن المطلوب منهم، ويُحدِّد فيها نوعَ النصِّ المراد تحريره من قِبَل التلاميذ، سواء كان نصًّا شارحًا أو واصفًا أو عارضًا لحجج وبراهين، وبذكاء وحنكة وأسلوب سهل سلس، يَصيغ المدرس سياق التعليمة؛ لتكون الفكرة بيِّنة في أذهان التلاميذ، ويُدركوا المطلوب منهم بالضبط.
نأتي الآن إلى المعايير الواجب احترامها في النص، فمن المهم عدم الإكثار منها، ثلاثة معايير أو أربعة تكفي، وكمثال توضيحي على ذلك، يَشترط المدرس في الموضوع استعمالَ زمن المضارع بشكل سليم، وتوظيف علامات الوقف في النصِّ، واختيار عنوان مناسب له، فيُقبل التلاميذ على تحرير النصِّ بعزيمة وثبات.
يَرجع الاختصار في المعايير المطلوبة في النص إلى تسهيل المهمة أكثر فأكثر على التلاميذ، ومُراعاة عدم قدرة البعض منهم على مجاراة زملائهم، لاختلافهم في المستوى، فهذا التبسيط مُشجِّع ومُحفِّز، ويَقذف في اعتقاد التلميذ أنه يُحرِّر نصًّا، ولو أنه يَتعثَّر فيه، فرويدًا رويدًا سيَتحسَّن المردود.
نختم هاتين المرحلتين بعُلبة الوسائل، وهي ذات أغراض متعددة، نحصر كلامنا فيها عما هو أساسي، فيَنتقي المدرس الكلمات بعناية شديدة، ويَرجع هذا إلى مقدار تَمكُّنه من اللغة، فيُقسِّمها إلى أسماء وأفعال وصفات، يقترح في القائمة الأولى عددًا من الأسماء المرتبطة بالنص المراد كتابته، والأمر نفسه بالنسبة للأفعال والصفات، فيَمنح بذلك الأسلحة الْمُمكِّنة للتلميذ من تحرير الجمل، ويَتدخَّل المدرس بين الفينة والأخرى، مبرزًا الطرق الْمُيسَّرة لتركيبها: فعل ثم فاعل ثم مفعول به، ويُمكن للتلميذ التشاوُر مع زميله، فهذا يأخذ من خبرة ذاك، ليَحصل التفاعُل المطلوب، والتلميذ الذي يُعاني ضعفًا ما، سيَشعُر بثقة في نفسه، ويَتشجَّع هو أيضًا للإدلاء بجمل، ولو كانت مملوءة بالهفوات والأخطاء، فالمهم هو حثُّه على العمل، وتحفيزه على التغلُّب على قناعاته السلبية بأنه غير قادر على الفهم والتمكُّن من اللغة.
حينما ذَكرنا صفة الفن في التعبير الكتابي، فإننا أردنا من خلالها التنويه إلى أنه يقع على عاتق المدرس إيلاؤه المكانة التي يَستحقُّها؛ فعبر هذا النشاط يكتشف المدرس المواهب المتوافرة في تلاميذه، فالتلميذ الذي له مُستقبل في الكتابة، تَجده يُبدع ويُركِّب الجمل بأسلوبه الخاص، وهذا ما يجب أن يلفت نظر المدرس؛ ليَستثمر فيه هذه الملَكَة، فيَنجح في تجسيد كفاءة من الكفاءات الأربع للغة.

قواعد كتابة تعبير مميز

هناك عدّة أمور يجب مراعاتها عند كتابة التعبير حتى نحصل على تعبير مميّز، أهم هذه القواعد ما يأتي:
–  مراعاة علامات الترقيم، من فواصل، وعلامات تنصيص، ونقاط في نهاية الجمل، وما إلى ذلك من علامات أخرى.
– أن الخط يكون واضحاً، بحجم مثاليّ للعين، وأن يكون التعبير خالياً من الخربشات والملاحظات الجانبية، حتى لا تلفت انتباه القارئ أكثر من التعبير نفسه.
–  أن تكون الأفكار مترابطة ومتسلسلة، وأن تكون الأفكار ضمن الموضوع المطلوب، فلا تخرج عن هذا النطاق حتى لا يظهر تشتّت الكاتب وبهذا يبتعد عن الفكرة الرئيسة للتعبير.
– أن تكون الكلمات بالعربية الفصيحة، مع الحرص على تجنّب العامية، وعدم تكرار الجمل، وأن تكون خالية من الأخطاء الإملائية.
– مراعاة التنسيق المناسب للنص، ويكون ذلك باستخدام المسافة المناسبة بين كل كلمة وأخرى، وبين كل جملة وأخرى، مع الاهتمام بتنسيق الفقرة بطريقة احترافية؛ بترك مسافة بمقدار كلمة في أول الفقرة عند الشروع بكتابتها.
– الاستشهاد بالشعر، والآيات القرآنية، والأحاديث (إن كان هناك حاجة لذلك)، مع ربط كل الفقرات معاً بالآيات والأبيات والأحاديث.
– مراعاة القواعد اللغوية في تركيب الجمل، فتكون خالية من الأخطاء اللغوية والإملائية، وحشو الكلام.
– أن يحتوي التعبير على عبارات جمالية وأساليب كتابية فنّية، فتخرج الكتابة عن النظام المملّ، إذ إنّ التنوع في الكلمات المستخدمة تشحن القارئ بالطاقة والرغبة لمتابعة القراءة حتى النهاية.
 

  خصائص التعبير

1- التعبير هو البيان:
والبيان كما يقول الجاحظ:اسم ٌ لكل شيءٍ كشف لك قناع المعنى ، الغاية منه : الفهم والإفهام ،وبأي شيءٍ بلغت الإفهام وأوضحت ،فذلك البيان .
2- رُكنا التعبير:
المعنى المختزن في الذهن والنفس ،والكشف عن هذه المعاني وإظهارها للناس ،يشكل أسلوب التعبير (وعلى قدر وضوح التعبير ودلالته ،يكون إظهار المعنى الخفي في النفس هو البيان .)
3- المعاني مستمرة متجددة:
أما اللغة فهي محددة كما يرى الجاحظ،ولذلك عليها أن تتطور ،حتى تكون قادرة على استيعاب منجزات العصر المختلفة .
4- الصوت والإشارة أداتا التعبير:
فالصوت أداة اللفظ من خلال تقطيع الحروف ثم الكلمات ،والإشارة باليد (وحُسن الإشارة باليد والرأس من تمام حُسن البيان ).
5- التعبير الشفهي والكتابي (القلم احد اللسانين ):
وقديماً قالوا :القلمُ أبقى أثرأً واللسان أكثر هدراً.
6- شروط اللفظ:
يجب ألا يكون سوقياً أو وحشياً ،ولا تلغرفياً مباشراً، أو مرموزاً مبهماً،لذلك فأن اللفظ الجميل المقنع ،ما كان ملائماً لمقتضى الحال ، وقديماً قالت العرب :لكلً مقاتم ٍ مقال .
7- العرب والبيان:
اشتهر العرب على مرِّ العصور بالَبَداهيّة والارتجال ،حيث كانوا أميين لا يكتبون ،ومع ذلك فإنهم مطبوعون ، لا يتكلفون ،وهذا ما يؤكد على أن الارتجال الشفهي هو أصل التعبير.
8- سوء الفهم والإفهام:
بين طرفي الكلام :المتكلم والمتلقي .
9- الإيجاز والإطناب:
حيث أن مفهوم البلاغة :الإيجاز من غير ملل.
10- الدربة والتعلم:
بالتدريب والممارسة والاطلاع والمثاقفة يجود ُ اللفظ ويتسع المضمون .
11- من أهم الشروط الصوتية للتعبير الشفهي:
الصوت القوي ،وسرعة الوصول إلى الهدف الأساسي من التعبير مع العناية بالأسلوب المؤثر، القادر على أن يُبقي المستمعين حوله حتُى آخر كلمة ينطقها .
12- الإيجاز والوضوح :
فأحسن الكلام ما كان قليله يغُني عن كثبره ،يقول الجاحظ:
إن المعنى الشريف ،واللفظ البليغ ،يصنع في القلوب الغيث في التربة الكريمة .
13-اللحن في الكلام:
على المعبًر ألا يقع في مطبِ اللحن في حديثه ، فيرفع ما حقِه النصب ،وينصب ما حقِه الجر يقول عبد الملك بن مروان :اللحن أقبح من آثار الجدري في الوجه .
14- الصدق في القول ,والنقل والتعبير ، وعدم التكلُف أو التصنع:
لأن الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب ، وإذا خرجت من اللسان لم تتجاوز الآذان.
     

   مراحل كتابة الموضوع

لغات التعبير هي الأدوات التي يستعملها الكاتب للتعبير عن أفكاره، وهي كثيرة موزعة على مختلف الفنون الجميلة بدءاً من صراع الطفل، وانتهاءً بالكلمة المنطوقة أو المكتوبة ،وهذا ما يسمى بالأسلوب المعتمد أصلاً على لغة الكتابة ،التي تضفي على النص هندسة جميلة ،وتجعل منه شكلاً مقبولاً .
لذلك كان لا بد لأيّ موضوع ٍمن مراحل مترابطة، تبدأ بالتفكير المتأني، ثم البحث عما يناسب الفكرة ،من عبارات واضحة سليمة ،وشواهد شعرية أو نثرية مناسبة وهذه المراحل هي :
1- مرحلة الاستعداد :
وهي معرفة حدود الموضوع وأبعاده بشكلٍ ذهني ،فيجمع العقل مدارات الموضوع وأبعاده ومنطلقاته ومنعطفا ته وفقراته. فهو مخطط ذهني كامل للموضوع ،يرتسم في العقل قبل أن ينصب على الورق.مما يساعد الكاتب على تهيئة مثل هذا المخطط الذهني كتابة اكبر عدد من الموضوعات المختلفة ،والقصص المتنوعة ،والأشعار العذبة ،وان يحفظ منها ما يراه مناسباً، بحيث يمكن استخدامه استخداماً صحيحاً وموظفاً .
2- مرحلة التمرين على الكتابة:
تبدأ هذه المرحلة في الصف ِ وتنتهي في البيت ….. في الصف لا بد من الانتباه إلى ما يقوله المدرس من شرح وتبسيط وتعليق على الموضوع ،ففي ذلك محاولة أُولى لتجميع أبعاد الموضوع من فم الدرس في الصف ،ويمكن في هذه المرحلة أن تكون الصياغة على شكل قصةٍ بسردها المدرس على طلابه بشرط أن تتضمن أكبر قدر ممكن من عناصر التشريق والإثارة التي تشدو الطلاب وتجلب انتباههم .
3- الحرية في الكتابة :
على المدرس أن يشارك طلابه في استنتاج واستخلاص عناصر الموضوع، ثم يترك لهم حرية الكتابة ،دون أن يمارس عليهم أي ضغط لإتباع أسلوب ما يميل المدرس إليه،ويحبذه شخصياً حتى يتحول إلى مرشد ،يقود طلابه غالى الموضوع
إن إعطاء الحرية للطالب في اختيار الأسلوب وطريقة التعبير،التي لا تخرج عن حدود الموضوع ، تكسبه الثقة بالنفس ،وتعطيه قدرة اكبر على الممارسة العقلية ،والمحاكمة الذهنية ، لكتابة ما يراه صائبا ومناسبا وموافقا لروح النص



887 Views